بقلم الدكتور عماد فيكتور سوريال
على مدى سنين حياتي كنت طالباً متفوقاً بشهادة كل أساتذتي قبل زملائي وتوقع لي الجميع مستقبلاً باهر في مجال دراستي وكانوا أساتذتي في الجامعة يضغطون عليَّ باستمرار حتى أقوم بتحضير الماجستير والدكتوراة وعدم الاكتفاء بالبكالوريوس خاصة وأن تقديري طول مدة دراستي الجامعية كان امتياز.
مرَّت الأيام حتى وصلنا لإمتحانات الترم الثاني للسنة النهائية ولكن قبل بداية الإمتحانات تعرضت لحادثة ألزمتني بعدم النزول من المنزل لمدة 3 أسابيع وهنا اسودَّت الدنيا أمامي، فقد رأيت كل أحلامي تتبخَّر وكنت أرى أن الله هو السبب.
لا تتعجبوا فقد عاتبت الله كثيراً أنه سمح لي بهذه الحادثة التي ستؤخِّر بالطبع مسيرتي الدراسية الناجحة ، وكثيراً حاول معي الخدام والآباء لأعود للكنيسة ولكني صممت على خصامي مع الله الذي تركني!
تقدمت للامتحان في السنة التالية وكنت قد تقدمت للكلية بعُذر طبي جعل من حقي الحصول على تقديري كاملاً (نظام الجامعات أن من يتخلف عن حضور امتحان أو لا ينجح في أي امتحان دون عذر مقبول هو أن يُعاد له الامتحان مرة أخرى ولكن لا يحصل إلا على تقدير مقبول أي 50٪) ، وعند ظهور النتيجة كان تقديري كالعادة امتياز وبذلك يكون تقديري الكلي امتياز مع مرتبة الشرف.
ذهبت للكلية لسحب أوراقي وللسؤال عن مرحلة الدراسات العليا وهناك قابلت أحد أساتذتي الذي فاجأني بخبر عجيب إذ أخبرني أن الكلية قامت بإنشاء تخصص جديد ونادر في الدراسات العليا لأول مرة ولن يُسمح للخريجين من السنين السابقة بدراسة هذا التخصص المتميز الذي سيكون له مستقبل مُبهِر على مستوى كل الدارسين.
شكرت أستاذي واستأذنته في الانصراف فقد شعرت بالأرض تدور وبقلبي يؤلمني بشدة فقد دار في ذهني كمية الخطايا التي ارتكبتها وأنا أعاتب الله والتي أكملتها بخصامي له لمدة عام كامل ، وشعرت بقلبي يذوب أمام هذا الحب العظيم والتدبير العجيب الذي سيمنحني أن أكون من ضمن القلائل الذين سيدرسون هذا التخصص ، وصممت أن أمر على الكنيسة أثناء رجوعي لأعترف ولأشكر الله وأعتذر له على جهلي حينما كنت أعمى وقبل أن أبصر. (مجلة مدارس الاحد)
الوسومدكتور عماد فيكتور سوريال
شاهد أيضاً
تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”
أمل فرج أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …