الأربعاء , نوفمبر 20 2024
جمال رشدى
جمال رشدى

المعلم .. قاطرة التقدم .

بقلم السياسي جمال رشدي مدير موارد بشرية
ليس بالاقتصاد والتسليح والسياسة تتقدم الأمم . بل بكل كلمة تخرج من فم المعلم . . التعليم والعلم هو شعار الأقوياء . وكل الأمم التي نهضت من كبوتها من النمور الآسيوية مرورا بالبرازيل وجنوب أفريقيا . وكثيرا من دول العالم بدأت نهضتها بإصلاح التعليم أولا.. ففي الحالة المصرية لا توجد إرادة سياسية او بالحري رؤية إستراتيجية لإصلاح منظومة التعليم المترهلة والتي هي منبع ومصدر كثيرا من المشاكل والأمراض المزمنه لمصر فالمنهج والمعلم وكثافة الفصل ثلاثي أسباب انهيار منظومة التعليم فإن كانت مصر لا تمتلك الإمكانيات المادية في الوقت الحالي لإعداد معلم جيد ومنحه تقديرا ماليا . وأيضا بناء مدارس لمواجهة كثافة الفصل . فإنه من البساطة تستطيع تغيير المناهج العلمية العقيمة التي تحتوي بداخلها علي كل امراض الشخصية المصرية فهو منهج يعتمد في أغلبه علي الحشو والتلقين بعيدا عن الإبداع والخيال والفهم . ناهيك عن كتب التاريخ التي اقتصرت تاريخ مصر من بداية حقبة جمال عبد الناصر وعلي مضض حقبة محمد علي وأسرته . وتناست عمدا تاريخ أجدادنا العظماء الذين سطروا ملحمة الحضارة والاستنارة للبشرية فهم مصدر العزة والكرامة والتشامخ الوطني . ففي وسط تلك الدائرة المتهالكة لمنظومة التعليم كان يجب اخذ قرارات قوية من النظام السياسي للدولة اولها اسناد ادارة وزارة التربية والتعليم للقوات المسلحة مع التدقيق في اختيار نخبه من علماء مصر لوضع مناهج تستطيع بناء ناشئ قوي يكون لديه المقدرة والطموح علي قيادة اسرة ومجتمع ووطن فيما بعد. وأيضا إصدار تشريعات قوية بمنح المعلم حصانة قاضي تربويا وعلميا .وتغيير طريقة التعاطي في الاختبارات والامتحانات بما يتلائم مع المنهج الجديد القائم علي الفهم والإبداع .تلك كانت الخطوات الاولي التي من الممكن اتخاذها لبداية الإصلاح والبدء تدريجيا في الخطوات الآخر التي تحتاج الي امكانيات مادية مثل راتب المعلم وكثافة الفصل .فكيف لأمه تريد النهوض ان يكون منهج تعليمها عبارة عن حمل ثقيل يحمله الطالب علي كتفيه بتضجع وألم طول العام ويطرحه ليستريح في الاختبارات او الامتحانات دون التفكير فيه او الرجوع اليه او حتي الاستفادة منه .. كيف لامه تريد النهوض ان لا يستطيع معلمها تعنيف طفل مشاغب او معاقبة متخاذل . كيف لامه تستطيع النهوض ان يتعرض معلمها للسب والاهانه من طالب فاشل او اسرة جاهلة . كيف لامه تستطيع النهوض ان لا يكون لمعلمها كرامه او مهابه او احترام في مجتمع يحكمه الجهل والفساد والبلطجة المعنوية . كيف لامه تريد النهوض ان يذهب معلمها الي المدرسة بحذاء او ملابس باليه نظرا لاعباء معيشته . وراتبه الذي لا يسد مرق اسرته . كيف لامه تريد النهوض ان يكون راتب قاضيها وظابطها ومهندسها ودكتورها وتاجرها اضعاف اضعاف راتب المعلم الذي علمهم جميعا.كيف لامه تريد النهوض ان يكون معلمها متطرفها فبعض المعلمون متطرفون ويجب تطهير التعليم منهم . كيف لامه تريد النهوض ان يفترش الطلاب بلاط الفصل ورق جرايد ليجلسوا لعدم وجود اماكن محترمه لهم . كيف لامه تريد النهوض ان يكون مدير مدرستها تم تعيين مديرها بالاقدميه او المحسوبية . وهو حاصل علي دبلوم صناعة او تجارة او زراعه ..كيف وكيف وكيف لنظام لا يري ولا يستطيع ولا يملك الرؤية والاستقرار السليم لكيفية بناء منظومة التعليم . يحاربون الدروس الخصوصية بدعوي أنها تفسد التعليم . ولا يعلمون أن الدروس الخصوصية ما هي الا ظاهرة ونتيجة لأسباب فساد التعليم .. أيها المسئولون ومستشاريهم في التعليم أليس فيكم أناس رشداء العقل والضمير يمتلكون الحكمة والرؤية السليمة . كل مشاكل مصر المزمنه هي داخل المنهج المحشي بكل أنواع الجهل والتخلف والتطرف والفساد . غيروا المنهج وأصدر تشريعات وحصانه قضائية للمعلم هنا سوف تكون البداية السليمة للإصلاح ليس في التعليم فقط بل في كل مفاصل ومؤسسات الدولة … وللحديث بقية في مقال قادم

شاهد أيضاً

تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”

أمل فرج  أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.