جرجس ثروت يكتب : ” بلد سماعات بصحيح “
23 أكتوبر، 2016 مقالات واراء
الواد فريح ابن فرحات فرحه الليلة على البت شربات وعاوز البلد كلها تفرح معاه , وعلق الزينة ودبح المعزتين اللي حيلته , وطلع على المركز عشان يأجر اكبر دى جي ومالقاش قام طلع على المديرية ومعاه كليب ابن شلبية وجاب السماعات ونصبها على الأستاندات , ومن المغربية وهاتك يا اغانى ماسخة بس مزيكتها عالية وأتلم عليه عيال البلد , وجات العربية الدبابة اليتيمة اللي عاوزة تجامل بسلامته واخدت اتنين من السماعات الساوند الكبار وعلى العربية وبأعلى صوت تنزل على البندر عشان تعرف الخلق انه اليوم الموعود اللي هيتلم فيه ستنا على سيدنا , ومع ان الناس اللي ماشية في الشارع بنى آدمين ومش ماشية ومالهاش ذنب واصل في الغلطة دية ولا يعرفوا فريح ولا سعدية لكن ذنبهم انهم ساكنين في المخروبة ولازم الدنيا تبقى في الساعة دى مقلوبة , وتلاقى اللي ماشى يلعن الفرح وصاحبه ومش بعيد وسط الهيصة طفل يصرخ أو بنت طالبة النجدة لكن مين يسمع ومين يخلصنا من الشدة , يعمل طويل العمر صداع وقلق وحتى معازيمه تسيب العرس وتهرب بالخلق وهى بتلعنه وبتدعى عليه مع مرته روح ان شاء الله ما تلحق تدخل يا بعيد , ولوعرف فريح إن الليلة دى هتبقى نهاية حريته كان يوفرالقرشين واخرة العرس زغروتة مكتومة ولا اتنين بدل ما يتحرق من الشتايم الحيين والميتين , لكن العيب مش عليه على اللي سايبينه يبرطع , وتعدى عربية الشرطة يا ولداه ولا تقدر تقوله ممنوع ارجع وكأن الضوضاء دى ولا حاجة مع إنها في بلاد البشر يتاخد فيها على الحبس طوالى وكأنها جريمة واكبر شر, ولو سكتنا على فريح ونعديها ونقول خليه يفرح ترمينا المقادير في طريق الباشمهندس سواق المواصلة اللي عامل جوا العربية دي جى ومتسلطن مع اغنية هابطة ولحن معطن , ويا سلام لو قلت له وطى يا اسطى الكاسيت يبص لك حتة بصة ويقول بقرف أنت اشتريتنا يا اخينا ولا اشتريت العربية مش عاجبك انزل , والغريب ان الناس بدل ما تلافيه قلمين وباللي في الدواسة تديه جوزين يقوموا يهدوه هو , ويتحرق اللي اتحدت إذا كان هو ولا أبوه اللي برا , ونقول ليه الناس مخها بقى فيه أورام إشكال وألوان من الهيصة ومتعصبين على بعضنا وبنصرخ في الفاضى والمليان ومسكنات الصداع بقت تتسف اكتر من المنشطات يا ولداه , وكل دا كوم ويجى صاحب محل او قهوة بلدي أو مسمط يفتح المخروب وبرضوا في نص الشارع يحط السماعات وكأنه شارع اللي خلفوه وحده وهاتك يا ردح على اخر صوت ومعاه مايك يزعق فيه بصوت اجحش من صوت الحمار , خلاص يا سيدي عرفنا انك فتحت وان شاء الله يتقفل بدري والدعوات دى جاية من عيادة المخ والأعصاب اللي قدامه والدكتور أتعصب والمرضى كانت حالتهم أصعب , وبسلامته عاوز يبيع ويشترى ويكسب والمشهد دا يا حضرات كان في بلد السياحة اللي فيها تلت آثار العالم وبقت خراب , وأوعى حد يفتكر إن دا صدفة بالعكس دا كله مقصود عشان لا سايح يجى ولا عملة واللي مش مصدق يجى كورنيش النيل بالأقصر ويعدى قدام فندق الملوك الونتر بلاس اللي طفى أنواره وقفلت بازرات شارع البحر تحته , وقعد فيها السنكوح بتاع محل اشترى بسعرالجملة ودى مصر اللي اتعملت فيها العملة , أنا بكتب الكلمات دي على أصوات المتوسيكلات اللي بتنعر والكلاكسات في فرح سنكوح تانى اسمه أنور ومع انه ماشى مع البت من سنين عاوز يضحك على أهل البلد ويقولك شوفونا فرحانين وفاكر إن الناس مغفلين وحقهم لأن مافيش حد يمنع ولا قانون يخلى واحد من الغوغاء دول عن اللي بيعمله يرجع فى كل بلاد العالم صوت ممنوع النفير لكن بلادنا مش هيتصلح حالها إلا لما يتساوى فيها مع ابن الباشا ابن الغفير يا ناس ارحموا ترحموا الفرح مش بعلو الصوت وزمان لا كان فيه دى جى ولا ميكروفونات وكان على الربابة والمزمار أحلى النغمات والناس تسهر مع العريس في ليلته مش بمجرد العشا ولا علبة الفرح تلاقيه يهرب بجلده من صوت السماعة اللي بيزلزل الأرض تحته , حتى معازيمك يا عريس بتدعى عليك , ولا أقولك كفاية عليك العروسة وأنت هتقول ياريت اللي جرى ما كان وهترجع تبكى ندمان وهتولع في شريط الفرح والزفة وتقول أما أنا كنت اكبر مغفل وتحفة .