الأحد , ديسمبر 22 2024
الأقصر
ايهاب صبري

حضرتك تلاتينى ولا خمسة وعشرينى ؟

سؤال يبدو فى ظاهره غريب ولكنه يحمل فى باطنه تصنيف جديد يضاف إلى جسد الشعب المصري المترهل من كثرة المشاحنات والانقسامات غير المجدية .
لقد أصبح الشعب المصري مدمن للتقسيم وأرضه خصبة جداً لمثيرى الفتن وصانعى الأزمات الذين طالما نجحوا فى اثارة الفتن التى تؤدى الى انقسام ابناء الوطن الواحد على انفسهم فمن قبل الثورة كنا نجد الفتن بين المسلم والقبطى وتارة اخرى بين أبناء الوجه البحرى وأبناء الصعيد حتى الجانب الرياضى لم يسلم من زرع الفتن بين مشجعى اللعبة الشعبية الأولى فى العالم ليدور صراع بين أكبر فئتين كرويتين في مصر والعالم العربي على لقب لا يسمن ولا يغنى من جوع ألا وهو لقب القرن الإفريقي فكيف لدولة اصبحت تهوى التقسيم أن تنهض ؟
ومع ثورة يناير استبشر الجميع خيراً بان يتوحد الجميع فرأينا مشاهد تقشعر لها الأبدان حين كان المسلمون يقيمون الصلاة في ميدان التحرير ويقف الأقباط في دروع بشرية لحمايتهم وشارك فى الميدان التراس أهلاوي وزملكاوى على قلب رجل واحد وزحف ابناء الصعيد الى القاهرة ليكونوا كتفا بكتف مع ابناء جميع المدن والمحافظات ليتجرد الجميع من اى انتماءات ولا صوت يعلو على صوت الهوية المصرية .
ولكن للأسف حتى الثورة لم تصنع التوحد المطلوب وسرعان ما عادت الانشقاقات مرة اخرى بل زادت عن الحد لتصل الى القتل فيما يسمى بمجزرة بورسعيد وراح ضحيتها اكثر من سبعين شهيد فى مشهد أدمى قلوب الجميع وترك جرحاً لن يندمل وإن كانت النار مازالت ملتهبة تحت الرماد وبعد أحداث يونيو ظهر انقسام جديد بين فريق مؤمن بثورة يناير وآخر مؤيد ل30 يونيو .
ويرى الطرف الأول ان الفرق واضح لان يناير ثورة اندلعت شرارتها الأولى بحراك شعبى نبع من الشعور بالظلم بعد أن اصبحت مصر عزبة للنظام ورجال اعماله أما ما حدث في يونيو فهو تلبية للنداء بالنزول الى الميادين للتفويض وهذا ما يتنافى مع المضمون الحقيقي للثورة الشعبية فحدث انقسام خفى ولكنه خطير جداً .
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ودعونا نسلم بالأمر الواقع ونتعايش مع الوضع الحالي وان كان هناك فريق ضد احداث يونيو لنستطيع بنيان الصف ونتوحد جميعاً لمواجهة التحديات
الا هل بلغت اللهم فاشهد .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.