الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الدكتور إيهاب أبو رحمة

المصريون في الخارج .

د. إيهاب أبو رحمه 

لا شك و أن مصر في قلوبنا جميعاً سواءً كنا خارجها أو داخلها ولا شك أيضا أن من خرج منها خرج منها أنفاً مضطراً تاركاً أهله و أحبابه ,تاركاً خلفه ذكرياته و أحلامه التي فشل في أحيانٍ كثيره في تنفيذها في بلاده الغالية أو رغبهً في البعد عن عمل يشوبه كثير من الأحيان شبهة الحرام كما هو الحال في مهنه الطب في مصر الأن.

المصري من أكثر شعوب الأرض ارتباطاً ببلده بل قد يكون الـأكثر على الإطلاق و هو دائم الحنين ليوم عودته إلى موطنه و بلده التي لا ينساها أبداً ,و هو دائم التذكر لماضيه في أرضه الغالية و لأعز الأصدقاء على قلبه و الذى تركهم غصباً بحثاً عن لقمه عيشه ولو في أخر بلاد الدنيا.

يعانى المصري المغترب طيلة عامه في الغربة منتظراً أجازته السنوية على أحر من الجمر و كيف لا وهى الإجازة التي تعيد له ماضيه و تشعره بأنه مازال على قيد الحياه ,يعد العدة لأجازته السنوية قبل بدايتها بشهور و حينما تبدأ يشعر و كأنها قربت على النهاية وفى نهايتها يتمنى لو فى استطاعته أن يزيدها ولو يوماً واحداً .

لم يرحل اغلب المصريين عن مصر من أجل رفاهيه يعتقدها البعض أو من أجل أن يعود ليبني القصور ,فأغلب من في الخارج من مصريين هم بسطاء تركوها من أجل بناء مستقبل لهم لم يجدوه في مصر ,من أجل حياه كريمة لم يعرفوها في بلدهم ,من أجل راحه لم يتذوقوا طعمها في وطنهم ,و من أجل اموال يوفروها طيلة أعوامهم في غربتهم لضمان مستقبل طيب لهم ولأسرهم لم ولن يضمنوه في مصر أبداً ومن أجل عمل لم يعرفوا طريقه في وطنهم الغالي مصر.

و رغم عدم اهتمام بلدهم بهم و هم داخلها أو خارجها فمازالت و ستظل مصر محفوره في قلوبهم ,فكم من حاله لم يجد المغترب سفاره بلده خلفه حين يشتد عليه البلاء و كم من مصري أصابته الكوارث و لم تعلم عنه سفاره بلدنا,و كم من حاله مذريه عرفت عنه سفارتنا و لم تحرك ساكناً .

رحل المصريون عن مصر ومنهم من رفع عن كاهل الحكومة همه ووظيفته و منهم من رفع عنها عبء تعليمه واسرته وكم من مصري في الخارج وفر لمصريين الداخل فرص عمل ووفر لهم العملة الأجنبية الصعبة ووفر لهم الكهرباء و الماء .

بل و حتى زحام المرور و الذى يعد من أكبر المشاكل في مصر ,خفف من حدته غربه أكثر من عشرة ملايين مصري يعيشون خارج وطنهم الحبيب مصر ,و كم من مقعد طالب وفرته غربة المصريين في الخارج لأهلهم في الداخل , وكم من سرير في مستشفى تركه المصري المغترب لمصريي الداخل , كم من غرفه فندقيه شغلها المغترب حين يعود وطنه ليأخذ أجازته السنوية و التي ينتظرها من عام لعام ؟؟
سمعنا منذ أيام عن ضريبه أو رسوم ينوى البرلمان المصري أن يفرضها على مصريي الخارج ,و كم من المؤسف أن يقترح نفس الأعضاء الذين وافقوا على قانون يسمح بفرض رسوم على عامه الشعب من أجل صناديق لعلاج بعض فئات المجتمع والتى يراها الشعب تحصل على رواتب ليست بالقليله بل في كثير من الأحيان أعلى من رواتب المصريين الين تركوا بلادهم من أجل حياة أفضل و تغربوا عن وطنهم !! .فكيف لهؤلاء النواب و الذين هم من المفترض أن يبحثوا عن سبل حياة أفضل لبسطاء المصريين أن يطلبوا من مصريين الخارج أي رسوم و هم من أراحوا الحكومة من أعباءهم ؟

و هل يخفى عن هؤلاء البرلمانيون أن أغلب المصريين في الخارج هم من طبقه العمال والتي في بعض بل في كثير من الأحيان يجتهدون فى توفير القليل من رواتبهم نظراً لغلاء المعيشه فى الغربه أيضاً من أجل ارساله لاسرهم فى مصر؟؟, هل يعلمون أن بعض من فى الغربه وضع كل اهتمامه فى تعليم اولاده فى مدارس راقيه و أن يجعلهم يعيشوا حياه راقيه كريمه دون حتى التفكير فى توفير بعضٍ من رواتبهم فهم فى وجهه نظرهم المستقبل الذى فشلوا فى تحقيقه فى مصر !!

أن تبحثوا عن توفير الرعايه لفئات تتقاضى رواتب مرتفعه و تطالبون بإضافه رسوم و إن كانت قليله لن يؤدى إلا إلى زرع الشعور بالتفرقه بل و الحقد أحياناً, فيكفيهم أنهم فى بلادهم و يكفى المغتربين ما هم فيه من هموم فهم لا يستطيعون الفرح لعزيز عليهم أو الحزن لغالى عليهم فقدوه و هم فى غربتهم !!

اتركوا من رحل فى حاله و مشاكله و حلوا مشاكل الداخل بحلول جذريه فلم تعد الغربه ذات قيمه عاليه مثلما كانت بل و للعلم فكثير من دول الغربه الأن تعانى من حاله حروب وتقشف تتأثر بها العماله الاجنبيه لديهم قبل مواطنين هذه الدول!!!

بدلاً من البحث عن حل لمشاكل مصر فى من رحل عنها ,هناك مشاكل عديده من شأنها أن تحل أزمه مصر الإقتصاديه الطاحنه والتى تتمثل ببساطه فى تحقيق عداله اجتماعيه فهناك فروق عجيبه فى الأجور فهناك مهن تتقاضى رواتب خياليه فى وزارات الكهرباء و البترول و الماليه و الاتصالات و البترول و التعدين وفى وزارات العدل و فى الجهات الامنيه والبنوك مقابل مهن أخرى كما فى وزارات الصحه و التعليم و المحليات و غيرها لا تتقاضى إلا الفتات ,هناك مهن تم استثنائها من الحد الأقصى للأجور و لو وقعت تحت طائلته ستوفر الملايين لمصر .

يا برلمانيوا مصر اتقوا الله فى مصر ولا تنثروا بذور التفرقه و الفرقه ولا تفرقوا بين المواطنين فى الخدمات واعدلو هو أقرب للتقوى فالله عدل لا يحب إلا العدل .
د.إيهاب أبورحمه 

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.