بقلم : حبيب عبد النور
حادث نيس حادث بشع فظيع و مؤلم شنيع تهتز له الأبدان و تنفطر منه القلوب و تشجبه الفطرة السليمة و تستنكره بشدة الأديان و تنبذه العقول و لا يقره حتى شخص يملك مثقال ذرة من إنسانية فهذا المقدار كفيل لإبراز تعبيرات الصدمة و ملامح الذهول حيال رؤية مشهد قاسي فحواه الدماء المتناثرة و الأشلاء الممزقة و الجثث المهشمة نتيجة ممارسات بربرية عنيفة و أفعال همجية آثمة ارتكبها شخص ذو طبيعة بهيمية غوغائية معدومة من نوازع الرحمة و أبسط المشاعر الآدمية فحتماً و بلاشك سجيته مصبوغة بالدموية و كينونته غارقة بمستنقع الإجرام الذي دفعه حثيثاً لإزهاق أرواح الأبرياء بدم بارد و نفس سادية متطرفة مريضة باعمال القتل و التخريب و نشر الفوضى العارمة دون وجه حق فمهما كانت أسباب العدوان و الكراهية و دواعي الثأر و الحيثيات الإنتقامية لا يغفر هذا تصرف إرهابي غادر يتم فيه دهس مواطنين مدنيين بشاحنة نقل لمسافة وصلت ٢ كم إبان إحتفالهم بالعيد الوطني لبلادهم وهم في حالة من البهجة و السرور و السعادة ثم تٌفسد عليهم فرحتهم بمجزرة وحشية أودت بحياة ٧٧ شخص ما بين أطفال و نساء و عجائز و أصابت مائة آخرون ليٌسجَل بصدد هذا جريمة نكراء في حق الإنسانية جمعاء . فأتمنى ممن يتشدق بمبررات الإمتناع عن إبداء الحزن و الآسف لضحايا هذا الحادث على الأقل يحتفظ بما تبقى لديه من إنسانية و لا يثير موجة هوجاء من الشماتة و التشفي لأسباب عنصرية بحتة تٌنافي القيم و الأخلاقيات النبيلة فنحن نختلف مع زعماء الدول و الحكومات و قادة الجيوش و نظهر لهم الخصومة نظير بغيهم وطغيانهم علينا لكننا نرفق خيراً بالشعوب الخاضعة تحت حكمهم و نعاملهم بمشاعر الود و التسامح ما دام لم يٌناصبون لنا العداء فلا حرج من توطيد معهم علاقات يسودها جو من الألفة و الإحترام و التقدير المتبادل حتى نرتقي و نسمو بمفاهيم الحب و التسامح و السلام و بناءاً على ذلك حري بنا ألا نرضى بإقتراف جرم كهذا في حقهم خاصة إنا كنا نستوطن بلاد مبتلية بمثل هذه الجرائم المقززة وأشد فيجب أن نٌحسن التعامل مع مآسي الأبرياء حتى نكسب تعاطف ذويهم في محنتنا .
الوسومحبيب عبد النور
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …