الإثنين , ديسمبر 23 2024

زيارة الرئيس لدول الشرق رسالة إلى الغرب .

بقلم : د/ عفاف طلبة
تشهد مصر في هذه الفترة محاولات كثيرة لإحداث حالة من الاضطراب وإثارة الفتن والمشاكل في محاولة يائسة من قوى الشر في الداخل والخارج لعرقلة الخطى للتقدم وعرقلة التنمية والإصلاح ، ولكن الرئيس أستطاع إن يتخذ خطوات جادة ليؤكد للشعب المصري أن مصر لن ترجع إلى الوراء وعازمة على استكمال عمليات الإصلاح ، فبدأ بالفعل في توقيع عدة اتفاقيات كانت أولى الخطوات الهامة في طريق التعاون الاستراتيجي بين مصر ودول الشرق خاصة الهند والصين ، ليبعث بذلك رسالة لدول الغرب انه لن ينحصر بعد اليوم اهتمام مصر بدولة واحدة ولن تصبح مجرد ترسا في عجلة الغرب ، وسيتم إعادة بناء علاقات مصر الخارجية برؤى وإستراتيجية جديدة تتفق ومتطلبات المرحلة الراهنة ، فنجده اتجه في الآونة الأخيرة إلى الانفتاح على دول الشرق مثل الهند والصين للاستفادة من تجاربهم ونقلها لحل مشاكلنا، حيث نجد أن دولة الهند مثلا اعتمدت في تجربتها على الاعتماد على الصناعات المتوسطة والصغيرة كركيزة لتحقيق نهضة الهند الاقتصادية وهذا ما تحتاجه مصر في هذه المرحلة لما لهذه المشروعات من أهمية في التنمية المجتمعية لتحقيق معدلات نمو اقتصادي سريع في فترة قصيرة ، ولا يخفى على القارئ أن تاريخ العلاقات الهندية المصرية هو تاريخ حافل بالدروس الملهمة في ظل التحديات التي تواجهها مصر ، وكان لابد من إعادة إحياء روح التضامن والوحدة بين البلدين، و بالرغم من البعد الجغرافي بينهما إلا أن البلدين بينهما تاريخ طويل من الصداقة فالعلاقة بينهما تضرب بجذورها إلى عمق بعيد في التاريخ وقد وصف ( جواهر لال نهرو ) في أحدى المرات الروابط الفكرية والثقافية التي جمعت بين البلدين إنها روابط ذهبية ، كما أن للصداقة الهندية المصرية أيضا جذورها في العصر الحديث تمثلت في كفاح الشعبين ضد المستعمر الاجنبى ، وكان دورهما نموذج يحتذي به من قبل الشعوب المتطلعة للاستقلال .
وبالنسبة للصين فان الصين دولة لها ثقلها الاقتصادي على الصعيد الدولي بالإضافة لثقلها السياسي كونها أحدى الدول الخمس دائمة العضوية ، لذلك كان الاتجاه للاستفادة من تجربة الصين الرائدة وتطوير الإدارة المحلية والحكومة الالكترونية وتطوير الجهاز الادارى للدولة ،والقدرات البشرية من خلال الاستفادة من برامج التدريب والتأهيل الفني الصيني ، ولا ننسى أيضاً أن الصين ثان أقوى اقتصاد في العالم بعد أن كانت دولة الأفيون ، ونجحت أن تكون اكبر مصدر وثان أكبر مستورد في العالم .
أن زيارة الرئيس لكلا البلدين في هذا الوقت كان هاماً جدا ويعد تحولاً كبيرا في السياسة الخارجية المصرية من الغرب للشرق يتفق مع متطلبات المرحلة الراهنة وذلك لتحقيق التوازن مع جميع الدول وعدم الاعتماد على طرف واحد في العلاقات الدولية لمواجهة التحدي الأكبر وهى كيفية أن نكيف أنفسنا مع قوى التغيير مع المحافظة في نفس الوقت على ميزة الاستقرار والتقدم لمجتمعنا، خاصة وإننا نملك كافة الإمكانيات للتعامل مع التحديات التي يفرضها المستقبل .

11

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.