الأحد , ديسمبر 22 2024

شهداء لكن مضطهدون .

أشرف حلمى
بدأ عصر الاستشهاد فى المسيحية منذ ولادة السيد المسيح له كل المجد في بيت لحم اليهودية وذلك قبل ان تنتشر على أيدى الرسل إنطلاقاَ من فلسطين إذ قدمت اطفال بيت لحم كاول دفعة للاستشهاد فى عهد هيرودس الملك الذى ارد التخلص من طفل المزود خوفاً على ملكه ولما انتشرت المسيحية ذادت معها اعداد الشهداء نتيجة إضطهادهم بسبب إيمانهم والحفاظ على معتقداتهم بقيادة الإمبراطورية الرومانية واليهود قديماً مروراً بالخلافة الإسلامية فى العصور الوسطى والزمن الذى لن تعرف فيه الإنسانية المنظمات الحقوقية العالمية والمحلية كذلك منظمات المجتمع المدنى والمحاكم الدولية لذا ذهبوا الى الملكوت وذهبت معهم حقوقهم وبقيت سيرتهم العطرة المقدسة وحفرت أسمائهم على الكنائس بكافة دول العالم .
اما فى عصرنا الحديث منذ عام ١٨١٥ وحتى وقتنا هذا فقد عانى المسيحيون الاضطهاد على يد الدولة العثمانية وما نتج عنها من مذابح الأرمن والآشوريين واليونانيين البونتيك كذلك معظم الدول التى اعتبرت فيها المسيحيين ضمن الأقليات خاصة فى الدول الاسلامية وبعض دول الشرق الأقصى وافريقيا التى تضرب بمبادئ وقوانين الامم المتحدة بعرض الحائط .

اما فى مصرنا الغالية استشهد مئات المسيحيين خاصة بعد ثورة ١٩١٩ مروراً بثورة ٥٢ وصولاً لثورتى يناير ويونية نتيجة تمسكهم بإيمانهم او لكونهم مسيحيين فهناك العديد من الحوادث التى استهدفت المسيحيين واستشهدوا فيها اما بصورة فردية او جماعية معظمها كانت مدبرة يخرج منها القتله وشركائهم مثل الشعرة من العجينة بفضل عديمى الضمير الذين يتلاعبون بالعدالة لصالح جماعات الاسلام الوهابى كى ما تضيع حقوق هؤلاء الشهداء والأمثلة كثيرة وعديدة محفوظة فى عقولنا مكتوبة بخطوط من ذهب فى سنكسار الحياة والتى سيذكرها التاريخ رغم انف الحاقدين .
مما لا شك فيه منذ عهد عبد الناصر حتى هذه اللحظة مازال المسيحيين يعانون الاضطهاد والتمييز ليس فقط الأحياء بل ايضاً الشهداء الذين نالوا العديد من اكاليل الشهادة خاصة من هم ذهبوا نتيجة جرائم مكتملة الأركان بداية من الكشح مروراً بالقديسين وحتى مذبحة ماسبيرو التى شاهدتها واعترفت بها دول العالم ونحتفل بذكرها الخامسة هذه الأيام ورفضت الدوله الاحتفال بها فى ماسبيرو مسرح الواقعة الذى تشبع بدماء شهدائه وبالرغم من ذاهبهم الى الفردوس الإ انهم مازالوا مضطهدون فى الارض من جانب بعض اجهزة الدولة التى لم تعترف بهم كشهداء لاستشعارها الحرج ويواجهون كافة انواع الاضطهاد منها
أولاً الاضطهاد المعنوى : فقد شهدائنا لفظ الشهادة من قبل معظم اجهزة الدولة خاصة الإعلامية والصحفية حتى التعليمية منها التى تقاعست فى إطلاق اسماء بعض الشهداء على مدارسها فى مسقط رؤوسهم والمحلية ايضاً التى تجاهلت إطلاق دعوات إطلاق اسماء بعض الشوارع والميادين بمحافظاتهم منها على سبيل المثال شارع الشهداء بالإسكندرية بديلاً عن خليل حمادة الذى شهد مذبحة القديسين .

الإضطهاد الاعلامى : متمثلاً فى تليفزيون الدولة والمسئولين عنه والذى مازال مختراقاً من قبل الإسلاميين فى عهد المخلوع والذى ساهم كثيراً فى نشر الاكاذيب ضد الأقباط وخير دليل على ذلك ما صدر عن المذيعة رشا مجدى احد ابطال مذبحة ماسبيرو التى زعمت كذباً بان المسيحيين يواجهون الجيش وقامت بالتحريض ضد المسيحيين تحت رعاية رئيسها اسامة هيكل والتى تم فيها دهس المسيحيين عن عمد تحت جنازير مدرعات القوات المسلحة التى تلوثت بدماء مصريين تظاهروا من اجل الحصول على حقوق المواطنة والعبادة .
ثالثاً اضطهاد اجهزة الدولة الحكومية : التى تخاذلت فى تقديم الجناة الحقيقيين والمحرضون على هذه الجرائم للعدالة وتركتهم يخترقون كافة مؤسسات الدولة يعبثون بسياستها وأمنها منذ ذلك الحين والذى تسبب فى انتشار الإرهاب الذى تعانى منه مصر الان واستشهد على يده مئات من جنود الشرطة والجيش إضافة الى إضطهادهم حقوقياً من جانب وزارة الشئون الإجتماعية .

فإرهاب الدولة الذى مازالت تحاربه بعد ثورة يونية بقيادة قواتنا المسلحة ما هو إلا نتيجة حتمية لإضطهاد شهداء القبط من بعض مسئولى الدولة معدومى الضمير منذ ثورة ٥٢ فإذا ارادت الدولة المصرية القضاء عليه فلابد من ايقاف هذا الاضطهاد الاعمى وذلك بتطهير مؤسساتها من العناصر المندسة الخائنة داخلها خاصة الاعلام والداخلية والقضاء كذلك تطهير جنازير مدرعات الجيش الملوثة بدماء شهداء ماسبيرو التى مازالت تصرخ حتى الان وذلك بفتح التحقيق مجدداً فى كافة قضايا الإرهاب التى حفظت او ضللت فيها العدالة ضد المسيحيين وتقديم المسئولين الحكوميين الملطخة ايادهم بالدماء لمحاكمات عسكرية عادلة بتهمة الخيانة العظمى .

1

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.