الإثنين , ديسمبر 23 2024
ماجد ملاك

سيسي طيب اجودعان .

بقلم ماجد ملاك
سيناريو غريب هذا الذي انتهي اليه الانقلاب العسكري التركي علي الرئيس التركي الاردوغان. فهذا الرئيس يظهر الآن كأنه بطل الابطال والفاتح العثماني الجديد “الاردوغان الكبير”، ولا اعلم من اين يستمد هذه البطولة الوهمية، فهو في بداية الانقلاب قد حاول اللجوء الي المانيا فرفضته، وتناثرت الاخبار انه يحاول اللجوء الي بعض البلدان الاخري والتي رفضته ايضا، فرجع الي اسطنبول معقل شعبيته بعيدا عن العاصمة انقرة وهي مركز الاحداث بعدما لم يفلح في الهروب.
و كلمة “انقلاب” ربما يفسرها البعض بمفهومها السلبي، رغم انها في حالات كثيره لها اكثر من مفهوم ايجابي، فهي احيانا قد تعبر عن الانقلاب علي الظلم، والانقلاب علي الديكتاتوريه الغاشمه، او الانقلاب علي الجهل والتخلف، او الانقلاب علي القمع ، او ..او .. او..

ثم من قال ان الانقلاب علي الشرعية هو دائما تصرف غير محمود، فالشرعية احيانا تصبح اطارا رسميا خادعا، ظاهره ارادة الشعب وباطنه التزوير و الظلم والقهر والاستبداد والارهاب.
وفي رأيي ان محاولة الانقلاب الاخيره علي الرئيس التركي هي محاولة سامية من رجال وطنيون، ضاقوا ذرعا بالدولة الارهابية التي نشأت علي يد الرئيس الحالي والذي يحلم بامجاد الماضي و يسعي الي توسيع دولته العثمانيه بفكرها الارهابي مدعما من بعض القوي العظمي، ولذا، فبدلا من ان يركز علي حقوق شعبه بمختلف فئاته وانتمائاته، ظل يلهث وراء التربيطات الدولية والتي جرته الي دعم داعش الارهابية والقضاء علي سوريا والعراق واخيرا التطبيع الرسمي مع اسرائبل.
والعجيب انه يوجد البعض من شعبه الذي يدعمه ويدعم فكره الارهابي، لذا فمحاولة الانقلاب الاخيرة هي بلا شك محاولة وطنية لها اهداف نبيلة وسامية، وبالطبع تلقي معارضة من الدول العظمي الداعمه لفكر الرئيس التركي، ومهما كانت اسباب فشل الانقلاب، سواء كان انقسام الجيش كما يزعم البعض، او قوات جوية من دولة اخري قد اسقطت وهددت السلاح الجوي التركي كما يزعم البعض الآخر، سواء هذا او ذاك، فقد ظهر الاردوغان بصورة اكثر جبنا و اكثر استبدادا واكثر قمعا واكثر ظلما …
وفي تقديري، ان هذا الحال لن يدوم طويلا ، فعموم الشعب المثقف المتحضر لن يصمت طويلا، وحتما سيثور ثورة تاريخية علي الاستبداد والظلم، وسيقود هو الانقلاب علي رموز الارهاب والاستبداد، وسيحملون جنود جيشهم علي الاعناق يوما ما بعد ان كُسرت هيبتهم من بعض الجهلاء والمرتزقه، وسيفوضونهم في ادارة شئون البلاد الي ان ينتخبوا رئيسا وطنيا مخلصا حقيقيا يمثلهم، وسوف ينحاز الجيش الي الشعب مرة اخري مهما كان انتمائهم ومهما اعتقد الاردوغان انه ذكي باعفاء القيادات واحلالهم بقيادات اخري يُمَني نفسه بولائهم اليه، وسوف يظهر سيسي وطني مخلص جديد، قد يكون اسمه هذه المره “سيسي طيب اجودعان”!!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.