بقلم: أنطوني ولسن ـ أستراليا
الحب، هو البساط السحري الذي يطير بك إلى الأعالي؛ فلا ترى إلا الجمال، ولا تشعر إلا بالحنان، ولا تستمتع إلا بالحياة!
الحب، هو الاكسير، الذي يعطينا الدفعة القوية لمجابهة صعاب الحياة، ونكباتها. وهو الدواء لكل داء ينخر في النفس البشرية، ويجعلها: تحقد، وتحسد، وتكره، وتقتل، وتدمر!
من يحب؛ يشعر أنه قريب جداً من الله؛ لأن الله محبة، وبالمحبة خلق الله الإنسان؛ ليعيش في المحبة!
الحب الحقيقي، هو الحب المعطي بلا حدود، وبلا معايرة، وهو الذي يجعل من المحبوب، قلباً مملوءاً بالوفاء، والإخلاص، والتضحية!
عندما أحبَ الله الإنسان، هذا المخلوق الضعيف، ضحى بنفسه أخذاً شكله، ومعلقاً فوق صليب العار، سافكاً دمه الذكي، مخلصاً اياه من موت محقق هو أجرة الخطية “هكذا أحبَ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له حياة أبدية”!
الحب اذن، هو أسمى الصفات التي يمكن للإنسان أن يتحلَى بها، فيقوم بأعظم المعجزات التي لا يستطيع القيام بها بأعماله أوايمانه.هكذا تقول الآيات في الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس الأصحاح 13 والتي نقرأ منها:
” ان كنت اتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطنْ أو صنجاً يرنْ . وان كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وان كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس محبة فلستُ شيئاً.
وان أطعمت كل أموالي وأن سلمت جسدي حتى أحترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئاً. المحبة تتأنى، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء…”!
في آخر الأصحاح، نقرأ: “أما الآن فيثبت الأيمان والرجاء والمحبة. هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة”!
أما السعادة، التي يبحث الناس عنها كثيراً، ويظن بعضهم انها في المال، ويظن أخرون أنها في البنين، وتظن مجموعة من البشر، أنها في السلطة والجاه، بل قد يظن الشواذ من البشر انها في التعنْت والصلف واستعباد الناس وإذلالهم؛ فيجدون في هذا العمل سعادة لنفوسهم السقيمة المريضة.. فهي ليست السعادة!
السعادة، ليست بين الأشياء الزائلة الفانية المادية، وليست فيما حولنا.. أنها موجودة بداخلنا.آي أنها قريبة جداً من كل واحد فينا!
كيف يكون هذا، والإنسان يلهث ويجري ويموت دون الحصول على السعادة التي بداخله؟!
السبب بسيط.. انه لم يفكر أبداً فيما يمتلك هووليس غيره. لو فكر الإنسان في ما انعم الله عليه به؛ لشعر بالسعادة. لكنه يقلل من شأن عطايا الله له، ويجد في العطايا التي يعطيها الله للآخرين سعادته.يتعذب الإنسان ولا يستطيع الحصول على ما مع الغير.ولا يستطيع الأستمتاع بما بين يديه. لقد صدق اجدادنا، عندما قالوا: “القناعة كنز لا يفنى”.
نرى، ذلك، في حادثة الغني الذي ذهب للرب يسوع، وسأله في انجيل مرقس الأصحاح العاشر22ـ17: “وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية. فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحاً ، ليس أحد صالحاً الا واحد هو الله. أنت تعرف الوصايا: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تسلب، اكرم أباك وامك. فأجاب وقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فنظر اليه يسوع وقال له: يعوزك شيء واحد.. اذهب بِعْ كل ما لَكَ واعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالَ اتبعني حاملاً الصليب. فأغتمَ على القول ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة!
الوسومانطوانى ولسن