الجمعة , ديسمبر 20 2024

لماذا سجنت زّخّات الغَيم (9)

-1-
غيمتك الشتوية

يسدل الليل علينا ستائر غيمته، يغطينا فيكفكف غربتنا، ليدع للقلب نافذة زرقاء تطل منها إليك حدقتي عيوني . و طرقات مملوءة بأوراق تشرين المبعثرة حيث اللامكان، وإطلالات الكلمات المخبوءة عند صفحات ليالينا الموجوعة. أتوارى فيك خلف صمت يلملم فيه كأس أحزاننا.
أعود إلى لماك كلما إشتقت إليك من جديد ، لتلتحف سمائي عيونك، تلثمها في بعاد الغربة وظلنا في سهاده يحرس حلمنا، حلم يراود فيعود ولا يموت ، تعانقنا فيه الأيام كلما تاقت لنا فعاودتنا الأوجاع الصامتة. أريدك، فتستيقظ مدينتي كلما ألتهجت صومعة نبضاتي بمزامير أنشودة مطرك، ونفحات عطرك . لنتلو صلوات شغاف اللهفة ونمارس طقوس الخشوع عندما تدق فينا أجراس الرهبة.
وطاولة لا تحمل إلا عطرك ، ومقعد مقابل يحمل رسمك. وحدك كنت في البعاد تلجم خطوات رمالنا، فتشدنا للنسمات المجنونة حين تباغت احداقنا . وحبل سُرّي مبلل بعرقك وإفاضتي إليك و ما بقيّ من دمانا. أشتاقني فيك فتنتابني، حين يسكنني شوقك، تتغلغل لدفء ثيابي الشتوية المرصعة بنجوم قبلاتك فأسدل عليك خصلات شعري. يتدلى عقد نرجسك ونعومة خزامى شامك على صدري حتى أطرافي.
و حين يصيح الديك يصير حبك جنتي النائمة وشهد فاكهتها فتتدحرج حباتك بين نهدي النعومة. وخِدرك المتغلغلة مائه، تجري بعروقك فتروي منبتي ومسامات تربتي.
ஜ۩۞۩ஜ
-2-
أحبني فيك…

أحبني كما يليق بحب العاشقين أن يصير أبدا. أحبني كما يفعل دمي بين صمتك وزوبعة غواياتك، وتناغم هذياني فيك، فتعيدني لحنان ذراعيك فالعطر عطرك. لم تشتهي قلوبنا يوماً دورب النسيان. أحبني بكامل وعيك فتناعمني هزاتك، فلسنا بخاراً يظهر فجأة فيضمحل وتتكسر رذاذه لسنا أنوار تتلألأ ثم تتلاشى في المدى. فلك الأضواء اللامتناهية ندور في خمرها كذرات تتجمع وتتلاشى.إقترب لتأخذني في فيض رائحتك.
بعد أن تفشى الصمت ببوحه وعبر بوابات جوع تتردى على مصراعيها. ضع في يديّ كمشة نبضاتك، فقد عشت عمري أحلم بلحظات تجمعنا، توحدنا ، تصهرنا. أن يصير وجهك متوهجاً يطارح حبي. فيروق لي هطولك في جداول ظمئي .
توقظني فأمنحك ندى فجري فترتشف غوايتك عرق الحواس. لتضرم بلهيبك أجراس أبراجي. يشقني شعاع ضوئك كلؤلؤة عند مطلع هزة حمرة فجرك. فتحت قمرك يفوح ليلنا بعطر جسدك. تطلق شعري من بين ذراعيك ومن غسق عطرك فأطفو في عذب مذاق نهرك.
يدركني صباحك يا مليكي فقد ضاجعت هزاتك ليلي فخبئتني بين غيوم ليلك حتى راقصت موسيقاك حضن أوجاع مسامات ليس لها عنوان.
ஜ۩۞۩ஜ
-3-
مفردات آخر الليل
….
دمي يسير إليك
في مساربنا
حيث يهادنني غيث قُبلاتك.
ننسج بأنين العيون ،
مفردات الملحمة
حين يباغتني
عنفوان شططك،
تحممني بشلالات نهرك.
.
تذوب قطراتك،
في وعورتك المشتعلة
تمتزج بكأس الرمان.
مازلت تراود
ألوان الوردة
عن نعومة وريقاتها
وغصنك الميّاس ،
يفك أزرار لهفتها.
.
تخاتلها إشتياقاتك،
تعبر رموشها
فتكحل عيونها
بمكاحيل ألغازك،
وسهو أرجوحتك.
تسكب عطر أغصانك
بين أناملها وحضنك،
و ترانيم الحمام
تغرد فوق زبد بحرك

“بقلم نانا جاورجيوس “

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.