جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
الكاتب محمد فخري جلبي
عندما تريد أن تتحدث عن الألم والمعاناة والقهر فبأمكانك أختصار تلك المفاهيم بكلمة واحدة .. حلب
عندما ترغب بأن تقرأ بصفحات التاريخ عن مدينة أجتمعت قوى الأرض على فناءها فلن تجد سوى .. حلب
عندما تجتاحك رغبة بالبكاء بلا أي سبب وتصاب بالكأبة المفاجئة فلا تنهك نفسك بالبحث عن محفزات لتبكي أو تستذكر حادثة مؤلمة جرت لك فقط قلب محطات التلفاز لتشاهد ماحل .. بحلب
عندما تستائين من وضعك الراهن وتثورين بضفائرك وأنوثتك بوجه القدر دون أن تلامسي النعمة التي تلازمك كظلك فأنظري مافعله هذا القدر الرديء بنساء حلب
عندما وعندما وعندما يحق لأنسان على وجه البسيطة أن يعاتب السماء على ماجرى له من بؤس وظلم دون أن تقترف يداه أي ذنب فلا يستحق تلك المرافعة الكونية أحد سوى أهالي حلب .
عندما يصبح للشقاء ديمومة وللكاتب أحزانه المليونية وعندما تضيق الأرض بمدنها وشؤاطئها وحدائقها على شخص هزيل حتى تكاد تقتلع أضلاعه من جسده فأعلم بأن ذلك المضطهد هو من مدينة حلب .
الجيش السوري ينقض على عناصر الجيش الحر الذين أخذو مهام ملائكة الأمطار وأبدلوا الأمطار بالقذائف ويفترسهم هناك في أوكارهم ، ويعود أؤلئك الثوار بشعار جديد الغضب لأجل حلب ليحاولوا أرجاع مراكز تجمعهم في بني زيد لأنقاذ حلب !! هنا تظهر سخرية القدر جلية واضحة وتبرز شريعة الغاب بين الوحوش غير مكترثة للفراشات والغزلان والحملان الوديعة وتتشابك الرؤيا وتختفي مسارات الهروب أمام أبناء حلب ؟؟ فإلى أين المسير ياعرب .. سؤال لا يجيب عنه أحد !!!!
