الإثنين , ديسمبر 23 2024

وفاة راعى الغنم الذى أصبح رئيسا لإسرائيل والملقب بقاتل العرب ( شيمون بيريز )

ساد السواد دولة الاحتلال الإسرائيلى عقب إعلان نبأ وفاة سفاح العرب الرئيس الإسرائيلى السابق شيمون بيريز، عن عمر يناهز 93 عاما بمستشفى “شيبا” فى تل هشومير، حيث خرجت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية متشحة بالسواد على وفاة الرئيس التاسع لإسرائيل، وأحد الآباء المؤسسين لدولة الاحتلال التى قام بخدمتها على مدار 70 عاما ارتكب خلالها العديد من المذابح ضد العرب والفلسطينيين.
وأعلنت الإذاعة العامة الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، أن الحكومة ستعقد جلسة حداد رسمية، فيما ستبدأ لجنة المراسم الرسمية، فى ترتيبات تشييع جثمان “السفاح”، حيث من المقرر أن تكون الجنازة بعد غد الجمعة ليتم دفنه فى مقبرة رؤساء إسرائيل بمدينة القدس المحتلة، بحضور عدد من رؤساء العالم، بينهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
بدأ بيريز الذى يعد من أهم قادة “العدوان الثلاثى” على مصر عام 1956، حياته السياسية فى سن مبكرة، مساعدا لرئيس وزراء إسرائيل الأول ديفيد بن جوريون، كما تولى مناصب عديدة، بدءا من منصبه كمساعد لبن جوريون فى مقر قيادة “الهاجاناة” – العصابات الصهيونية التى كانت النواة الأولى لجيش الاحتلال – خلال نكبة فلسطين عام 1948.

كما تم تعيينه مديرا عاما لوزارة الدفاع الإسرائيلية عندما كان فى الـ29 من عمره، حيث عمل على تعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية مع فرنسا، حيث يعتبر مؤسس المفاعل النووى فى “ديمونا” بصحراء النقب بعد أن أقنع الفرنسيين بضرورة بنائه والحصول على مساعدات ضخمة منهم لأجل هذا الهدف
انتخب شيمون بيريز نائبا فى الكنيست الإسرائيلى أول مرة عام 1959 وظل عضوا فيه عن حزب “العمل” إلى أن انتخب رئيس تاسعا لإسرائيل عام 2007.
وتبوأ بيريز مناصب وزارية مختلفة، حيث كان وزيرا للدفاع فى حكومة إسحاق رابين الأولى، ورئيسا لحكومة الوحدة الوطنية الأولى مع حزب “الليكود” بالتناوب مع إسحاق شامير، بين عامى 1984و1986.
كما شغل فى حكومة رابين الثانية، منصب وزير الخارجية، وكان مسئولا عن المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية “فتح” التى أفضت إلى التوقيع على اتفاقيات “أوسلو”، وبعد اغتيال رابين فى نوفمبر 1995 عين رئيسا للحكومة ووزير الدفاع، وشن عدوان “عناقيد الغضب” على لبنان الذى تخلله ارتكاب مذبحة “قانا”.
خسر بيريز المنافسة على رئاسة الحكومة لصالح بنيامين نتانياهو فى انتخابات عام 1996، وعاد وخسر المنافسة على رئاسة حزب العمل أمام إيهود باراك، وراهن طيلة حياته السياسية على الخيار الأردنى والتقاسم الوظيفى مع الأردن، وكان من الآباء الراعين للاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.

وبعد خسارته المنافسة لآخر مرة على قيادة حزب العمل لصالح عامير بيرتس عام 1995 انضم لحزب آرئيل شارون “كاديما”، وعين نائبا لرئيس الحكومة، إلى أن انتخب رئيسا عام 2007حتى عام 2014
ولد بيريز فى بولندا عام 1923 لعائلة “بيرسك” حسب موقع “مكور” الإخبارى الإسرائيلى، وكان والده تاجر أخشاب ثرى وكانت والدته أمينة مكتبة ومعلمة لغة روسية، وهاجر عام 1934 إلى فلسطين مع والديه وأخيه الأصغر، ثم تعلم فى مدرسة زراعية بإحدى المستوطنات، وعمل فى تربية المواشى وكان راعيا، ولكنه برز أكثر فى وظيفة أمين الصندوق بالمستوطنة.
والتحق بيريز عام 1947 بتنظيم الـ”هاجاناه”، الذى مثل لاحقا قاعدة الجيش الإسرائيلى وعندها بدأ بالعمل مع دافيد بن جوريون، أول رئيس حكومة إسرائيلى.
عمل بيريز عندما شغل منصب مدير عام وزارة الدفاع، على توطيد العلاقات التّجارية بين إسرائيل وفرنسا، ووقع على صفقات سلاح ليزود بها الجيش الإسرائيلى الصغير بأفضل ذخيرة فى تلك الفترة، وزودت فرنسا إسرائيل بعشرات الدبابات، والطائرات النفّاثة، ونظم المدفعية والرادارات، وشغل المنصب طيلة سنوات الخمسينات، وكان له الدور الأكبر فى إقامة مفاعل “ديمونا”

ومن المتناقضات فى حياة بيريز السفاح، أنه عندما شغل منذ عام 1987 منصب وزير الخارجية، بدأ فى إطار هذا المنصب التمهيد لإجراء مباحثات مع الأردن ومع الفلسطينيين، وكان من المبادرين إلى اتفاقيات “أوسلو”، التى تم توقيعها عام 1993، والّتى أفضت إلى تسوية بين إسرائيل ومنظّمة التحرير الفلسطينيّة، وإقامة السلطة الفلسطينيّة.

وفى أعقاب اتفاقية أوسلو، حصل كل من بيريز، ورابين وياسر عرفات، على جائزة “نوبل” للسلام وبهذا تحول بيريز من السفاح والمهتم بتسليح جيش الاحتلال إلى رجل يحارب من أجل السلام، وتم خلال عهده أيضًا توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن.
تم انتخاب بيريز رئيسًا لإسرائيل عام 2008، وعمل خلال شغله منصب الرئيس على إرساء مبادئ المساواة وحاول بكل قوته تشجيع العودة إلى العملية السياسية والحوار مع الفلسطينيين، حسب وسائل الإعلام العبرية، كما أنشأ فى هذه المرحلة “مركز بيريز للسلام”.

شاهد أيضاً

ألمانيا

السلطات الألمانية تجاهلت سيدة حذرت من مرتكب “حادث الدهس في ألمانيا”

كتبت: أمل فرج فيما لا تزال  مدينة ماغدبور، في ألمانيا تعيش وقتا عصيبا،  تحت وقع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.