كريم كمال
بلغة سينمائية لا يتقنها احد غيرة تغوص في أعماق النفس البشرية ابدع المخرج الكبير محمد خان الذي رحل عن عالمنا امس اجمل مشاهد السينما المصرية بل العربية بحس فنان يعرف من خلال الواقعية ان ينقل الاحلام الي قلب وعقل المشاهد بحرفية عالية كتب من خلالها اسمه بين اعظم مخرجي السينما في العالم بإخراجه أفلام حفرت في ذاكرة كل مصري وعربي وقد ابدع خان منذ الفيلم الأول الذي اخرجة وهو ضربة شمس عام 1980م بطولة وإنتاج الفنان الراحل نور الشريف – نورا – ليلي فوزي – توفيق الدقن – نجوي فواد عن قصة وإخراج محمد خان
وسيناريو وحوار فايز غالي والفيلم يحتوي علي مشهد من اجمل مشاهد السينما المصرية عندما قابلت الفنانة ليلى فوزى < شمس > الفنان نور الشريف المصور لدى إحدى المجلات في سيارتها
وقامت بمساومته لتهريب الأثار بعد تصويرة بالصدفة لقصاصة ورق بها أرقام غامضة في احدي الافراح ولكنها قادته إلى اكتشاف عصابة لتهريب الآثار قبل ان يهرب منها وتبدا المطاردة في فيلم لم ينس الجمهور وحقق العمل نجاحا جماهيريا كبيرا، ونال خان عنه جائزة تقديرية ذهبية عن الإخراج الأول من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي كما حصل العمل على جائزة الدولة التقديرية .
ولد محمد خان في حي السكاكيني الشعبي بالقاهرة في 26 أكتوبر عام 1942م لأب باكستاني وأم مصرية وكانت نشأة خان في منطقة بها دار مكشوفة للسينما سببا في عشقه لها منذ صغره ومشاهدته للأفلام من شرفة المنزل وفي عام 1956م سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة المعمارية إلا أنه التقى بالصدفة بشاب سويسري يدرس السينما هناك وذهب معه إلى مدرسة الفنون فترك الهندسة والتحق بمعهد السينما في لندن
ولكن دراسته في المعهد اقتصرت فقط على الاحتكاك بالآلات ومعرفته للتقنية السينمائية أما مدرسته الحقيقية فكانت من خلال تعرفه على السينما العالمية في الستينات، ومشاهدته لكمية رهيبة من الأفلام ومعاصرته لجميع التيارات السينمائية الجديدة وشاهد أفلام الموجة الفرنسية الجديدة وأفلام الموجات الجديدة للسينما التشيكية والهولندية والأمريكية وجيل المخرجين الجدد فيها كما تابع أفلام أنطونيوني وفلليني وكيروساوا وغيرهم من عمالقة الإخراج في العالم وبالإضافة إلى هذه الحصيلة الكبيرة من الأفلام وأيضا تابع مدارس النقد السينمائي المختلفة مثل كراسات السينما الفرنسية والمجلات السينمائية الإنجليزية الأخرى
وهي بالفعل مدرسة محمد خان الحقيقية التي جعلته ينظر إلى السينما نظرة جادة ومختلفة عن ما هو سائد في مصر والعالم العربي .
وبعد ان أنهى دراسته في معهد السينما عام 1963م عاد إلى القاهرة وعمل في الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي تحت إدارة المخرج الكبير صلاح أبو سيف في قسم السيناريو مع رأفت الميهي ومصطفى محرم وأحمد راشد وهاشم النحاس ثم سافر بعدها إلى لبنان ليعمل مساعداً للإخراج مع يوسف معلوف و وديع فارس وكوستا وفاروق عجرمة وبعد عامين سافر مرة أخرى إلى إنجلترا حيث هزته هناك أحداث حرب عام 1967م حيث أنشأ دار نشر وأصدر كتابين الأول عن السينما المصرية والثاني عن السينما التشيكية وكان يكتب مقالات عن السينما وفي عام 1977م عاد إلى مصر وأخرج فيلماً قصيراً .
اخرج المخرج الراحل عدد من الأفلام السينمائية تعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية منها طائر علي الطريق عام 1981م بطولة الفنانين فريد شوقي – احمد زكي – امين الهنيدي – ميمي شكيب وقصة وسيناريو وحوار بشر الديك – فيلم موعد علي العشاء عام 1981م بطولة الفنانين حسين فهمي – سعاد حسني – احمد زكي وقصة محمد خان وسيناريو وحوار بشير الديك ومشهد النهاية يعتبر من أهم المشاهد في تاريخ السينما المصرية بين حسين فهمى وسعاد حسنى حيث اعترفت له أنها تحب شكري
وعندما طلبت الطلاق كانت تشعر بالخوف والرهبة من رد فعل زوجها الذى قام بضربها – فيلم الثأر عام 1982م بطولة بطولة الفنانين محمود ياسين – يسرا وسيناريو وحوار فايز غالي وقصة محمد خان وقد قدم خان في افتتاحية الفيلم شكر خاص لمدينة القاهر هي < إلى مدينة القاهرة وسكانها الذي لولاهم لما تحقق هذا الفيلم >
فيلم نص ارنب عام 1983م بطولة الفنانين محمود عبد العزيز – يحيي الفخراني – سعيد صالح – توفيق الدقن وقصة وسيناريو وحوار بشير الديك وقصة محمد خان .
فيلم الحريف بطولة الفنان الكبير عادل امام وتدور أحداثه حول فارس ( عادل إمام ) الذي يعمل بمصنع أحذية ويقيم بغرفةٍ على سطح أحد المنازل برفقة زوجته دلال وابنه الصغير ورغم حبهما الشديد لبعضهما البعض ينفصل عن زوجته بسبب هوايته المفضلة وهي ممارسة كرة القدم ( الشراب )
في الشوارع والساحات الشعبية مقابل المراهنات حيث يُفصل من عمله لإهماله الشديد ويحاول فارس العودة لزوجته لكنها ترفض ذلك فيعرض عليه صديقٌ قديمٌ يمتلك معرضًا للسيارات العمل معه فيوافق فارس ويعود لزوجته دلال ويواصلان حياتهما معًا لتربية ابنهما ويستمر فارس أيضًا في لعب الكرة ( الشراب ) ولكن تلك المرة بدون مراهنات والفيلم قصة وسيناريو وحوار بشير الديك – فيلم خرج ولم يعد عام 1984م بطولة الفنانين يحيي الفخراني – ليلي علوي – فريد شوقي – توفيق الدقن – فيلم مشوار عمر عام 1986م بطولة الفنانين مديحة كامل – فاروق الفيشاوي – محمد رضا – زهرة العلا – احمد بدير – ممدوح عبد العليم عن قصة محمد خان ورؤوف توفيق وسيناريو وحوار عاصم توفيق – فيلم عودة مواطن عام 1986م بطولة الفنانين يحيي الفخراني – مرفت امين عن قصة عاصم توفيق – فيلم زوجة رجل مهم عام 1988م بطولة الفنانين احمد زكي – مرفت امين عن قصة وسيناريو وحوار رؤوف توفيق – فيلم أحلام هند وكاميليا عام 1988م بطولة الفنانين نجلاء فتحي – فاروق الفيشاوي –
عايدة رياض وقصة وسيناريو محمد خان وحوار مصطفي جمعة – فيلم سوبر ماركت عام 1990م – بطولة الفنانين نجلاء فتحي – ممدوح عبد العليم – عادل ادهم – عايدة رياض وتأليف محمد خان وسيناريو وحوار عاصم توفيق – فيلم مستر كاراتيه عام 1993م بطولة الفنانين احمد زكي – نهلة سلامة وقصة وسيناريو وحوار رؤوف توفيق .
فيلم يوم حار جدا عام 1993م بطولة الفنانين شريهان – محمود حميدة – محمد فواد عن قصة وسيناريو وحوار محمد خان وزينب عزيز – فيلم أيام السادات بطولة الفنانين احمد زكي – مرفت امين – مني زكي وقصة وسيناريو وحوار احمد بهجت ويتناول الفيلم قصة ويتناول الفيلم قصة حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات – فيلم كليفتي عام 2004م بطولة الفنانين باسم سمرة – رولا محمود – سناء يونس – خيري بشارة وقصة وسيناريو وحوار محمد خان وناصر محمد علي وهو فيلمه الوحيد المصور بتقنية الديجيتال – فيلم بنات وسط البلد بطولة الفنانين هند صبري – منة شلبي – خالد أبو النجا – محمد نجاتي – ريكو وقصة وسيناريو وحوار وسام سيلمان – فيلم في شقة مصر الجديدة عام 2007م بطولة الفنانين غادة عادل – خالد أبو النجا وقصة وسيناريو وحوار وسام سليمان – فتاة المصنع بطولة الفنانين ياسمين رئيس – هاني عادل – سلوي خطاب – خيري بشارة ومن تأليف وسام سيلمان – فيلم قبل زحمة الصيف عام 2015م بطولة الفنانين ماجد الكدواني – هنا شيحة والفيلم فكرة محمد خان وتأليف غادة شهبندر وشارك المخرج لكبير الراحل بالتمثيل في فيلم عشم عام 2013م من تأليف وإخراج ماجي مرجان .
وحصلت أفلام محمد خان على جوائز من مهرجانات عالمية منها جائزة التانيت الفضي وجائزة أفضل ممثل ليحيى الفخراني عن فيلم خرج ولم يعد من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي 1984م وجائزة السيف الفضي وجائزة أفضل ممثل لأحمد زكي عن دوره في فيلم زوجة رجل مهم من مهرجان دمشق السينمائي الدولي 1987م وحصل فيلم أحلام هند وكاميليا على جائزة أفضل ممثلة لنجلاء فتحي في مهرجان طشقند الدولي بالاتحاد السوفييتي م1988
وحصل فيلمه فتاة المصنع على جائزة الصحافة الدولية لأفضل فيلم روائي طويل من مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته العاشرة وكانت اسعد اللحظات في حياة محمد خان حينما وافق رئيس الجمهورية علي منحة الجنسية المصرية عام 2013م بعد محاولات مريرة استمرت لـ40 عاما .
أيام محمد خان هي أيام الابداع والموهبة لعاشق للفن الذي قدم من اعمال خالدة في تاريخ السينما المصرية والعربية … رحم الله المخرج الكبير والمبدع محمد خان عاشق السينما وعاشق مصر .