الإثنين , ديسمبر 23 2024
جرجس ثروت ـ كاتب وسيناريست

اسمح لي ألعب في عداد عمرك !!!

بقلم : جرجس ثروت

حسانين دا مش مجرد شخص ولكنه ظاهرة وظاهرة زى عين الشمس لكن بنغمض عنينا عنه. هو واحد من سواقين النقل التقيل صاحب المزاج العالي ملك الطريق وعفريت الإسفلت ورا الكرسي فيه بوفيه والجوزة والتعميرة العال وفيه كنبة يريح عليها يعنى كأنه في بيته تمام, على الطريق شايف العربيات الملاكي زى لعب الأطفال جنبه ومن كابينته العالية بص وشاف شيريهان الجميلة شايلة شادي على ايدها وشعرها الحرير ووشها المنور وجمالها اللي عمره ماشاف زيه وافتكر حرمه المصون الغفير بت عمه ولعن الساعة واليوم اللي فيه نعق البوم, وتقوم تطق في دماغه إن يسمع صراخها وسأل سمعاين التباع: هما ياض النسوان مش صراخهم واحد  رد عليه وقاله: مش فاهمك يا اسطى لكن كلهم واحد ,الرد ماعجبش الأسطى وفضل يزنق على زوجها اللي سايق وهو يضحك وهى تصرخ والباشا متسلطن ومتكيف بصراخها , وعلى الحال دا لغاية ما قلب العربية بيهم وغرق الطفل في دمه ومعاه أمه اللي قطعت النفس أول ما نقلوها المستشفى يا ولداه, والدكتور شريف جوزها كان هيتجن على ابنه وحياته شريهان اللي انتهت واتقلب حاله من جراح مشهور لمجرم موتور, وعرف ازاى يخلص من حسانين ويولع فيه بعربيته في دقيقتين واخد تاره بأيده وانتحر بعدها بشهرين, وراح ابن الحلال والزين وفضل حسانين تانى وتالت سايق الجرار الزراعي وسط المدن وعلى الطريق السريع مع انه للغيط وبدون ترخيص ومن زمن بعيد كان ممنوع يطلع منه, وخد عندك التوك توك شرحه بلا نمر والكابتن سواقه يقولك: اللي مش عاجبه اشرحه, في ارقي الأحياء وصل بسلامته في شوارع دبلوماسيين بقى ليه محطاته ورجالته  يخطف الزباين ويثبتهم واخر الليل وهو مروح مسطول يطلع عليه مخمور ويثبته وياخد اللي معاه ومش بعيد يدبحه مولد وصاحبه غايب  والموتوسيكل ونقدر نقول عليه الموتوسيكل  يوم ما الصين نزلته كان طن الحديد بعشرة آلاف وتستغرب عملوه كيف برخص التراب واصل المستوردين اشتروه من هناك بكام ملطوش, اتاريهم ناصحين ودارسين إن المهاويس حدانا عطوة وعويس هيسوقوه بجنون ويتقلبوا بيه زى الأرانب في الترعة ويصدموا بيه حتى الماشين وتتكسر الأيدين والرجلين وطبعا لازمهم شرايح ومسامير وعكاكيز تعوض فيها الصين سعر المكنة القليل, والأرياف مليانة عربيات النقل أبو كبود صندوقها حديد بزوايا اقل واحدة فيهم مع المطبات تتحول لساطور يفلق الراس بالطول, والكابتن يجرى بيها على الطريق وكأنها ليموزين وأول ما يتزنق منها ينط ويسيب الراكب هو ونصيبه يا يموت يا عاهة مستديمة تصيبه, مرة بقوله يا اسطي وكان اسمه أبو خَمار اطلع وهحاسبك على العربية رد وقال: طيب ومين يحاسبني على السلم!!! وشوف العجب لما تكون الدبابة محملة كام راس ماشية تلاقيها على مهلها ماشية بتحافظ على البهايم لأنها غالية وفلوس ناس  زمن وفيه العجب بقت البهيمة أغلى من صاحبها, ولما تشوف الحكم المكتوبة على العربيات ورا وقدام خد عندك يا مشيبهم واتاريه يقصد الركاب, غدر الزمان وتلاقى اللي سايق مش بس غدار لكن مجنون, ولا تجرى جرى الوحوش وتلاقيه بيجرى سعران عاوز حمولة واتنين ويتعامل مع الزبون على انه كرتونة أو سبت بصل هيرميه ويرجع بغيره  وهاتك يا كلام يقطع القلب حكم ومواعظ كتبها فنان على عربية سعران, واللي سافر دول عربية مش هنقول أجنبية شاف إن الرادار في أعمدة الإنارة ثابت مش زي حدانا لما يطلع يعرفوه السواقين ويزفوه, وفيه على العمود زر يضغطه المارة وتقف له الإشارات عشان يعدى, اومال احترام حتى للمعاق طريق لكرسيه لأن العقل بيقول اللي بالسيارة أكيد يوصل أسرع من المارة, وخلف مقعد السائق كارت عليه اسمه واسم مالك السيارة تقدر تجيب له إيقاف شهر من أول كمين مرور وهو ذات نفسه حسانين لما يسوق برا تلاقيه مثال للقانون, أما النقل التقيل فبيلزم اليمين زى البرص لا فيه هناك العربية تبع الباشا حسان ولا غيره والطرق حارات تعدى الستة وكل واحد في طريقه ولو أعمى يسوق والحكاية مش حكاية إمكانيات البلاد دي عمرها ما اتعداش من السنين خمسين لكن العقول تعرف يعنى إيه نظام وبيحكوا عن حاكم كان محترم وبلاده قمة في الاحترام يوم ما السائق عمل مخالفة دفعها وفى الفجرعلم شعبه يقف بالإشارات حتى لو الشوارع فاضية المسألة مبدأ مش شعارات, والعيب مش في حسانين لكن في تطبيق القانون والزبون اللي بيفاصل في عودين جرجير وكيلو خيار ويسيب سواق الميكروباص يلعب في عداد عمره ويفاصل في صحته ويعمل له عاهة تقلب بمناحة .   

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.