يعتبر عبد الغني قمر واحدا من أشهر فناني الستينات الذين تركوا بصمة في مجال الفن، وكان أشهر أدواره “النجعاوي” في فيلم “30 يوم في السجن”، ينتمي إلى عائلة فنية؛ فشقيقه السينارست بهجت قمر والد الشاعر أيمن بهجت قمر.
ولد “النجعاوي” في الإسكندرية يوم 18 ديسمبر عام 1921، وحصل على دبلوم التمثيل العالي عام 1950، وبدأ حياته العملية موظفا في الجمارك، لكن الفن اجتذبه إليه، فاتجه إلى العمل كممثل في فرقة المسرح المصري الحديث، بعدها انضم إلى الفرقة القومية ثم فرقة إسماعيل يس، وقدمه للمسرح والسينما المخرج زكي طليمات.
أثمر مشوار “قمر” عن المشاركة في أكثر من 40 فيلمًا، منها “صراع في الوادي”، “درب المهابيل”، “شيطان الصحراء”، “امرأة في الطريق”، “احنا التلاميذ”، “حب وحرمان”، “حياة أمل”، “رابعة العدوية”، “بنت الصياد”،”ورد الغرام”، “من القلب للقلب”، “حكم الزمان” المغامرون الثلاثة”، “نهر الحياة”، “رابعة العدوية”، “أميرة العرب”، “لماذا أعيش”، “وطني وحبي”، “نداء العشاق”، “وداعًا يا حب”.
وبجانب إنتاجه السينمائي، شارك قمر في العديد من المسلسلات التليفزيونية، منها ثلاثية الساقية وهي “الساقية، الضحية، الرحيل”، بالإضافة إلى مسلسل التجربة الذي أنتج وقدم في السبعينات.
كان لـ”قمر” ميولا سياسية، فكان دائم الهجوم على الرئيس محمد أنور السادات، الأمر الذي ساهم في خلق العديد من الأزمات له، وتطور الأمر حتى أثر رأيه السياسي على عمله الفني، فضيق الخناق عليه من قبل مسؤولي الدولة، الأمر الذي أجبره على الرحيل إلى ليبيا.
مكث هناك 7 سنوات قدم خلالها دور أمية بن خلف في فيلم “الرسالة”، وأعلن عدم موافقته على مايفعله السادات ومعارضته له في الكثير من مواقفه وقراراته، واتجه إلى المشاركة في أفلام ضد القاهرة، فتم منعه من دخول مصر، وعندما عرض فيلمه “ورد الغرام” أزيل اسم عبد الغني قمر من تتر البداية، فضلًا عن حذف كل المشاهد التي شارك فيها.
وبعد توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل عقب حرب أكتوبر 1973، عبر عن رفضه للمعاهدة واضطر إلى الهرب للعراق، ومكث هناك ما تبقى من عمره، وكان من المقرر أن يشارك في فيلم “القادسية” بدور كافور الإخشيدي مع سعاد حسني، إلا أنه لم يكمل الفيلم، ورحل عن عالمنا في 4 فبراير 1981، حيث دفن في العراق وحيدًا وبعيدًا عن مصر التي أبعده عنها رأيه السياسي.