المفكر الاقتصادى ناصر عدلى محارب
سألت نفسى ماذا لو سالنى احد اصدقائى ايهما تفضل مصلحة وطنك ام مصلحة كنيستك ؟ فاجبت على الفور ان ليس هناك تعارض بين المصلحتين لان كنيستى وتعاليمها المقدسة تحثنى على محبة وطنى . ورجعت وسالت نفسى مرة اخرى وماذا لو حدث تعارض ولو ظاهريا ؟ فاجبت سأفضل مصلحة وطنى على الفور . وحتى لا يزايد احدا على محبتى لوطنى ومحبتى لكنيستى اوضح لماذا فضلت مصلحة مصر على مصلحة الكنيسة .
الكنيسة لها معنيان او رمزان ،
فالمعنى الاول او الرمز الاول للكنيسة هى المبنى الذى تقام فية الشعائر الدينية مثل الصلوات والليتورجيات والاعياد والمناسبات الطقسية مثل العماد والزواج والجنازات “الصلاة على الموتى” الى اخرة ، وحين تتعرض مصلحة مصر مع مصلحة الكنيسة كمبنى ساقول كما قال قداسة البابا تاوضروس الثانى قولة وعبارتة الرائعة وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن وهذة العبارة عبرت عن تعاليم الانجيل والسيد المسيح والكنيسة بضرورة المحافظة على الوطن ، وانا بصفة شخصية اتصور ان قداسة البابا نطق بهذة العبارة بفمة المقدس ومن خلال الروح القدس الذى بداخلة ولخص تعاليم الكنيسة عن محبة الوطن فى جملة بليغة ورائعة كعادتة .
كما ان تعاليم السيد المسيح نفسة اوصت بالوطن ” اعطوا ما لقيصر لقيصر وما للة للة ” وهذة الاية تعنى انة يجب تادية كل ما يحتاجة الوطن من مال ووقت وروح ايضا ولا تفسر تفسيرا ضيقا على تادية الضرائب والرسوم فقط انما السيد المسيح قال ما لقيصر لقيصر اى ما للوطن عليك ، كل ما هو يحمى الوطن بالروح والدم والمال .
كما ان تعاليم الكنيسة التى اساسها ايات الكتاب المقدس توصينا فى كل صلاة وكل ليتورجية او قداس بالصلاة من اجل الوطن متمثلا فى اوشية ” صلاة ” من اجل الرئيس والجند ومداخلنا ومخارجنا ، ففى كل صلوات الكنيسة وطلباتها صلاة خاصة للوطن .
واتعجب ممن يدافع عن هدم كنيسة ومستعد ان يهدم الوطن ، فمن ليس لة خير فى وطنة اظن ليس لة خير فى كنيستة وغير متبع لتعاليم كنيستة التى نادت بالمحبة للجميع ولا سيما الوطن .
وبهذة المناسبة انا من اشد المناصرين لاصدار قانون ينظم دور العبادة الموحد ومؤسس الجبهة المصرية لدعم قانون بناء دور العبادة الموحد واننى ادعم هذا القانون وادافع عن اصدار قانون يتيح بحرية كاملة بناء اى دور عبادة لسببين :
اولا ، لمصلحة وطنى ، حتى لايقال على مصر انها تنتهك حقوق المواطنة وحرية العبادة فانا اغير على مصر من اى انتقاد يوجة اليها بمناسبة حقوق الانسان واريدها دولة رائدة فى الحقوق والحريات وهذا دافعى من وراء مناصرتى لاصدار قانون دور عبادة موحد .
وثانيا ، لاهمية وجود دور العبادة الذى تقام فية الشعائرالدينية من ناحية ، ولان دور العبادة بمثابة حاضنة ومربية ومعلمة للاجيال كيف يكونون صالحين ونافعين للوطن من ناحية ثانية .
والمعنى او الرمز الثانى للكنيسة هى جماعة المؤمنين فاذا افترضنا جدلا ان هناك تعارض ظاهرى بين مصر وبين الكنيسة برمزها الثانى كجماعة مومنين فسافضل مصلحة مصر لانها تمثل الجماعة المصرية والوطنية ونسيج الامة معا ومصالح الجماعة المصرية تجب مصالح جماعة المومنين ” الكنيسة ” .
واخيرا حتى لا يفهم كلامى خطأ ، ان تعاليم الكنيسة هى محبة الوطن ومحبة الناس جميعا والسيد المسيح جاء برسالة السلام والمحبة ،
وان تعاليم الكنيسة بذل الغالى والثمين فى سبيل الوطن وان كل من يموت فى سبيل اللة شهيدا وكل من يموت فى سبيل الوطن شهيدا ايضا ، ولكن ماذا لو تعارض الموت فى سبيل اللة مع الموت فى سبيل الوطن ، اقولها صراحة ان الموت فى سبيل اللة شهادة والموت فى سبيل الوطن شهادة ولكن اذا حدث تعارض بين الشهادتين فينبغى ان يطاع اللة اكثر من الناس وسافضل الشهادة فى سبيل اللة اولا ، لان من جعل محبة وطنى فى قلبى هى عقيدتى ومحبتى لوطنى تنفيذا لوصايا انجيلى وكنيستى .
الوسومالمستشار ناصر عدلى محارب
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …