بقلم ياسر العطيفي
تحضرني مقولة رائعة لجون بوشان الروائي والمؤخر الاسكتلندى(الحضارة ستدوم فقط حتى يأتى اتفاق آخر … ضدها). وما حدث فى الاقصر وتحديدا بأكبر معابد العالم وهو الكرنك من إقامة حفل راقص للشباب خلعوا فيه ملابسهم وتراقصوا فيه بكل إباحية وعري وأحضان وقبلات فى أقدس مكان فرعوني وعنوان لتاريخ أمة ،هو الاتفاق الضدي الذي أخبرنا عنه بوشان لتدمير أى حضارة ،حضارتنا التى لا نملك سواها حتى الأن وليس لنا سوى التفاخر بها إجترارا على ماضي عظيم شيده أجدادنا
وفشلنا حتى فى مضاهاتهه أو الحفاظ عليه!! على مر العصور لم يهتم الفراعنة كبيرهم وصغيرهم حتى ملوكهم المصنفون ضمن الألهة بمنازلهم كإهتمامهم وتقديسهم بمعابدهم حتى إننا من النادر أن نرى أثرا لمنزل لأنهم بنوها من الطين عكس معابدهم التى شيدوها من الحجارة الصلبة التى تناطح الزمن لتقديسهم لها ومكانتها فى قلوبهم ،كانوا يضعون فاصلآ لكل شىء فمكان العمل ومكان العبادة لكل زى معين وقدسية معينة،لا أدري كيف ومن صرح بإرتكاب هذا الجرم على أرض التاريخ وأرض الصعيد الأقصر!!،إن من صرح بهذا لم يضرب فقط تاريخنا العظيم بعرض الحائط،بل ضرب بكل العادات والتقاليد ليست الاسلامية فقط ولكن الصعيدية وعلى أرض صعيدية عرض الحائط،تلك العادات التى هى موروثنا وإرثنا الثقافى التى تربينا عليها !!لا أدرى يا سادة كيف ندعوا العالم أن يأتوا لزيارة حضارة هى أهون على أهلها من أى إحترام أو تقدير ،فحامل الثقافة هو الإنسان،وحامل الحضارة هو المجتمع،وها
نحن ندمر قيم المجتمع بغرس قيم دخيلة لم نتربي عليها ونرفضها!!فالحضارة ليست أدوات نستعملها و نستهلكها ، و انما هي اخلاق سامية نوظفها،و الحضارة هي فن الإيمان بأنه يمكنك أن تبني على ثوابتك بناءً شامخاً عزيزاً،ولكن ما نقوم به الأن هو هدم لكل الثوابت بل وهدم لبنائنا الحضارى الشامخ،وإذا كان الجسد العاري دليل الحضارة فهنيئاً للحيوانات .. فلهم كلّ الحضارة !!! فيامن حول قدس أقداس معابدنا لملاهي ليلية ألا تخجلون من أجدادكم ،من رفعوكم بحضارتهم فى العالم مكانا عليا،وأبيتم بأفعالكم إلا أن تحقروهم وتجعلونهم نسيا منسيا!!يجب أن يحاسب كل من
أهان تاريخنا،يجب أن يحاسب كل من أهان عاداتنا وتقاليدنا وموروثنا الثقافي الصعيدي،فلكي يحترمنا العالم ويجل تاريخنا علينا أولا أن نحترم أنفسنا وتراثنا الحضاري،ففاقد الشىء لا يعطية،إن ما فعلوة فى الأقصر هو كالذى إستبطأ خطاب إبنتة من قلة زائريها،فتاجر دون حياء بتعريتها إظهاراً بأسوأ ما ليس فيها .