أنها ظاهرة تعد من اسوء الظواهر السرطانية في مجتمعنا هذه الآونة الا وهي ظاهرة التحرش أو السرطان اللا أخلاقي هذه الظاهرة التي أثارت غضب الكثير في واقعة هي أبشع مما رأيت الأعين واقعة التحرش بفتاه بالتحرير أمس حيث قام بعض من الذئاب معدومي الاخلاق والضمير بتجريد الفتاة من حيائها ومن ملابسها قد تكون هذه الظاهرة ليست الأولي وليست الأخيرة من نوعها الا وان ما حدث بالأمس وفي حفل تنصيب الرئيس بميدان التحرير هو جريمة بكل المقاييس جريمة يندي لها الجبين
لكن ما لفت نظري وجعلني اشعر بغضة ومرارة اين كان الجميع وقت الحادث ؟! فكيف يقوم هؤلاء الذئاب بالفاعلة الفاحشة وسط جموع ووسط تلك الإعداد الهائلة التي كانت بميدان التحرير وحدث ما حدث ولم يحرك ساكنا لمن تواجدوا في الميدان الذي شهد دم الشهداء الذين ماتوا من اجل ان يعيش أناس لا تستحق العيش
انها الكرامة التي امتهنت انها كرامة مصر أجمعها لان أي فتاة او امرأة مصرية هي عرض كل رجل مصري وكرامته فاين ذهبت النخوة والشهامة أيها الشعب كيف جرؤ هؤلاء الكلاب على انتهاك اعراضكم وأمام اعينكم
بكل اسف لا يستحق أي شاب او رجل هذا اللقب ومازالت نساء مصر تمتهن كرامتهم وتغتصب ويخدش حياؤها امام مري ومسمع من الجميع
انها مصر التي اغتصبت بالأمس انها مصر التي تم التحرش بها انها بلدكم وعرضكم الذي تم التفريط فيه
إذا كنتم يا رجال مصر غير قادرين على حماية عرضكم فماذا تنظرون ولعلكم تدركون أن اليوم الدور آت على امهاتكم واخواتكم وزوجاتكم ان لم تقفوا وقفة رجل واحد ضد هذه الظاهرة فتأكدوا بأن الدور آت لا محال
وبالنقيض أنا لا أريد من الدولة سن قوانين وحبرا علي ورق أريد من الدولة المصرية ذات الهيبة والكرامة قانونا مفعل وأنا كمصرية انتظر رد فعلا قوي من دولتي لرد كرامة تلك الفتاة ورد كرامة كل سيدة مصرية قد يأتي عليها الدور لاحقا انتظر عقابا رادعا لهؤلاء الكلاب وأريد بتر تلك الأوبئة السرطانية من مجتمعنا
أريد ان تتبرأ مصر من هؤلاء الطفيليات المنتشرة في ربوعها وطرقاتها أريدها مصر النظيفة غير المدنسة أريدها خالية من جراثيم انتشرت بقوة دون رادع لها ودون معاقب او مجرم
الي متي ستظل الفتاة المصرية حبيسة فاقدي الاخلاق ومعدومي الشهامة والكرامة الي متي ستظل رهينة القوانين والتشريعات الي متي ستظل مختبئة تحمل وصمة عار كونها أنثي ضعيفة لا تستطيع الحصول على حقها
الموضوع أكبر من ذلك انها ليست ظاهرة فحسب انها قضية اخلاق ووعي وشهامة ونقص تشريعي وبين هذا وذاك تحبس المرأة المصرية أنفاسها في انتظار من يعيد لها هيبتها وكرامتها
فهل من مستجيب فهل من دولة قوية وقانون رادع وشباب ورجال يتقون الله في نساء وطنهم
فمن لم يستطع الحفاظ على عرضه لا ينبغي له ان يرفع رأسه ويدعي الرجولة وان لم يكن هناك دولة قوية ترعي حقوق نسائها وتعيد كرامتهن لا ينبغي لها ان تعد بين الأمم
كرامة مصر من كرامة نسائها
فيا كل امرأة امتهن حقها على أيدي معدومي الكرامة والأخلاق الان جاء دورك انت تجاه نفسك قي نفسك من هؤلاء الذئاب تمسكي بعاداتك وتقاليدك ولا تكوني فريسة لهؤلاء الجراثيم لأنه بكل اسف لن تجدي من يدافع عنك لان الشهامة والأخلاق أصبحت من المستحيل في زمن كثرت فيه الشعارات وقل فيه العمل
بقلم دكتورة / جيهان جادو
سفيرة النوايا الحسنة للدفاع عن حقوق المرأة