الجمعة , نوفمبر 22 2024
هانى رمسيس

شهادتى عن مذبحة ماسبيرو.. الجزء الرابع .

بقلم : هانى رمسيس

مثلت ليلة الرابع من أكتوبر حجر زاوية هاما جدا فى قضية حرق كنيسة الماريناب فبعدما وصل عدد من المتظاهرين الى ساحة ماسبيرو بعد انقسام حاد بين المتظاهرين بالإكتفاء بالوصول لدار القضاء العالى أو الأستمرار لماسبيرو
.وبعد وقت دار فيه جدل بين مؤيد ومعارض للإستمرار فى ماسبيرو ليس لرفض المبدأ وأنما لقلة الاعداد والاحساس بسهولة التعرض لهم
.مع وصول قوات الأمن وقيادتها انتهى الخلاف واستعد الجميع لدفع الثمن بروحا واحده واجساد متلاصقه

وفضت قوات الأمن التجمع بالقوة وتم دفع القمص متياس نصر ارضا وخرج الجميع عدوا الا شاب اسمه رائف فسقط على الأرض وانهالت عليه يد الظلم والجهل والبغضه وسجلت هذا قناة ٢٥..من أعلى احد البنيات الملاصقة للحدث
واصيب رائف إصابات بالغه وتم اجراء كافة الاجراءات الطبية له وكان راسه لايظهر وجه منها الا لفائف بيضاء تحيط بها

واذيع ماحدث على قناة الطريق والسى بى سى وغيرها من القنوات واجتمعت قيادات قبطية كثيرة تدرس رد الفعل وكان القرار هو الخروج بمسيرة من دوران شبرا الى ساحة ماسبيرو

وكان هناك تيار ايضا هام يمثل صفوة كبيرة من المجتمع القبطى فضل التجمع مباشرة فى ماسبيرو دون السير بالمسيرة هذا الطريق خوفا من حدوث إعتداءات لأن الأجواء كانت مشحونه جدا
.
فأصبح المشهد النهائى متفق على وجود رد فعل ومتفق على الذهاب لماسبيرو ولكن فريق قليل يرى التجمع المباشر فى ماسبيرو والفريق الأكبر يرى السير بالمسيرة المعلن عنها ..الا أن هناك كان قرار اخر بالوصول وعدم الاعتصام هناك

كان ميعاد التحرك الساعة الرابعة حتى يتم الوصول السادسه لدخول ماسبيرو ولا تكن الشمس قد غربت

ومن الساعه الواحدة ظهرا بدء تجمع الناس باعداد غير متوقعه لأكبر المتفائلين
وبدأ المشهد الساعه الثانية والنصف كبرا جدا مع حلول الساعة الرابعة كان عد المتواجدين فوق قدرة اى تجمع أو جماعه على توقعه
.كان تقريبا شارع شبرا من الدوران وما قبله بمحطة مترو ممتلىء وما بعده حتى نفق شبرا ممتلئ وكان لسان حال الناس أننا لم نحضر لدعوتكم نحن متواجدين لقناعتنا الشخصية لأجل تسجيل موقف سلمى لما حدث
ويبدو أن مشهد رائف وهو يسحل كان القشة التى قسمت ظهر البعير وبدا الأقباط بأن ما حدث لرائف مرشح له كل قبطى يعيش على أرض مصر طالما أصبح له صوت للمطالبة بحقوقهم

ووقف القمص متياس نصر فوق سيارة البث الخارجى لقناة السى بى سى
ينظر المشهد من فوق وهو صامت وتأخر التحرك بدلا من الساعة الرابعة الى الساعه الخامسة عصرا نظرا للاعداد الغفيرة التى كانت تتوافد بشكل جعل المشهد تاريخى وغير طبيعى ومعتاد من أقباط مصر الذين عرف عنهم فى أوقات كثيرة عدم التفاعل مع تلك الأحداث بهذا الشكل ومع ميل الناس لانتظار موقف البابا شنوده الموهوب فى إحتواء شعبه ولثقة الناس فى حكمته وقدرته على أخذ مواقف حاسمة فى مواقف مشابهة لتلك الاحداث ولكن بدا المشهد يعلن عن متغير نوعى يظهر فى تاريخ الاقباط فى مصر

تحركت المسيرة فى الساعه الخامسة ويحسب لشباب لجنة النظام فى الكيان الذى خرج من رحم اعتصامات ماسبيرو يحسب لها الدور غير العادى الذى بذلوه لتنظيم بقدر المستطاع ماهم فيه

وواصلت المسيرة عدوها فى هدوء ونظام وشكل حضارى قلما يكون فى تلك الاعداد غير الطبيعية لم يسجل فيها محضر تحرش او سرقة او إتلاف او ايا من اشكال الجريمة جامعه بين مواطنيها أخوة شرفاء شركاء فى الوطن يفوق عددهم اى توقع
كلا عبر عن نفسه كنت تجد حامل الصلبان معبرا عن هويته الدينية رافضا الظلم على أساس دينى وكنت تجد رافع علم مصر رافضا القهر على اساس وطنى وكنت تجد من يرفع اللافتات معبرا عن رايه كانت توليفة خاصة بنكهة مصرية خالصة
حتى وصلت المسيرة الى نفق شبرا وانهال مجهولون بقطع الرخام الصغير كانها قطرات الأمطار فى سرعتها وكمياتها فوق رؤوس المتظاهرين السلميين…ويقوم شباب لجنة النظام بالصعود لاعلى النفق ويجرى هؤلاء المرتزقة المأجروين من أمام شجاعة شباب لجنة النظام وكانوا على كامل الاستعداد. لفداء الالاف بأرواحهم ..هؤلاء الشباب الذين ارتدوا الاثواب البيضاء طلوها باللون الاحمر مزيله بكلمة شهيد تحت الطلب

وهنا نتوقف لنقول من دفع الشباب القبطى للاحساس باختيار الموت والاستشهاد بدلا من حياة كلها خزى وعار وإهانة ..هل نسى هذا الشباب فى ذهنية متراكمة اخراج مجموعه من ملابس النساء معدة وتقدم لمساعدة المحتاجين فى سول ليتهموا نساءهم فى شرفهم ..هل نسى هؤلاء الشباب فى ذهنية متراكمة ألسنة النار تخرج من كنائس أمبابه الثلاث واضيف لها للاسف كنيسة الماريناب وسحل رائف ..كان قضية كرامة كبشر وكمواطنين وكمسيحين مواطنون يعيشون على أرض مصر ..ارادوا كسر إرادتهم وكرامتهم ..ولكنهم وقفوا عزل يدافعون بأخلاق لا تصدق وسلوك مبهر عن إيمانهم وبقائهم وكرامتهم

نعود للمسيرة فبعد ملحمة الشجاعه تحت نفق شبرا أكملت المسيرة سيرها فى مسألة قصيرة من نفق شبرا لساحة ماسبيرو
..وكان المشهد هناك هو تجمع مجموعه كبيرة من صفوة المجتمع تحمل الشموع وترنم وتغنى الاغانى الوطنية وهناك اطياف من صحفيين مواطنين يتجمعون فى انتظار مسيرة شبرا

ولعلم لم تصل او تدخل كل المسيرة لساحة ماسبيرو فلو دخلت تلك الاعداد لا نعلم ماهو مصير تلك الليلة وصلت او دفعه لساحة ماسبيرو واندفعت قوات كانت متواجدة فى البدايه للإعتداء على المتواجدين بالعصى وما يحملوه من أدوات فض التظاهرات…

وبدأ الإعداد تتزايد وبدأت القوات المتواجده تطلق أعيرة صوتية فى الهواء بشكل كبير جدا وبدأ عدد كبير من الناس فى التراجع رويدا رويدا متابعين ماذ ا سيحدث وهنا ظهرت المدرعات العسكرية والحقيقة ان اكثر الناس تشاؤما لم يكن يتوقع استخدام الآلة العسكرية ضد مسيرة شبرا لان الجيش المصرى يتجنب الصدام العسكرى مع المواطنين المصريين …طوال تاريخه الا بعض العنف الذى تم رصده فى احداث صاحبت فترات متعددة من كتيبة فض الشغب والتى كانت لا تعدوا سوى اعتداءت بعيدة عن استخدام الالة العسكرية واستخدام الأفراد

عن استخدام الآلة العسكرية واستخدام الأفراد الذين هم أكثر غلظة وقوة من جنود الأمن المركزي

وفجاة على غير توقع تحركت المدرعات بقوة يمينا ويسارا تحصد الارواح بلا رحمه او فهم او عقل كانت كناقلات الموت تحصد البشر كفراشات تتطاير
كانت الناس تسقط قتلى وهم مستمرين يمينا وشمالا وفى كل اتجاه  
وتلى هذا المشهد نزول قوات الأمن المركزى التى أطلقت كميات من الغاز المسيل للدموع كبير جدا

وبدأ المشهد كساحة حرب يجمع فيها الناس الاشلاء وعظام البشر متناثرة
وكلما جمعت جثة يحملها أربعه فى بطانية ويجرون بها لبحث عن وسيلة لوصولها لمستشفى القبطى التى هرع إليها اشلاء البشر

وفى تلك الاثناء كانت هناك معارك أخرى تجرى على أرض مصر ضد الأقباط
… وللحديث بقية

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.