كتب : ياسر دومه
الديمقراطيه وحرية إختيار الشعوب لحكامها على الطريقه الغربيه يتم تثبيته بأنه الشكل السياسي الذى توصل اليه البشر من حل مثالى لكيفية حكم الدول بإختيار الشعوب الحر إلى هنا نتوقف قليلا عند اعتاب الديمقراطيه الغربيه وسنركز على النموذج الأمريكى هذا يعود إلى أن أمريكا هى الداعيه والمروج بالقوة الناعمه والخشنه لهذا الشكل السياسي وفرضه على الشعوب قسرا أما بالأقناع العقلى عن طريق مجموعات صنع عقلها غربيا أو عملاء مباشرين كالحقوقين ودعاة الحريه الأمريكيه وبوسائل آخرى خشنه بالسلاح والقتل .
ونعود إلى الشكل الأمريكى المروج له نجد عدة ملاحظات منها
1- يذهب الشعب إلى إختيار الرئيس كل أربع سنوات وكذا أعضاء المجلس التشريعي وعمليا تنتهى علاقة الشعب الأمريكي بالسياسة عندما يسقط من يده ورقة الأقتراع فى الصندوق .
2- تختار الشعوب معتمده عمليا على ريح الدعايا والإقناع ناهيكم عن مراكز صنع القرار التى تهئ لإختيار هذا دون ذاك وهذه المراكز تتناغم مع النوافذ الإعلاميه .
3- لا تمارس الشعوب السياسه إلا فى فى مشهد الأقتراع المصور وأن أفضى إلى الأسوء يجب إحترام حدود اللعبه وتحمل هذا الخطر وأن كان سيطيح بحياة البشر .
4- تقديس أداة الوصول لحكم وتهميش الهدف من بناء أى نظام سياسي ألا وهو رفاهية الشعوب وصناعة فرص التفوق الفردى والجماعى للشعوب بفتح مجالات العمل والجهد لكل من له قدرة ورسم أدوار الشعوب فقط فى مقاعد المتفرج المفعول به من بداية آلة الدعايا إلى الصندوق .
اذن نحن أمام شكل سياسي هو هدف بحد ذاته بصرف النظر عن آثاره ويصعد هنا السؤال هل بالفعل هو النظام المثالى بشكله الغربي والأمريكي ماهى النواقص ماهية كوابح الشعوب وأغلالها عدة أسئله نتركها لغرف التنظير السياسي ونتأمل أكثر النتائج على أرض الواقع محاولين رؤية ماوراء الستار الديمقراطى .
الحالة الأمريكيه مثاليه للتأمل نجد حزبين ( الجمهورى – الديمقراطى ) وهما المؤسستان التى تستحوذ على كل أركان السلطه فى أمريكا ويبدو على السطح أنهما فى حالة تنافس سياسي أى الحاله المثاليه التى تدفع كلاهما لتقديم الأجود للشعب الأمريكى ليحثها على إختياره فهل هذا السطح الجميل صحيح .
تقول بعض المصادر منها عملاء سابقين للمخابرات المركزيه الأمريكيه أنهم حضروا جلسات بين قادة كلا الحزبين للأتفاق على من سيتولى سدة الحكم فى أمريكا ومتى ولماذا ومنهم صحفيين مخاطرين بأنفسهم صوروا جلسات فى إحدى الغابات الإمريكيه تمارس فيها طقوس معينه تجمع فيها كلا الصف الأول فى كلا الحزبين مع بعض رجال الدوله فى امريكا .
وهناك أكثر من ذلك تأتى أخبار شجرة العائلات وروابط الدم لتقول شئ فيه وضوح أكثر أن قادة كلا الحزبين ورجال الحكم فى أمريكا من عائلات تنتسب لبعضها فى روابط دماء واحده وتجمعهم القرابه الأسريه ولم ينكر بيل كيلنتون فى إحدى المقابلات التليفزيونيه وأوباما نفس الشئ الذى تقع قرابته عن طريق الأم بجورج بوش هل أنقشع بعض الغيم والضباب عن هذا النظام .
وتحضرنى عبارة قالها الأستاذ محمد حسنين هيكل فى إحدى مقابلاته على شاشه عربيه أثناء فترة ظهور أوباما كمرشح رئاسي قال نصا سيتم إختيار أوباما كرجل أسود لضرب التسلسل الانجلوسكسونيك ليتبعه إختيار إمراءة وسيكون متقبل حينها بأن تكون سيدة رئيسة أمريكا بعد إختيار رئيس من أصول إفريقيه وبالطبع لم يأتى الرجل بهذه الكلمات من بنيات أفكاره معلوم أنه مخبر صحفى ومصادره معروفه للجميع أنها مراكز صنع القرار كمجلس العلاقات الخارجيه وما يشبهها فى أمريكا ومات هيكل والآن نحن قبل إنتخابات امريكا التى ستفوز بها هيلارى كيلنتون طبقا للمخطط .
وللتدقيق أكثر فى الأمر ننظر إلى مشهد الإنتخابات بسؤال من اللاعب الرئيسي فيها هل هو البرنامج السياسي أم التسويق الإعلامى الدعائى فتقفز النتائج على الأرض أنها الميديا وتوجيه العقل الجمعى ومن يمتلك هذه الآله الجبارة الدعائيه هم أنفسهم تلك العائلات التى تجمع كلا الحزبين لتختار من سيكون الرئيس لتنطق الحروف يا ألهى ماهذا الدجل المحض هل هذه الديمقراطيه وحرية الشعوب أم أنها أكبر عملية نصب محكمه تتضافر فيها قوى المال والتكنولوجيا والدعايا عملية قيادة عقول الشعوب وتوجيهها إلى ماهو مخطط له سلفا .
نحن أمام أسوء الأنظمه الديكتاتوريه التى مر بها التاريخ وأنها الأخطر لأننها تلبس رداء ناعم ولا يصفها أحد بوصفها الحقيقي بل الأدهى من ذلك فهى لؤلؤة الديمقراطيه وتاجها الأكثر بريقا فى عيون الشعوب ويسوق لها بالسينما والميديا بكل الأشكال التى تطاله أياديهم من علوم إجتماعيه وجماعات تابعه أنهم يروجوا لدين جديد لبشر ليتم سحق الأوطان والأديان واحتكار مفاتيح الدين الجديد حصريا فى يد مجموعه صغيره من العائلات تمتلك أكثر من نصف ثروة العالم ولتصدير بضاعتها الديمقراطيه قصة آخرى .
الوسومياسر دومة
شاهد أيضاً
خالد المزلقاني يكتب : أوكرانيا وضرب العمق الروسي ..!
مبدئيا أوكرانيا لا يمكنها ضرب العمق الروسي بدون مشاركة أوروبية من حلف الناتو وإذا استمر …