بقلم : عـفاف طلبة
في ذكرى الاحتفالات بانتصارات أكتوبر العظيم ، يطل علينا الزمان برأسه ليذكرنا ببطولات وأمجاد سطرها التاريخ لأبطال كتبوا بدمائهم وأرواحهم هذا المجد وكان
الجندي المصري المقاتل فيها هو أيقونة النصر إلى جانب قيادات الجيش المخلصة .
لقد أثبتت حرب السادس من أكتوبر عام 1973 أن مصر قادرة على صنع المعجزات
بوقوف شعبها في جبهة قتال موحدة مع جيشها مجتمعين على هدف واحد هو استرداد الأرض والكرامة
وأول ما يأتي على ذاكرتي ونحن نحتفل بهذا النصر العظيم هي الشفرة النوبية … شفرة النصر الذي كان بطلها احمد إدريس من أبناء النوبة الذي تطوع عام 1954
كمجند بقوات حرس الحدود، وكان القادة العسكريين حينذاك يبحثون عن طريقة
للشفرات غير معروفة بعد أن استطاعت إسرائيل فك جميع الشفرات التي كانوا يستخدمونها ، فاقـترح هذا المجند البسيط أن تكون الشفرة باللغة النوبية لأنها لغة
محادثة وليس كتابة ، وأكد على ضرورة الاستعانة بأبناء النوبة القدامى وليس أبناء نوبة 1964 لأنهم لا يجيدون هذه اللغة ، وكان هؤلاء النوبيين وقتها يعملون بقوات
حرس الحدود وكانوا حوالي 70 مجند ، فتم تدريبهم على إرسال واستقبال الشفرات خلف خطوط العدو مابين سنة 1971- 1973 ، وكانت الشفرة السرية المشهورة التي
استخدمت في الحرب هي كلمة ( أوشيرا ) بمعنى اضرب و كلمة ( ساع أوى ) بمعنى الساعة الثانية فكانت الكلمة بالكامل (أوشيرا ساع أوى ) هي بدء ساعة الصفر الذي أنطلق بعدها الجميع كل في موقعه يقهر المستحيل و، يسجل بدمه أروع
ملحمة في تاريخ مصر ويحقق الانتصار ويحطم أسطورة إسرائيل ويلقن جيشه درسا لن ينساه على ايدى أبنائنا وأبطالنا من القوات المسلحة ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) وظلت هذه الشفرة السحرية سرية بين القيادات حتى عام 1994