قصة ل: محمد شلبى أمين
والشمس تنهش كبد السماء ..تلهث لمستقرها..
أبحث عن حريتى فى مدينتى التى يلفظ الضياء فيها أنفاسه،
قدماى تعانقان الأرض المكلومة فى شبابها،
أسير فى شوارع ضجت بأبنائها،
بعيدا عن دائرة اهتمامى ،مخير،لاأبصر طريقى المكتظ بكل ألوان البشر،يتحلقون حوله،جلهم طاهر ونقى ،َ”جَاءواعَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كذب”. رغم صدره العارى،لايرتعد من شدة الزمهرير،يلتحفون الحقد، البرد يأكلهم فلا يخفون ارتعادهم،الدماء تسيل من وجهه الحاد القسمات، انكساره ووحدته لا يدعوانه للاستسلام،فيملأهم رهبة،يستغيثون الجنود المدججون،والعربات المصفحة،لا أعلم سر مسيرى هنا، هذا ليس طريقى.
سألتهم بفحيح صوتى.. لماذا كل هذا ؟
لم يكلف أحدهم نفسه عناء الرد، تجاوزت حدود الرهبة ..
هل سرق قوت شعبه،أوأصاب أهله بالأمراض السرطانية،أوشرد شباب أمته،أوجرف تاريخ وطنه،وعطل مسيرته؟.
رمقونى بنظرات غائمة.
زادت تساؤلاتى، تكالبوعليه،حملوه فى مصفحاتهم مقيدا ،ساروا ،عيناى معلقتان عليه ،ربما ترقبهم،وتساؤلاتى لاتنقطع .
أتى أحدهم من خلفى لاهثا يجرى خلفهم بيمينه غطاءا ثقيلا يقيه البرد،لما يئس توقف، ألقاه جانبا ،تمتم بكلمات تحمل معنى الشفقة والضجر،عاد،عدت..حملت الغطاء ،نفضته ،اتخذتهم هدفا ،جريت خلفهم تلاحقنى أنفاسى ،مدهشة هذه اللحظات التى لا أعلم لها حسابا ببداية أو نهاية ،وصلوا قسم الشرطة ،كنت فى إثرهم ،أنزلوه مقيدا ،قبل أن يدخلوه محبسه كنت فى مواجهته بيدى الممدوة ،وأنفاسى المتسارعة ، يتساقط الماء من جبينى ،فى البرد الشديد،خذغطاءك،نظر إلىّ دون عجب ،لا ..ليس لى ،قاطعه كبير الحرس إنه غطاؤك خذه يقيك البرد..حتى يحكم الله فيك.
تعلقت عيناى وقلبى به ، أطال النظر إلىّ بنظرات منكسرة ،أخذ الغطاء على استحياء،توارى خلف الباب الحديدى ،ابتلعته الغرفة المظلمة ،عدت تقاتلنى تساؤلاتى ،ما الذى بين يوسف وربه من أسرارجعلتنى مسخرا له ،وجدت الرد مقروءا فى منامى.. لاتحقرن صنع الله الذى.. على من صنع يغار.
الوسوممحمد شلبى أمين
شاهد أيضاً
تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”
أمل فرج أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …