بقلم:أنطوني ولسن ـ أستراليا
عندما ينشأ أنسان على تربة أرض،تصير هذه الأرض وطنه وشرفه.يدافع عنها ويحميها بكل عزيز ونفيس.يموت لو اقتضى الأمر من أجل حمايتها من أي مغتصب أو دخيل.
أستراليا وطن حديث التكوين ليس له تاريخ قديم مارس فيه سكانه تجارب الحياة والعلاقات العامة بين الناس وبعضها البعض على أرضه أو بينه وبين جيرانه من دول عريقة لها تاريخها وحضارتها وتعاملها الدولي.
أستراليا،قبل أكثر من مائتي عام،كانت موجودة وكان عليها انسان أبروجيني وما يتميز به أنه مسالم يتعامل مع الطبيعة فقط،وقالوا أنه أيضاً هاجر من الهند على شكل اعداد قليلة واستقر على الأرض الأسترالية يرتحل من مكان الى آخر تابعاً طقوساً دينية من وحي الطبيعة وقسوتها.
الأن أستراليا اصبح لها شعب يسمى الشعب الأسترالي وأصبحت دولة لها وجود على الخارطة العالمية،ولها عَلَمْ يعرفه المجتمع الدولي.لها حكومة ممثلوها موجودون في العالم كله،ولها ما لكل دولة أعتُرف بها دولياً.زحف غير”الأنجلوساكسون” ليمثل مساحة بشرية لا يستهان بها.أرادت أن تنفرد بنظرية التعددية الثقافية وتفتخر بها بين الأمم،مسايرة بذلك النظام العالمي الجديد الذي ينادي أيضاً بالتعددية الثقافية العالمية.خاصة وهذه التكنولوجيا العظيمة التي جعلت من العالم قرية صغيرية.
لا غبار على هذا الكلام نظرياً ًلكن البلد المتزعم لهذه النظرية يحاول فرضها تارة بالقوة وأخرى بالأقتصاد والذي أعنيه هنا الدولة الأمريكية.ونسأل هنا،هل تطبق هذا النظام في بلدها وعلى أرضها وفي قوانينها؟ وهل الدستور الأميركي يشير في مقدمته الى هذه التعددية؟ أم يهتم بالأمريكان ووضع من أجل الشعب الأميركي؟!.على الرغم انها أتاحت الفرصة لكل راغب في العيش على أرضها.عاش كل مهاجر من مختلف الدول ومتعدد الثقافات والديانات.
طبقت انجلترا التعددية وامتلأت لندن بغير الأنجليزوأصبحت شوارعها كسوق عكاظ به أناس من كل حدب وصوب.نجحت أميركا في جعل انجلترا والشعب الأنجليزي دمية في يدها تحركها كما تشاء.بل أصبحت الظل الباهت.من كان يشاهد أفلام”الكاوبوي” ويرى البطل الذي كنا نطلق عليه اسم ” الشجيع” وتابعه الذي أيضاً كنا نطلق عليه”العبيط”،نراه صورة مجسمة في الشخصية الأمريكية وسياستها الخارجية.اميركا”الشجيع” البطل،وانجلترا الظل الباهت و”العبيط” التابع لها.وما محاولة الأتحاد الأوروبي الا محاولة خلق قوة اقتصادية تمكنها يوماً الوقوف امام القوة الأمريكية.
لكن أخيرا أستيقظت انجلترا لما جلبته اميركا بما يسمي التعددية الثقافية التي اختلط فيها الحابل بالنابل ،ورأت نفسها “انجلترا”فريسة لأصحاب الأغراض الأخرى التي يريد أصحابها احتلال انجلترا وجميع الدول الغربية وفرض قوانينها وسلطانها والتحكم في الشعب البريطاني والأوروبي فقررت الأنسحاب من الأتحاد الأوروبي واستقال رئيس الوزراء لأعتراضه على الأنسحاب.وتم تعين رئيسة وزراء جديدة.من المؤكد أن بقية الدول الأوروبية سوف تنسحب تدريجيا من الأتحاد الأوروبي وتعمل كل دولة على السيطرة على الموقف بما فيهم انجلترا للتصدي لهذه الهجمات الأنتحارية من جماعات داعش ومن على شاكلتها.لأن لا داعش ولا تلك الجماعات لها آي انتماءات للوطن الذي فتح الباب على مصراعيه وأحسن اليهم،فكان جزاؤهم قتل وسفك دماء شعوبهم دون رحمة أو شفقة غير تحقيق أهدافهم واحتلال البلاد.
اذن أميركا رجل الشرطة العالمي والقاضي والجلاد تعمل على جعل هذا العالم”العبيط”،التابع للبطل الأميركي “الشجيع”.لا شخصية لدول هذا العالم.تفتت البعض بأسم الدين،والبعض بالفتن الداخلية،والبعض تضربه با أرتداء ثوب التعددية”وهو اسم لا يشجع على وحدة الوطن”.
أستراليا مع الأسف الشديد يحاولون ارغامها على ارتداء هذا الثوب.فهل يعمل الرئيس المنتخب حاليا مالكوم ترينبل (Malcolm Turnbull) ويعرف جيداً أن التعددية الثقافية ما هي الا فخ منصوب للشعوب حديثة التكوين حتى لا يرتدوا ثوب الوطنية والأنتماء للوطن فيضيع الوطن ولا يكون هناك مستقبل لأبنائه؟!.
الوسومأنطوانى ولسن انطوانى ولسن
شاهد أيضاً
مهرجان الفوضى الخلاقة ؟
نجيب طـلال كــواليس الفـوضى : ما أشرنا إليه سلفا حول المهرجان الوطني للمسرح (؟)(1) اعتقد …