بقلم السياسي جمال رشدي ادارة الموارد البشريه
ذلك المقال الثاني فبعد أن تناولنا في المقال الأول ضرورة إصلاح حال التعليم عن طريق تغيير المناهج ليكون مواكب مع تغيرات العصر واحتياج مصر لمنظومة تعليم عصرية وقوية بإعطاء المعلم حصانة قانونية تربويا وعلميا ليكون محصن من سفاهة ثقافة الشغب والجهل وغطرسة بعض الأسر ولكي يتمكن من أداء دوره التربوي الذي عصف به وزير امراض النساء في عصر مبارك حسين بهاء الدين والذي كان نقطة سوداء في تاريخ التعليم المصري ومن بعده تكونت ثقافة الهمجية والبلطجة والشغب داخل المدارس فأصبحت الفصول في بعض المراحل العلمية غرز يمارس فيها الإدمان وتعاطي الممنوعات .. وأصبح المعلم حقل تجارب لامراض مرحلة المراهقة المنفلتة من الطلبة دون رادع فحتي يثبت الطالب أمام نفسه والآخرين انه أصبح في مرحلة الرجولة فيخرج كل امراضه النفسية والأخلاقية في المعلم عن طريق الشغب او البلطجة .. وعلي المعلم أن يتحمل او يحاول استيعاب واحتضان وصداقة تلك الأمراض النفسية التي هي وليدة ثقافة الجهل والتسيب الذي ضرب اركان الاسر المصرية . وويل كل الويل للمعلم ذو الشخصية القوية الذي يحاول تاديب المشاغب او تقويم المنحرف هنا الاغتيال المعنوي والادبي وربما الاشتباك معه من جانب أسرة ذلك الطالب او من جانب الطالب نفسه. ايها السادة المسئولون كل الذي سردته في المقال الأول وهذا المقال يعلمه القاصي والداني والعلاج سهل وفي متناول ايديكم. فان كان هناك بعض العذر في عدم وجود ارادة حقيفية لمقاومة ومجابهة الفساد في مؤسسات الدولة بسبب قيام تلك المؤسسات علي اركان الفساد وهدم الفساد ربما يؤدي الي هدم المؤسسات معها … فما العذر في أن لا تكون هناك إرادة حقيقية في إصلاح التعليم الذي هو منبع ثقافة الفساد فالمرتشي والمحابي والسارق والمهمل والمتطرف كل هؤلاء من جلباب نظام التعليم خرجوا . فهل تغيير المناهج ووضع منهج مبسط قائم علي الإبداع والفهم والخيال والتسامح والتآخي وقبول الآخر أمر صعب لا اعتقد ذلك انه أمر في منتهي البساطة . وهل منح حصانه قانونية للمعلم ليكون قادر علي أداء دوره التربوي والعلمي أمر صعب لا اعتقد ذلك بل أمر في منتهي السهولة ايضا… أنها ارادة ورؤية نظام وتحديد أولويات . وأعتقد أن التعليم ليس محل اهتمام النظام في الوقت الحالي فثقافة التخبط والاعتماد علي نظرية الإدارة المتهالكة التي أطاحت بنظام مبارك ما زال النظام الحالي يعتمد عليها فالنقل العشوائي للمعلمين والضبطية القضائية للدروس الخصوصية والتفتيش علي كشكول التحضير ودفتر الحضور والانصراف .. الخ كل ذلك أدوات متهالكة عفي عليها الزمن . الآن مصر تحتاج الي ديناميكية جديدة وفكر متطور لصياغة منظومة تعليم مع معلم عصري . تستطيع النهوض بمصر وتكون القاطرة التي تسحب بها باقي عربات المؤسسات المعطبة …فمن له اذنان للسمع فليسمع ما يقوله الشعب للنظام
الوسومجمال رشدي
شاهد أيضاً
خالد المزلقاني يكتب : أوكرانيا وضرب العمق الروسي ..!
مبدئيا أوكرانيا لا يمكنها ضرب العمق الروسي بدون مشاركة أوروبية من حلف الناتو وإذا استمر …