خسرت الأردن موهبة موسيقية أردنية في حادث تصادم سيارتين، على طريق المطار. عازف الجيتار الشاب شادي أبو جابر توفي مع أحد أصدقائه، وأصيب أربعة، وليس أكثر ألماً وفجيعة من هذا المصاب. يذهبُ الأولادُ في حماسة وشغفٍ إلى الحياة والآمال، ويودُّ أحدهم أن يُغيّر العالم بموسيقى وفرح وأحلام.، فينتهي بحادث مرور.
مات الفتى الوسيمُ، والعازفُ الموهوبُ، والمغني العذبُ، الذي احتفت به برامجُ فنية عدة، وكان أحد “نجوم الأردن” في البرنامج الذي رعته قناة “رؤيا” العام الماضي. كان يُغني باللغة الانجليزية، ويحلمُ أنْ يكون له ولبلاده صوتٌ وعزفٌ ونقشٌ مختلف. رعت عائلته الموهبة، والأمل، ومن نكبات الحياة أنّها تقيمُ الآن مأتماً، وتُصغي لتراتيل حزينة.
في عمق هذا الجرح والأسى، ومن بؤس هذه البلاد، أنْ تتضاعفَ خساراتنا بتذكير هذا الشاب وأهله أنّ الرحمةَ لا تجوزُ إلا على المسلمين. عائلة أبو جابر الأردنية المسيحية تقرأُ الآن على وسائل التواصل الاجتماعيّ كلّ العفن والظلام الذي زرعه دعاة الكراهية والقُبح والتكفير. ثمة من لم يجد في هذا الرحيل المفجع سوى التأكيد على أنّ “الفتى مسيحيّ لا تجوزُ عليه الرحمة”.
مَنْ لا يُصدّقُ هذه الكارثة، ومَنْ كانَ في شكّ، فعليه أنْ يقرأَ على الأقل التعليقات المنشورة على خبر وفاة شادي في موقع “رؤيا”. يقول أحدهم “احنا عندنا، وفي دينا المسيحيين على النار”. وهناك ما يُخجل الضمير، فلا يُكتبُ، ولا يُنقل.
تُسألُ الدولةُ ومناهجها ومؤسساتها الدينيةُ عن كل هذا الخراب. يُسألُ الدعاةُ، والخطباءُ. تُسألُ وزارة الأوقاف، ووزارة التربية والتعليم، عن كل هذه الأمراض، وعن هذه الشماتة الرثة، بموت فتى أردني، كان يغني، ويعزف الموسيقى.
لكنهم يموتون، ويعيشُ شادي. تظلُّ له، ولأهله المكلومين هذه البلاد، ولن تنسى صوته، وسترفعُ له الموسيقى إلى آخر الدموع.
الوسومأخبار الكنيسة الكنيسة
شاهد أيضاً
السلطات الألمانية تجاهلت سيدة حذرت من مرتكب “حادث الدهس في ألمانيا”
كتبت: أمل فرج فيما لا تزال مدينة ماغدبور، في ألمانيا تعيش وقتا عصيبا، تحت وقع …