حديث البشر منذ سالف العصور ,,علم له قواعد و اصول وضعها الحكماء منذ قديم الدهور,,انها التربية التى هى من اهم الامور,,لتثقيف الشعب و تهذيب الجمهور,,و اهمالها يشيع الانفلات و يفشى الشرور,,و يؤدى الى ظواهر سلبية تثير النفور,,لذا اهتم بها الفراعنة و دونوا عنها فى البرديات سطور,,فنقرأ عن اتجاه يلزم الطفل و يجعله مأمور,,فيخلق منه شخص مطيع صبور ,,و اتجاه اخر يربى الطفل عن حرية الرأى و الشعور,, فيصبح شخصية قوية ذات حضور,,و اتجاه ثالث بين هذا و ذاك يدور,, و لا يستثنى من هذة القواعد ابن الفقير و لا وليد القصور,, فالبنصح و الارشاد بنوا للتفاهم جسور,, وبالقدوة و الموعظة و القول المأثور,, هكذا ترعرت اشجار المبادئ بتلك البذور ,,لا تمحوها تعاقب السنين و لا مرور الشهور,, بل تأصلت كنقش محفور,, و بذلك استطاعوا بناء حضارة حلقت فى سماء التاريخ كالنسور,, و موضوعنا لليوم يدور حول التنشئة الاجتماعية لدى الاسرة الفرعونية
يظن الكثيرين انه لم توجد اتجاهات تربوية محددة لدى الاسرة الفرعونية فى تنشئة صغارها و تتم التربية لديهم بشكل عشوائى.. و لكن اثبتت لنا البرديات الفرعونية عكس ذلك تماما فتبين ان الاسرة الفرعونية تمسكت بالعديد من القواعد السلوكية و المبادئ الاخلاقية التى اسهمت بشكل كبير فى تكوين شخصية تتمتع بالاستقرار الوجدانى و السواء النفسى و السلوك بقيم و اتجاهات سامية جعلتهم قادرين على المشاركة الايجابية فى مجتمعهم و استطاعوا تأسيس حضارة فريدة يشهد لها التاريخ الى يومنا هذا
و مزجت الاسرة الفرعونية بين ثلاثة اتجاهات تربوية اساسية و هى:
الاتجاه المحافظ يرى ان الطفل يولد صفحة بيضاء و مصدر معرفته الاولى هما الوالدين و المعلم و من ثم على الطفل طاعة توجيهات مربييه دون زيادة او نقصان و يمثل هذا الاتجاه الحكيم امنومبى و الذى دونت البرديات احد توصياته “اسلم اذنيك و اسمع ما يقال لك و وجه اليه فؤادك و اجعله فى قلبك”
الاتجاه المجدد يعترف بفردية النشئ و حريته فى اختيار الطريق الذى يسلك و سجلت البرديات وصية احد الحكماء للنشئ” اعمل ما تستحب فكل انسان شُكل وفق طبعه الذى هو فيه”
اتجاه يجمع ما بين المحافظة و التجديد و تبنى هذا المنحى الحكيم آنى و يقول فى احد البرديات “ها انا اعرفك بموضع الصواب فى قلبك و لتفعل بعد ذلك ما تراه صوابا فى نظرك”
و بوجه عام اتخدت التربية الفرعونية مسلكا وسيطا ما بين الاشراف و التشديد على النشئ و بين اطلاق الحرية لهم
و استعان المربيون بعدة وسائل لتربية النشئ منها القدوة و الواعز الدينى و الحكم و الامثال و الحوار و المناقشة و عرض مساوئ الشئ المنهى عنه
و اتخذ المربيون منهج التدرج فى التقويم و التربية فيبدأ بالنصح و الارشاد ثم الاقناع ثم العقاب ثم النبذ
التربية السليمة هى النواه الاولى للشخصية السوية و هى حجر الاساس الذى ترسى عليه المجتمعات المتقدمة عمادها و التربية هى مسئولية منظومات عدة فعلينا ان نتكاتف و كلا يقوم بالدور المنوط به فاهمال التربية هو احد العوامل الرئيسية للظواهر السلبية التى تعد سببا لمعاناة الافراد و المجتمعات
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com