بقلم المهندس نادر صبحي سليمان.
هنا في مقالي هذا اليوم لا أتطرق للدفاع عن طرف من الطرفين سواء الرجل او المرأة و لكن من واقع تجربة شخصية عشتها بنفسي في حياتى الشخصية و ايضا بحكم موقعى كمؤسس و مسئول حركة شباب كريستيان لقضايا و مشاكل الأقباط الأرثوذكس التى كان احد اهتماماتها طرح مشاكل قضايا الأحوال الشخصية في المرحلة الماضية و دعم الدور الذى قام بة قداسة البابا و المجمع المقدس لحلول هذه الازمة و بالطبع كان و مازال يصل الينا مئات و مئات المشاكل الزوجية و كل منهم بقصة مختلفة و كنت حريص جدا عند الاستماع ان اعرف الأسباب قبل ان اوجة صاحب او صاحبة المشكلة ان كان الامر يستحق عرضة و توصيلة الي نيافة الانبا دانيال رئيس المجلس الاكليريكى بالقاهرة و اسقف المعادى او حتى توصيل الأمر الي قداسة البابا نفسة ان كان الأمر خطير او مشكلة ضخمة بكل الطرق كنا نساعد و ننصح و نوجة علي قدر المستطاع و قليل من وجدت لديهم مشاكل أسبابها لا مجال للمناقشة فيها و فعلا تستحق الانفصال و الطلاق سواء مدنيا او كنسيا و في المجمل من معظم هذه المشاكل كنت لا أجد سببا جوهريا يؤدى الي تدمير حياة زوجية و أن يصل الأمر الي طريقا اصبح مسدودا بين الطرفين و علي وضعهم عشرات السنوات ..ينتظرون أمل جديد للطلاق و لحياة جديدة .. و لكن ماذا عن زمن والدينا و والديكم ..زمن جدى و ستى تعالوا نسأل انفسنا الناس دى عاشت ازاى هذا العمر و مازالوا يعيشون سويا تحت سقف واحد !! أود أن أعطى نموذج عن هؤلاء و لكى أعطى نموذج حيا فلابد أن أكون تعايشت معه و عشت كل تفاصيلة في الواقع و ليس مجرد كلام إنشاء او حبر علي ورق لملىء السطور بالاوهام . و لو فكرت او فكرتي بجدية هتلاقوا الكلام دا بالفعل معظمنا شاهده مع آبائهم و جدودهم أيضا .. فلا أجد أمامى غير والدى و والدتى .
بإختصار شديد جدا والدى رجل صعيدى جدا اصلا سوهاجى كان في شبابة يتمتع بصحة جيدة جدا و علي قدر عالي من الوسامة مرغوب فيه بشكل غير عادى و لكم أن تتخيلوا الباقي !!.. جاد و حاد الطبع ..صارم و حازم بكل حياته تزوج من أمى التى علي النقيض تماما من بنت جميلة جدا بنت الدلع و العز من أصل يوناني البنت الوحيدة الدلوعه لاب يوناني كانت كما يقال لا تعلم كيف تسلق البيض و طبعا والدى كان يعرف كل هذا جيدا لأنة كان قريب من أسرتها فى ذلك الوقت و والدها كان معجب بة و برجولته و لذلك قبل ان يموت اوصاه عليها مع العلم كانوا اصلا لسة شبة المخطوبين و لكم ان تتخيلوا انها تتزوج زوج صعيدى لا يعرف التهاون في حياته يهتم بالتفاصيل و التدقيق و طبع حاد ، صعب ، جاد جدا ، لا يمكن و يستحيل أن يطبق علية قول الرجل آخر من يعلم .. هل تعتقدون أن حياتهم التي هى مستمرة حتى الان تحت سقف واحد و لها أكثر من 50 سنة زواج اى أكثر من نصف قرن ربنا يعطيهم الصحة و طول العمر هل تعتقدوا ان حياتهم طوال هذه المدة لا تخلوا من المشاكل !! لا تخلوا من المصائب و الكوارث !! لا تخلوا من المرض و احتمال كل منهم بعضهم البعض !! لا تخلوا من العناد !! لا تخلوا من تقديم التنازلات !! لا تخلوا من الغيرة القاتلة و الشك احيانا خاصة ان الزوج كان له مغامرات و مرغوب فيه جدا بسبب قوة شخصيته و وسامته و لباقته في الحديث !! لا تخلوا من ضيقات مادية و ظروف إجتماعية متأزمة !! لا تخلوا من خلافات و مشاجرات او ضيق او غضب او تمرد !! لكم ان تتخيلوا كل شىء حدث بين اثنين عاشوا تحت سقف واحد 50 سنة كل منهم له عيوبة الاكثر من مميزاتة و مازالوا حتى الأن لا يستطيعون الاستغناء عن بعض ابدا .. و هنا السؤال يطرح نفسه ما الفرق بينهم و بين أجيالنا !! بيقولوا الزمن اختلف و الحريات !! بل بالعكس انا أجد ان زمانهم كانت الحريات أكثر انفتاحا عن هذا الزمن كان الميكروجيب و المينى جيب موضة العصر و كانت عفوا بيوت الدعارة و القمار مرخصة و مباحة للجميع و كانت الخمارات في كل مكان .. !! ماذا اختلف !! انا أقولكم اية اللي اختلف .. اختلف أننا مفهوم جيلنا لثقافة الحريات الخاطئة خرب البيوت .. اختلف ان بقي فيه مليون قناة أغلبهم قنوات تهدم أجيال فكريا و معنويا و تربويا .. اختلف الافلام و المسلسلات التى لا تنسب نهائيا الي زمن الفن الجميل .. الافلام و المسلسلات التى تهدف الي تحقيق ربح و ليس الي توصيل رسالة او مناقشة قضية مجتمعية هادفة .. ماذا تنتظرون من جيل أصبح “السبكى” و من علي شاكلته هو صانع السينما !!
في حين ان كانت الإذاعة او الراديو صباحا في وقت الاستيقاظ من النوم في بداية اليوم هى اساس كل أسرة ..علي سبيل المثال برنامج اذاعي كل صباح في دقائق معدودة من عشرات البرامج التى كانت تقدمها الاذاعة علي الراديو في خلال نص ساعة او ساعة الا ربع .. مثل “كلمتين و بس ” للراحل فؤاد المهندس برنامج مدته كانت لا تتعدى العشر دقائق و لكن كان بمليون فيلم من افلام السبكي و من علي شاكلته !!
مشكلتنا نحن المصريين أننا سريعا ما نتأثر بكل ما نراه او نسمعه او نقرأه و نتقمص هذه الشخصية او هذا الدور !!
هذا بخلاف ظهور الكمبيوتر و التاب و اللاب و الموبايلات و كل وسائل التقنية الحديثة التى لها استخدامات تنفع و استخدامات تضر في نفس الوقت و طبعا بخلاف مواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك و تويتر و انستجرام … الخ و لدققنا النظر نجد ان هذة المواقع أصبح لها وجود في آخر عشر سنوات فقط و لو عملنا مقارنة ما بين آخر عشر سنوات و ما قبلها سنجد ان نسبة معدلات الانفصال و الطلاق أضعاف أضعاف الماضي .. عارفين لية .. طبعا بخلاف العلاقات و الدردشات و ما يدور داخل البوكس من أسرار علي الصفحة الشخصية لكل منا سواء كانت علاقات مشروعة او غير مشروعة .. صداقات مع أشخاص غرباء نفتح لهم قلوبنا في لحظة ضيق او شدة و نتحدث عن أدق تفاصيل حياتنا و نصبح فريسة لعقولهم المريضة يسيطرون علي مشاعرنا و غرائزنا و عقولنا و يستغلونها يسممون أفكارنا و يعطون النصائح الشيطانية التى لا تبنى بل تحرض علي الخراب و لا تخدم الا أغراضهم لحرصهم الشديد علي انك تظل هكذا .
و الكارثة الكبري بقي انتشار صفحات علي هذة المواقع تحت مسميات مختلفة مثل زوجة مفروسة او سيدتى او كلي ملكك صفحات كل منشوراتها اللعب علي اوتار الجروح و المشاعر و تحريض و تلاعب بعقل المرأة و كرامتها و دموعها و لا تقبلين كذا و لا تتهاونى في كذا و لا تتنازلي عن كذا و لا تقدمى تنازلات من أجل هذا او ذاك ….الخ و في نفس الوقت نجد صفحات علي النقيد منتشرة للرجال بنفس الوضع مثل يوميات زوج مطحون و غيرها و غيرها من مئات الافتكاسات و الصفحات التى تحرض الطرف الآخر علي المرأة … و كما شرحت لكم سابقا نحن شعب يتأثر بالكلمة بالسمع و يعيش الدور و يطبقة و بعد ذلك تلحق بة الكوارث .. و لا شك أن ليس الجميع هكذا فهناك من لديهم عقل و حكمة و معرفة و وعى و أصحاب شخصيات قوية لا تتأثر بكل شيء او اى شىء (و عذرا لمن يستعمل مواقع التواصل الاجتماعى استعمالا مفيدا و هادفا فليس هذا المقصود هنا)
أخيرا يا عزيزتى و يا عزيزي عاوز اقول من كل ما سبق شوفى و شوف أهالينا حافظوا علي بعض ازاى .. شوفوا جدك و ستك و والدك و والدتك عاشوا 50 سنة ازاى كل حد فيهم عندة عيوب و مميزات و يمكن العيوب اكثر من المميزات و مع ذلك ميقدروش يستغنوا عن بعض بالرغم من مشاكل مختلفة و متنوعة علي مدار يوم بيومة خلال 50 سنة تعايش !! اليس حقا يستحقون تمثالا يخلدهم !!
الوسومنادر صبحى
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …