بقلم:أنطوني ولسن-أستراليا
مصر…هل ضاع الطريق…تساؤل بين طياته معانٍ قد تكون غائبة عن الناس،أو حاضرة …غائبة.أي حاضرة في واقع حياتنا،لكن قد غيبها الحكام،فأصبحت حاضرة وغائبة في نفس الوقت. لأننا شعباً وحكاماً،تعودنا أن نتغيب عن أرض الواقع والحقيقة الى عالم من خيال صنعه لنا مُخدر جلبه غيرنا إلينا.وليس من المهم من يكون هذا الغير!.ان كان “خواجه”أو ممن يتحدثون نفس اللغة ويدينون بنفس الدين الذي تدين به الغالبية من الشعب المصري.هذا الشعب الذي انهكته مطالب الحياة فارتمى في احضان الفقر والجهل والمرض.ولا مخرج له إلا في اعتناق أي مباديء تدخل عليه مهما كان تأثيرها على معتقداته وتقاليده طالما أنها ستنتشله من أحضان الفقر الجهل والمرض، التي تكاد تخنق وجود هذا الشعب الذي ذاق عذاب الحكام على مدى العصور والأزمنة.
حكم مصر،الأغريقي والروماني والعربي والتركي والشركسي والتتاري والمغولي والألباني والأموي والعباسي والأيوبي والفاطمي..بل والكردي أيضاً”صلاح الدين الأيوبي”ولا يمكن أن ننسى في العصر الحديث،الفرنسيين والأنجليز.
في هذا العصر المعاصر(عصر جيلي والجيل الذي سبقني) جاءت فكرة ( الأخوان المسلمين) والتي ارادت العودة الى السلف والخلافة الأسلامية.بذلك تعود بالمسلمين الى أيام معاملة النصارى “أقباط مصر المسيحيون
ليسوا نصارى” على أنهم ذميون ومشركون وكفار. ليسوا نصارى” على أنهم ذميون ومشركون وكفار.بدأت بوادر التعصب ضد المسيحيين تظهر على شكل خطط للقضاء عليهم ووضع علامات على بيوتهم ليوم الأنتقام.فيشاء ربك أن يقتل زعيمهم “الشيخ حسن البنا” عشية يوم تنفيذ المخطط.لكنهم نجحوا في عملية غسل مخ الشباب المسلم المنضم اليهم،فكانوا النواة التي انبنى عليها كل فكر اسلامي حديث ومعاصر أخذ ينادي علانية وفي الخفاء بضرورة طرد المستعمر الأنجليزي”النصراني”،وبعد النجاح في ذلك طرد اليهود من البلاد ومن فلسطين التي احتلها الأسرائيليون عام 1948 .وبالطبع التخلص من “نصارى”البلاد المسيحيون بعد ذلك.
لذا انضم الى لواءاتهم كثير من شباب مصر الذي أمن بضرورة تحرير مصر من كل مستعمر ومتعامل مع المستعمر(أي خائن) ووضعوا الأقباط،أقباط مصر ضمن المتعاونين مع الأنجليز لأن كليهما ” نصراني” مسيحي كافر مشركز.
من الذين انضموا اليهم بعض من رجال الثورة”الضباط الأحرار” وذلك قبل قيام الثورة.
انضموا للتعرف على التنظيم وكيفية اتصال الجماعة بعضها ببعض.كما كان من ضمن ضباط الثورة من انضم الى التنظيم الشيوعي والأشتراكي وعرفوا من التنظيم عمل الخلايا وطرق الأتصال بعضهم ببعض.
قامت الثورة المصرية عام 1952 واستطاع جمال عبد الناصر ان يطيح باللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية وتحديد اقامته تحت الحراسة،بعد طرد الملك فاروق”الذي وافق على قبول عبد الناصرطالبا بالجيش المصري بعد ان رفض طلبه من القيادة الحربية لأنه لم يكن من اسرة الأعيان في مصر”،بعد أن الغيت الأحزاب وتكون حزب أخذ أسم”هيئة التحرير”وكان شعاره(الأتحاد والنظام والعمل).
الذي لا يعرفه البعض،لكني شاهد عيان،أن عبد الناصر كي يصل الى قلوب الناس أنشأ شركة وهمية تحمل اسم(سالم سالم) ويصرف عليها من خزينة مصر”المفلسه”.مهمة هذه الشركة تكوين مجموعات بشرية في جميع أنحاء مصر تتقاضى أجراً رمزياً حتى تجد لهم الشركة عملاً بدوام كامل أو بدوام مؤقت.وبهذا تضمن الشركة وجود أعداد كافية من الشباب وغيرهم عند مرور عبدالناصر في أي حي أو مدينة من مدن القطر المصري،ليهتف بأسمه ويصفق له.هكذا تتحول أنظار الناس وتفكيرهم عن محمد نجيب.الكل يعرف أن الغنم تسير وراء تيسها.
بعد تولي جمال عبد الناصر مقاليد الحكم،بدأت شوكة (الأخوان) تنغص عليه حياته.انهم لا يريدون غير الحكم وتحويل مصر الى دولة اسلامية سلفية تتبع السلف الصالح.لكنهم وجدوا رجلاً طامعاً في كل شيء لنفسه فقط ولكل من يقول له أمين.
في عام 1954 حدثت حادثة المنشية في مدينة الأسكندرية(26 أكتوبر) والتي أطلق فيها أحد أتباع (الأخوان المسلمين) الرصاص على عبد الناصر ولم يصبه ووقف النار وهو يصيح(اني فداء لكم..كلنا جمال عبدالناصر..)،وبقية القصة معروفة،فقد تم القاء القبض على نسبة عالية جدا من أعضاء تكوين(الأخوان المسلمين)في نفس يوم حادث ميدان المنشية بالأسكندرية.مما يدفعنا الى التساؤل.هل الحادث من تدبير عبد الناصر حتى يمكنه التخلص من شوكتهم المغروزة في ظهره؟!..أم أنها من تدبير (الأخوان)!..لم يقل لنا التاريخ..ولن يقول لنا التاريخ شيئاً سوى المدح أو القدح،اما الحقيقة فهي دائماً ضائعة.
أعود الى حادث المنشية وما أعقبه من اضطهادات يندى له جبين الشرفاء ضد (الأخوام).قد ظن عبد الناصر أنه بذلك يكون قد قضى عليهم وتخلص منهم.
لكن الذي لم يعرفه عبدالناصر أن قانون الغابة يحتم على الصياد أن يقضي على فريسته وخاصة اذا كانت وحشا مفترسا،وإلا الفريسة ستتعقبه لتقضي عليه.
في المعتقلات والسجون من عاش من الأخوان المسلمين بعد البطش بهم وتعذيبهم،أصوا أكثر وحشية وأصبحت نظرتهم الى الثورة ورجالها،نظرتهم الى طغاة فسقة..الخلاص منهم واجب ديني مقدس… تعددت الجماعات الأسلامية الأصولية سواء داخل السجون والمعتقلات المصرية،أو بين الذين استطاعوا الفرار خارج مصر.
وللحديث بقية..حتى لا ننسى!..
الوسومأنطوانى ولسن انطوانى ولسن
شاهد أيضاً
كيف نحمي البيئة من التلوث؟
بقلم رحمة سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …