غرق سوريا في نزاع مسلح دام مستمر منذ 2011، لم يمنع الرئيس السوري، بشار الأسد، من تخصيص جزء كبير من وقته لإجراء مقابلات مع وسائل إعلام غربية طيلة الأعوام الماضية، وقد كثف في الأيام القليلة الماضية من هذا الظهور.
وانضمت زوجة الرئيس السوري، أسماء الأسد، إلى حملة “الظهور الإعلامي” المكثف، الرامية على ما يبدو إلى تلميع صورة “الأسرة الرئاسية” في بلد يشهد نزاعا مسلحا أسفر عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص.
والأربعاء، نشرت صفحة الرئاسة السورية على صفحتها في موقع فيسبوك مقتطفات من مقابلة للأسد مع “قناة SRF1 السويسرية”، وقالت إن اللقاء سيبث كاملا عند “الساعة 10مساء بتوقيت دمشق”.
وأسوة بإطلالاته السابقة على وسائل الإعلام الغربية، حاول الأسد، في هذا اللقاء، التركيز على أن قواته، المدعومة من روسيا، تحارب الإرهاب في سوريا، وخاصة في حلب التي تخضع مناطقها الشرقية لحصار خانق.
ومقابلة الأسد الأخيرة تأتي بعد يوم على إعلان روسيا وقف الغارات السورية والروسية على الأحياء الشرقية من حلب التي تكثفت في الأسابيع الماضية، موقعة قتلى ودافعة دول غربية إلى وصف الضربات بأنها بمثابة جريمة حرب.
وردا على سؤال بشأن حلب، قال الرئيس السوري لـ”SRF1″ “هذه مهمتنا طبقا للدستور وطبقا للقانون وهي أن علينا حماية الناس وأن علينا أن نتخلص من أولئك الإرهابيين في حلب. بهذه الطريقة نستطيع حماية المدنيين”.
وأضاف “كيف تستطيع حمايتهم بينما لا يزالون تحت سيطرة الإرهابيين؟ لقد تعرضوا للقتل على أيدي الإرهابيين وكان الإرهابيون يسيطرون عليهم بشكل كامل. هل دورنا أن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب؟.. علينا أن نهاجم الإرهابيين وهذا بديهي”.
وقبل يوم فقط على نشر مقتطفات مقابلة الأسد، كانت زوجته أطلت في لقاء على قناة “روسيا 24” في “الحوار الأول لها منذ سنوات مع وسيلة إعلام أجنبية”، حسب ما ذكرت أيضا صفحة الرئاسة السورية.
وقالت أسماء، في لقاء أجري مع قناة “حليفة”، “كسوريين، تمكنّا دائماً من الانتصار، وهذه المرحلة من تاريخنا لا تشكل استثناءً. من المعروف، أو كما يُقال دائماً، فإن سوريا تعني الشمس المشرقة. وأؤكد لك أن السوريين سينهضون من جديد”.
وكان الأسد الزوج قد سبقها في إجراء مقابلة مع وسيلة إعلام روسية، فهو خص صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” بلقاء صحفي، في 14 أكتوبر الماضي، أشار فيه أيضا إلى أهمية استعادة السيطرة على حلب من قوات المعارضة.
أما في 6 أكتوبر، فكان الأسد، الذي تولى الحكم خلفا لوالده عقب وفاته عام 2000، قد لجأ هذه المرة إلى وسيلة إعلام دنماركية، وقال لـ”قناة TV2″ أنه لو ارتكب “كل هذه الفظائع” ما استمر في الحكم، فهو ليس “سوبرمان”.
وقبل هذه الإطلالة التلفزيونية بأيام، اختار الرئيس السوري وكالة أسوشيتد برس الأميركية للقول “عندما تتكلمون عنها (الحرب في بلاده) كجزء من صراع عالمي وصراع إقليمي، وعندما تكون هناك عوامل خارجية كثيرة لا تتحكمون فيها.. فستمتد”.
والإطلالات الإعلامية الست في غضون أقل من شهر للأسد وزوجته توحي بأن البلاد لا تشهد نزاعا مسلحا أسفر، بالإضافة إلى مقتل مئات الآلاف، عن تشريد ملايين السوريين ودمار هائل واستباحة السيادة السورية من دول وميليشيات عدة.