تغطية : مدحت عويضة
جالية صغيرة العدد كبيرة التأثير استطاعت أن تفرض وجودها علي المجتمع الكندي، وأن يكون لهم تواجد اجتماعي بثقل يفيق عددهم اضعافا مضاعفة.
يقودهم رجل شاب منفتح يحمل ثقافة موطنه الأصلي بكل ما فيها من جمال ومرح وبهجة ويحمل الثقافة الكندية بكل ما فيها من حب النظام واحترام الكبير والصغير، فتح قلبه للكل بدون كبرياء لم يبني عداوات مع أحد بل أحتضن الجميع لم يحارب أحد بل ساعد الكل، فأحترمه الجميع وقدره الكل وبجله المجتمع الكندي بأثره أنها الجالية اللبنانية الكندية وأبونا شربل صناع النجاح اللبناني علي أرض كندا.
في المهرجان اللبناني الذي يقام للعام الرابع علي التوالي في كندا وتحديدا في مدينة ميسيساجا والذي أصبح المهرجان أحدي علامات المرح الصيفي في المدينة وأصبح فرصة للجاليات العربية لبنانين ومصريين وعراقيين وسوريين وغيرهم للقاء والتجمع في ستريت فيل بميسيساجا، كما أصبح المهرجان فرصة للأسر الكندية لقضاء وقت جميل يتمتع فيه الجميع ويمرح فيه الصغار ويتعرفون علي التراث اللبناني الفني بما فيه من بهجة وجمال ورقي.
من الوهلة الأولي يشد انتباهك حفاوة الترحيب من المتطوعين والذي أرتدي البعض منهم بعض الأزياء اللبنانية الشعبية ، بينما أرتدي الباقون تي شرت أبيض موحد صمم خصيصا للمهرجان، زرت كثيرا من المهرجانات الشعبية وشهادة للحق لم أجد احترافية ورقي في التعامل كما وجدتها في المتطوعين في المهرجان اللبناني شباب وبنات صغار ورجال ونساء جمعهم شئ واحد حبهم لمار شربل ورغبتهم الصادقة في إنجاح مهرجانهم وإعطاء صورة جميلة عن لبنان وطنهم.
فقدموا خدمة ممزوجة بقمة في الأدب والذوق والأخلاق وقاموا بحل كل مشكلة تقابل زوارهم من أجل أن يستمتع الزائر بكل ثانية في مهرجانهم. وهنا أحكي موقفا شخصيا سيظل عالقا بذهني كثيرا، حيث ذهبت لشراء قهوة لأصدقائي وعند عودتي سرت بخطي هادئة وهنا أقترب مني شخص من المتطوعين ليعرض مساعدته في حمل القهوة معي، شكرته جدا مع خجلي منه أن يحمل رجلا في الخمسينات من عمره القهوة لي ولأصدقائي أوصلني حيث أجلس فشكره الجميع، عند نهاية اليوم ذهبت له وشكرته وعرفت أن اسمه جاكوب.
شربل باسيل أحد المتطوعين في المهرجان وهو صديق شخصي سألته عن سر الاحترافية الشديدة في أداء المتطوعين فقال هي كلمة واحدة ” الحب” فكل فرد فينا يعمل بحب من أجل انجاح المهرجان لا يوجد بيننا كبير ولا صغير فالكل واحد ونحرص أن نقدم خدمه للجميع بنفس المستوي للكل رجال نساء اطفال شيوخ. نحرص علي تقديم أجمل صورة لجاليتنا ولوطننا لبنان.
المهرجان جذب السياسيين الكنديين فحضرت عمدة المدينة كما حضرت كيلي ليتش المرشحة لرئاسة حزب المحافظين علي المستوي الفيدرالي وبوب ديكارت مساعد وزير الخارجية السابق، وحضر عدد كبير من أعضاء مجلس المدينة وفي نهاية المهرجان تفاجئ الجميع بحضور باتريك براون زعيم حزب المحافظين بمقاطعة أونتاريو والذي قال أنه عائد من زيارة للبنان وتكلم عن حفاوة شعب لبنان وعن جمال لبنان وأبدي اندهاشه بروعة المهرجان ثم قام برقص الدبكة اللبنانية مع الحضور علي أنغام الموسيقي العربية.
المطرب “وائل فياض” أشعل الساعات الاخيرة للمهرجان بصوته القوي الجميل وكان سببا في أن الكل رقص الدبكة اللبنانية، وألهمني بكتابة عنوان التقرير حيث رأيت الجميع من مختلف الجنسيات يرقص “دبكة لبناني” علي الأغاني اللبنانية، استمر في الغناء وائل عدة ساعات وبنفس القوة التي بدء بها الغناء. وقام بتلبية رغبتي عندما طلبت منه أن يغني شيئا مصريا لنرقص “مصري شوية” من نفسنا حيث كان هناك عدد كبير من أبناء الجالية المصرية، كما غني أغاني عراقية أيضا من أجل عيون الجالية العراقية المتواجدة في المهرجان.
نجح المهرجان اللبناني في جلب أكثر ألاف الزوار كما نجح في جمع 120 الف دولار خصصت للمساهمة في يناء كنيسة مار شربل بميسيساجا والتي لا زالت تحت التأسيس.
في النهاية أتقدم بعميق الشكر للجالية اللبنانية ولكنيسة مارشربل بميسيساجا وراعيها أبونا شربل ولكل فرد من المتطوعين الذين ساهموا في هذا المهرجان الرائع وأتمني لهم دوام النجاح والتوفيق في مهرجانهم الذي كان سببا في إسعادنا وقدم صورة مشرفة ليس للجالية اللبنانية فقط بل وجميع الجالية الشرق أوسطية.