الأحد , ديسمبر 22 2024
مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا

رؤساء مصر وملف الأقباط

مدحت قلادة

يختلف العديد فى تصنيف رؤساء مصر تجاة ملف الاقباط الا ان هناك خطوط مشتركة وهامة سوف نذكرها ليس للتاريخ فحسب بل ربما تقود قادة مصر الحاليين الى قيادة سليمة وعدل تجاة ملف الاقباط الذين ضحوا لاجل مصر وقدموا كل شيء لانقاذ بلدهم على امل غد افضل الا ان الامل كان سرابا وحلما جميلا و استيقظ الاقباط على كابوس.

 

الرئيس جمال عبد الناصر

 بعد انقلاب ( ثورة ) 1952 كان اول المضارين هم الاقباط فاممت ممتلكاتهم وتم تدمير اقتصاد مصر القوي فى فكرة العروبة والحروب الخارجية ودخلنا فى حروب دينكوشوتية ووهم العروبة الزائف الذى استنفذ مقدرات الوطن هذا الوهم الذى دمر مصر للان وقادها للتخلف والتاخر ولم يهتموا بكلمات فاقد البصر حاد البصيرة الدكتور طه حسين الذى ذكر ان امتداد مصر شمالا للتقدم وليس شرقا للتخلف.

وكان ملف الاقباط تابع لرئاسة الجمهورية وليست للاجهزة الامنية فكان الظلم محدود والعلاقات جيدة مع البابا كيرلس السادس وكانت علاقة دافئة ولم تكن هناك اعتداءات عديدة فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر خاصة بعد حادث المنشية 1954 الذى اظهر خيانة وغدر التيارات الدينية.

 

الرئيس ” المؤمن ” محمد انور السادات

الذى مثل مصر فى مؤتمر الاسلامى بجدة وصرح بان الاقباط خلال عشر سنوات سوف ينتهون الى ان يهاجروا خارج مصر او يصبحوا ماسحى احذية ولذلك عين وزير الهجرة البرت برسوم و سلم ملف الاقباط لامن الدولة على اعتبارهم قتلة ومجرمين وخطر على الامن العام.

لم يكتفي السادات بذلك بل سعي لضرب الناصريين واليساريين فمكن الجماعات الدينية الارهابية جهاديين واخوان وجماعات اسلامية مصر فنشروا القتل والارهاب فى ربوع مصر خاصة فى اسيوط والمنيا الى ان نال جزاءه العادل بحصدة يوم عرسة برصاص خارق حارق واستحق اللقب رئيس قاد الحرب اقام السلام واخيرا ذبح على الشريعة بالطبع التى للجماعات الارهابية.

كان السادات مخادعا واصطدم ببابا الاقباط قداسة البابا شنودة الثالث بل حاول اغتيالة وسحب اعتراف الدولة المصرية بقداستة ولكن هذا كان شكليا للاقباط لان منصب البابا ليس اختيارا بشريا ، واراد السادات تغيير الدستور المصري ليملك مصر مدى الحياة فغازل الاسلاميين وتم تغيير المادة الثانية بان اصبحت” الاسلام المصدر الرئيسي للتشريع”. هذه المادة التى تعد ضد حقوق الانسان وتقف عائق امام تحويل مصر الى دولة مدنية.. فحصد مبارك ما خططة السادات لنفسة وتملك مصر خمس فترات متتالية.

الرئيس حسني ميارك

منذ الوهلة الاولى اخذ يغازل التيارات الدينية فترك قداسة البابا واحد واربعين شهرا فى الدير بينما اخرج جميع قيادات الجماعات الارهابية فى عامة الاول وترك البابا تلك المده ارضاءا لهم ، تميزمبارك بانه عنيد فلم يصحح مسارة اطلاقا وترك ملف الاقباط في حوزة جهاز امن الدولة على اعتبارانهم مجرمين وخطرين على الامن القومى وشهد عهد مبارك العديد من الاحداث الدامية المحفورة فى قلوب وذاكرة الاقباط مثل حادث ابو قرقاص وقتل الرهبان و الكشح 1 و الكشح 2…والعمرانية ثم اخيرا مذبحة كنيسة القديسين التى كانت بداية النهاية لعهد مبارك الذى هادن الاخوان والجماعات الدينية سلفيين وجهاديين.. المبرمجين بخطط امن الدولة الى ان غدر به ورحل غير مأسوف علية.

محمد مرسي العياط

 كان خيال ماّتة بينما الحاكم الفعلى هو مكتب الارشاد وفى عهدة هوجمت الكاتدرائية من السلفيين لاول مرة و حملوا صور قداسة البابا بكل تهكم محاولين النيل منها بتأييد وتعضيد الاجهزة الامنية وكان قمة الفاشية الدينية من اضطهاد وتنكيل للاقباط.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي

 تقلد قيادة مصر بعد ثورة شعبية لطرد الفاشين من حكم مصر جماعات الاخوان المسملين وقام الاقباط بدور عظيم للحفاظ على مصر والدفاع عن الدولة المصرية مضحيين بكنائسهم التى حرقت منها 85 كنيسة و 970 منزل و 16 صيديلية و3 مراكب نيلية وعشرات الشهداء من الاقباط

على امل غد افضل وبدا التغيير بزيارة الرئيس السيسي بزيارة الاقباط فى كنيستهم للتهنئة بعيد الميلاد ولكنها تغييرات شكلية لم يصاحبها تغييرا فعليا فى جوهر وسياسة الدولة تجاة الاقباط بل تم استبدال الاخوان بالسلفيين.. بل وبعد طلب الرئيس السيسي تجديد الخطاب الديني للازهر ورجاله حدث العكس فتم التعنت فى استخدام قانون ازدراء الاديان وقبض على العديد من الاقباط وحكموا ظلما و كانت الطامة الكبرى تعرية السيد القبطية السبعينة سعاد ثابت وتهجير الاقباط فى العامرية والمنيا وبنى سويف وغيرها فى عهد السيسي بل مازال ملف الاقباط مسلم للاجهزة الامنية لتسلك نفس المسلك المعيب وتضطهد وتقبض على الاقباط ليرضخوا للصلح العرفي ولتضيع هيبة الدولة لصالح التيارات السالفية داخل وخارج الاجهزة الامنية والتنفيذية بتعضيد رعاية دول الجوار.

اخير قدم الاقباط الكثير لاجل مصر وامنها ولكن الدولة المصرية ورئيس الجمهورية يستمرون فى نفس مسلكهم المعيب وتستمر الاجهزة الامنية فى تقنيين الدولة الدينية ويستمر الازهر فى نشر الافكار المتطرفة ولذلك لا يجب ان نتوقع بتحسن فى ملف الاقباط فى عهد السيسي لان الاجهزة الامنية هى الممسكة بزمام الملف وتحكم بنفس المنهج العنصري و تعتبر الاقباط اعداء بينما الاعداء الحقيققين هم من يصفون ويغتالون يوميا رجال الشرطة.

انتظر الاقباط تغييرا حقيقيا ولكنه كان سراب بل كابوس من واقع الاحداث..

 

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.