بقلم : د. عفاف طلبة
فاجعة تدمى القلوب… وتقشعر لها الأبدان …وفاة أكثر من 162 شخصاً من أبناء وطني في رحلة هجرة غير شرعية صباح الأربعاء الماضي واعتقال الأحياء منهم .
مشهد يتكرر كل يوم دون أن يواجه المسئولون بالدولة أنفسهم بالحقيقة ويسألوها :
– لماذا ألقى الشباب بأنفسهم إلى التهلكة وباع كل ما يملك ، أو اقترضه لدفعه لصاحب المركب حتى يهاجر إلى بلد أخرى ؟؟؟
– ما الذي جعل الشباب يفكر في السفر بعقد عمل أو طرق غير شرعية والتعرض للمخاطر ؟؟؟
بالطبع لا يهتم المسئول بالإجابة عن هذه الأسئلة التي يراها من وجهة نظره ليست مبررا لهذا الفعل الغير القانوني ، ومن ثم فأسهل شيء أن يقوم بإلقاء اللوم على الضحايا والتصريح لوسائل الأعلام المختلفة أن هؤلاء الشباب يسيئوا إلى سمعة مصر ، و كان بإمكانهم أن يوفروا ثمن التذكرة والبدء في مشروع منتج في بلدهم .
للأسف هذه التصريحات الاستفزازية من المسئولين إنما تؤكد أنهم بمناي تماما عن مشاكل المواطن الحياتية ولا يدركون كم المعاناة التي تواجهه في ظل الظروف الاقتصادية السيئة والأجور المتدنية والتي لا تتناسب مع الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والخدمات في ظل غياب الرقابة الحقيقة ، حتى أن المواطن لم يعد بامكانه الاستمرار في الحياة وفقا للمثل الذي يقول
( اللي جاى على أد اللى رايح ) مع دعوات أكثر استفزازا من الحكومة تطالب فيها الشعب بالتقشف وكان الأولى بها أن تقوم هي بالتقشف حتى يقتدي الشعب بها .
– كفاكم استخفافاً بعقول الشعب واعترفوا بعجزكم عن حل المشكلات بطريقة تكفل العدالة الاجتماعية للمواطن وتضمن له حياة كريمة.
– كيف تطالبه بالعمل والإنتاج وتحمل التحديات وهو لا يجد ما يكفيه وأسرته للعيش حياة كريمة في ظل تبذير واضح ومظاهر بذخ متنوعة وإهدار للمال العالم تكشفها الجهات الرقابية كل يوم في كل مؤسسات الدولة
– كفاكم تحدثاً عن ملابسات الحادث ومناقشة كيفية اتخاذ إجراءات أمنية وقانونية للتعامل مع هذه الظاهرة .
– كفى تحدثا عن عقد المؤتمرات والندوات —-الخ للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية
قبل كل هذا يجب أن تلوموا أنفسكم أولا كمجتمع وحكومة ومؤسسات ومسئولين على الأسباب الحقيقة التي دفعت شبابنا كي يلاقوا هذه النهاية المؤلمة ، قبل أن تقوموا بتوعية الشباب بمخاطر هذه الأعمال الغير شرعية وتكثيف جهودكم الأمنية والرقابية قوموا بتكثيف جهودكم الإنسانية ، قوموا بتوفير فرص عمل حقيقة على ارض الواقع وليس مجرد حبر على ورق ،
بالغ تعازينا ومواساتنا وحزننا العميق لأسر ضحايا المركب الغريق
ورسالة أخيرة لكل مسئول :
احتضنوا أولادكم وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
الوسومد/ عفاف طلبة
شاهد أيضاً
جورج البهجوري بنكهة وطن !!
بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي فنان تشكيلي كبير عاصر كل نجوم الثقافة العربية محيطا وخليجا …