الإثنين , ديسمبر 23 2024

“حالة تسمم”

الكاتب : كيــــرلــــس فـــــتـــحي
يوم الاحد اللى فات بمعنى الكلمه شوفت الموت بعينيا ، شوفته بكل تفاصيله ، خنقة النفس ، حبس الروح ،كل حاجه بتضيق فى عينيك ، بتفتكر كل حاجه غلط عملتها ، كل حاجه قدامك بتصغر قوى لغاية مابتختفى ..
الموضوع بدأ معايا لما حسيت ان حياتى ماشيه غلط .. حقى مهدور ، مافيش حاجه بحلم بيها بتتحقق ، بطلب حاجه تجينى عكسها ،كل حاجه ماشيه بالبطئ ، حتى لما بضعف على حاجه بحاول مره واتنين عشان اقدر وبردو مابقدرش وبضعف اكتر، خلاص اقتنعت انى مش نافع فى حاجه ، كل الابواب بتتسد قدامى ، تقريبا شايف فى عيون الناس حب مصلحه مش حب بجد ليا ، تفكيرى زاد يوم عن يوم ، بدأت افكر بصوت عالى ، عصبيتى زادت قوى ، بقيت شكاك فى حب الناس ليا لغاية ما تقريبا خسرت كل اللى بحبهم ، اى حاجه تيجى عكس هوايا اقابلها بنرفزه وزعيق ، انعزلت تدريجيا عن العالم الواقعى ، وفضلت الوحده ، مش هاقول انى لاقيت راحتى فى وحدتى بالعكس انا كنت بتعذب من الوحده لكن احسن من انى اقعد مع حد شاكك فى حبه ليا ، او حد ينتقدنى ويسببلى إحباط يعكر مزاجى او يعمل اى حاجه تضايقنى ، الوحده بالنسبالى كانت الخلوه مع نفسى وبس لانها الوحيده اللى منى .
كل ما تحصل حاجه تضايقنى ، اروح اقعد مع حالى ساكت بطلع كل النار اللى فى قلبى بصمتى ، كنت بشوف كل عيون الناس تبص ليا بفرحه كأنها شمتانه فيا ، اصواتهم العاليه ، ضحكهم المزعج ، لسانهم اللى مابيبطلش رقص على اوتار اعصابى المشدوده ، تشتيتهم لتفكيرى واحلامى ، كنت بدخل فى صراع مابينى وبينهم على شاشة خيالى بقيادة انفاسى السخنه .
وفى يوم اتخانقت فى الشغل ورجعت مضايق ومتنرفز ومش طايق حد ، دعيت نفسى على سهره مجانيه فى سينما خيالى ، نتفرج على فيلم من بطولتى بعنوان صراع المظلوم . خلصت السهره بعد ما ارتحت شويه ، خرجت الساعه 12 بالليل اتمشى شويه واجيب شوية حاجات للبيت ، وانا ماشى شميت اقرب ريحه محببه لقلبى . كشرى ….
عربية كشرى فى الشارع عليها زحمه بالطوابير الزحمه اللى عليه زغللت عنيا وزادت فى قلبى الشوق ليه ، ماكدبتش خبر وجريت حجزت مكان فى الطابور وطلبت اكبر طبق عنده ، مع اول معلقه طلع مش زى ماكنت متخيل ، بس تشكير الناس فى الكشرى وحلاوة طعمه ماخلنيش اهتم برأيى، وكملت ، خلصت الحمدلله ومشيت اكمل مشوارى بعد خمس خطوات فقدت الوعى عن عالمنا ووقعت ، لكن مافقدتش الوعى عن عالم اول مره اقابله فى حياتى ، اول ماوقعت بعد الخمس خطوات وكأنهم خمس مراحل حياتى من الطفوله للوفاه ، لما وقعت الدنيا لونها بدأ يكون غامق ،كل حاجه بتصغر لغاية مابتختفى ، حاسس انى بتخنق ، تدريج اللون الغامق بقى اسود تماما ، وبدأت لوحات العالم الاخر فى العرض والوانها الجميله المتناسقه حاجه كدا فوق الخيال ، معظم الناس اللى متضايق منهم وفاكرهم ضدى لاقيتهم بيضحكولى ضحكه طيبه صافيه ، استغربت ازاى الناس دى بتحبنى ، دا فلان كان بيزعقلى دايما لما اكون كسلان ، وفلان كان دايما يتخانق معايا لما اعمل حاجه غلط ، كل حاجه شوفتها على حقيقتها ، احلامى اللى نفسى فيها وامنياتى كل بان عالحقيقه ، واقرب مثال طبق الكشرى خدعتنى الزحمه اللى عليه ، احلام كتير كان نفسى احققها شوفتها فى نهايتها وقد ايه اكتشفت انها وحشه وماتناسبنيش وكانت هاتأذينى ، بس اللى كنت فيه ده ماكنش حلم او هلوسه دا كان صوت ربنا بيقولى فوق انت بتدمر حياتك بإيديك، بعد رفضى التام له وحتى ماكنتش بلجأله انه يقوينى لما بضعف ، ويوم ما بكلمه بتكون تأدية واجب فى صلاه وخلاص ، حسيت انه بيجبرنى انى اعرف إرادته ايه وقد ايه كان حايش عنى مشاكل وأزى كتير وقد ايه انا بغبائى كنت بقابل كل مواقف حمايته ليا بغضب وزعل وكره للناس والحظ والدنيا كلها ، ساعتين فقدت فيهم الوعى عشان ربنا يوعينى انه بيحبنى اكتر من نفسى .
صحيت الساعه 8 الصبح يوم الاتنين على نور الشمس داخل من شباك المستشفى تعلن ليا انها طهرت فكرى من جراثيمه ويوم الاتنين بيقولى قدماك حياه تانيه ابدأها وعيشها بروح حلوه وتسامح وقبول لحكمة ربنا فى كل تصرفاته بحياتى . الحمدلله

شاهد أيضاً

تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”

أمل فرج  أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.