الأحد , ديسمبر 22 2024
الدكتور إيهاب أبو رحمة

هتاكلوا مـــصر يعنى !!

لا شك وأن مصر الأن تعيش فتره قاسيه من عمرها و إن كانت ليست أقسى فترات تاريخها و لكن يعيش الاقتصاد المصري حالياً فتره صعبه جداً ,فالأسعار في غلاء مستمر و فرض الضرائب في ازدياد و الرقابة على التجار في اختفاء مستمر و استغلال البسطاء من قبل التجار أصبح في وضع مبالغ فيه ولا أحد يبالى !!

حتى نواب مجلس الشعب و الذين هم من المفترض الحامي للشعب من سياسات حكومية تهدف إلى فرض ضرائب عليهم و تحميل الفقراء أكثر مما يطيقوا و يتحملوا ,أصبحوا هم من يقترح هذه الضرائب و يوافقون على اقراها على أبناء هذا الشعب الغلبان الفقير .

حتى أصبحنا نسمع تصريحات شاذه غريبه من رجالات دوله وسياسيين و أصحاب مناصب مرموقة عن أن هذا الغلاء غير موجودو أنه و فقط في خيالات المصريين و أصبح المواطن المصري مجال سخريه أخرين حتى قيل لمن لا يتحمل أنه ننوس عين أمه !!

و هذا أخر يتحدث أن الشعب هو الغنى و الحكومة و مصر أفقر من المواطن فكيف لا يتحمل مصر في ظروفها الصعبة ,كما لم يسلم المواطن بمعايرته وأن هذا الغلاء هو أقل ثمن للحياة الأمنه التي يعيشها في ظل الأمن و الأمان الذى تحظى به مصر فيكفيه أن له دوله متماسكه و يكفيه اننا لسنا كالعراق و سوريا .

أصبحت السخرية على البسطاء و فقراء هذا الوطن هي السائدة في قنوات الإعلام و كأنه لابد و أن يتحمل البسيط الفقير وحده وفقط فاتورة الغلاء والضرائب ولا يئن ولا يصرخ من هذه المعاناة وليس هذا و فقط بل أصبح مصدراً لتهكم هؤلاء القوم الذين هم في الأصل من ساكني القصور و المنتجعات ومازال بعضهم يطالب بفرض ضرائب أخرى على البسطاء وما أكثرهم في هذا الوطن و هم يزيدون عن نصف هذا الشعب الصبور الذى تحمل على مر العصور مالم يتحمله غيره من الشعوب .

و لم يكتفوا بهذا الحديث أبداً بل زادوا فيه و أصبحوا يتحدثون كما لو أن على الشعب الاختيار بين الفقر مع استمرار الغلاء و الحياه الأمنه أوبين الموت جوعاً و الموت تحت الأنقاض و مصير سوريا و العراق متناسين أن الموت واحد وإن اختلفت الأسباب!!

و لكن ما يزيد من صعوبة الموقف أن من يتحدثون عن الشعب و يستغربون معاناته هم من أكثر طبقات المجتمع راحه وهم من قاطني القصور و أنهم لا يستطيعون هم ولا أولادهم البقاء و لو ليوم واحد في ظروف هؤلاء من يتبجحون عليهم !!

و مع هذا و رغم ارتفاع دخول هؤلاء لتجدن أكثرهم من الهاربين من دفع ضرائب شركاتهم ومصانعهم و قنواتهم الخاصة و لتجدنهم أكثر من يتهرب من حقوق وطنه عليه و كأن تحمل ظروف الوطن الصعبة أصبحت حكراً على الفقراء لصالح الأكثر ثراءاً في مصر والأغرب أن كثيراً من هؤلاء يستغلون الظروف و يرفعون من أسعار بضاعتهم على حساب البسطاء في هذا الوطن و يرون من يطالب بالرحمة على أنهم يـأكلون مصر .

و رغم أنى لست سياسياً ولا أتمنى أبداً ولكنى أعجب كثيراً من فرض الضرائب كما هو الحال في الضريبة المضافة أو الرسوم كالتي ستضاف على رسوم المغتربين عن مصر و رسوم صندوق علاج القضاة و الشرطة في الوقت الذى تتصالح فيه الدولة مع اللصوص و المثبت عليهم السرقة مقابل جزء مما نهبوه من أموال الفقراء

و اتعجب أيضاً من عدم فرض الحد الأقصى لمرتبات الموظفين في الدولة على جميع العاملين بها و هو كافي لحل مشكله الأجور على الأقل كما أتعجب من اعطاء العاملين في بعض المصانع نسبه من الأرباح مع أنها لم تكن ملكيه خاصه أبداً و هي ملكيه عامه لكل الشعب المصري و أيضا الهيئات كالبترول و الكهرباء و الاتصالات والبنوك و القضاء حيث يتقاضى من يعمل بها رواتب لا تتناسب مع امكانيات الدولة في مقابل الأغلب الأعم الذى لا يتقاضى مثل هذه الرواتب و يتحملون مشقه الغلاء وحدهم.

لست من أنصار المؤامرة و إن وجدت في بعض الأحيان و لكنى أرى هناك تقصير شديد من حكومة لا تعمل اقتصاديا بالشكل الذى يمكنها حل المشكلات الاقتصادية المتفاقمة بل تنظر و فقط على جيوب الفقراء و البسطاء من هذا الوطن.

ولازلت اتذكر سخريه الكثير من شعب مصر من برلمان ما بعد ثوره يناير و الذى كان يهتم بمناقشه مواضيع لا قيمه لها و يترك أموراً أشد خطراً على مصر وأكثر أهميه لحياه المصريين

و لكن بعد أن قامت موجه ثوريه أخرى وجدنا برلماناً يسخر من معاناه المواطنين أنفسهم ولا يعي لهم لفقرهم اهتمام بل و يتفنن في فرض الضرائب عليهم ,و لكن ليس هذا فقط فقد طالعتنا احدى الصحف تتحدث عن رفض البرلمانيون فرض ضرائب على رواتبهم !!

في حقيقه الأمر أتعجب كثيراً فهل هؤلاء الساخرون لا يتعلمون من التاريخ ؟؟ هل قام أحدهم بقراءة ما حدث في التاريخ ؟ هل لا يعلمون أن زياده معاناة فقراء الشعب لن تؤدى إلا إلى المزيد من الحقد و التفرقة بين أبناء نفس الوطن؟ وهل لا يعلمون أن ما يفعله الجوع قد لا تحمد عقباه أبداً ؟

و أن انتشار الفقر سيؤدى حتما إلى زياده السرقة !!و ليعلموا أن أول من سيهاجمهم من لا يتحملون الفقر و يزيد من ضغوط حياتهم الجوع , هم أنتم يا أصحاب القصور و المنتجعات!!

ألا يعلم هؤلاء أن الانفجار إذا حدث سيأكل الأخضر و اليابس في بلد أنهكتها الأزمة الاقتصادية و أتعبها الفساد على مر سنين طويله مضت؟

مصر يا ساده لا تتحمل أى انفجار , ولا تتحمل أى فوضى فرفقاً بمصر و بشعب مصر جميعاً , هذا الشعب يعانى منذ الأزل وهو شعب صبور قنوع إذا شعر بالأمن و بعض الشبع سيتحمل أصعب الظروف ,لكن أن يتحمل وحده الصعوبات و هو يرى أخرون يفرضون عليهم الضرائب

ولا يقبلون بتحمل أقل القليل رغم حياتهم المترفة فهذا لا يمكن أن يتحمله أبداً !! فهم لا يريدون أن يأكلوا مصر و لكنهم يريدون أقل القليل , يريدون حد الكفاف لهم ولأولادهم وفقط.
رفقاً بمصر و بشعب مصر
د. إيهــــاب أبو رحـــــمه

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.