لقد تحدثت بالأمس 29/6/2016 في موضوعين هامين ، وكنت قد أثرت أكثر من مرة هذين الموضوعين في أكثر من مقال وأكثر من موضع ، الموضوع الأول هو الثانوية العامة وامتحاناتها والمنظومة التعليمية المصرية الفاشلة بشكل عام ، والموضوع الثاني هو جزيرتي تيران وصنافير .
والحقيقة أنه رغم محاولتكم ترضية المضارين من تسريب الامتحانات وأعني الطلاب وأهلهم ، فإن هذه الترضية لم تقدم ولم تؤخر ولم تغير من الأمر شيئا لأنها لم ترفع الظلم الذي وقع على أبنائنا الذين سهروا وتعبوا وصبروا وثابروا ولم ترفع الظلم عن الآباء الذين تلفت أعصابهم وأنفقوا أموالهم في الدروس الخصوصية لشراء العلم المفقود في المدارس ، ولم تأت بالحق الضائع للمجدين والمجتهدين والمتعبين ، ترضيتك سيادة الرئيس لم تنل ولم تعاقب الطلبة الغشاشين ولا الطلبة البلطجية الذين فرضوا الغش بالقوة في غالبية لجان الجمهورية ، أقول لكم سيادة الرئيس: ترضيتك لم تجبر خاطر أحد ولم تعالج جرحاً نازفاً ولم تغير واقع أسود يخجل منه العالمين .
سيادة الرئيس: تأجيل الامتحانات كان يجب أن يتم من اليوم الأول بعد أن تسربت أسئلة وإجابة مادة العربي والدين ، وقتها كان القرار سيكون صائبا وسيكون التأجيل مفهوما ومفيدا لأبنائنا المجدون ولم يكن سيظلم وقتها أحد ، لأنه كان سيتم وضع أسئلة جديدة لكل مادة وتأمين الامتحانات ضد الغش والتسريب بإجراءات أكثر حزما وردعا ، أما التأجيل الذي تم قبل نهاية الامتحانات فهو غير ذي قيمة وغير ذي نفع سوى للغشاشين ، لأن معظم المواد كان قد تم تسريبها واستفاد الغشاشون من هذا التسريب .
أما عن جزيرتي تيران وصنافير يا سيدي الرئيس: فأني أربأ بكم عن هذا ، وما عرفتك إلا وطنيا مخلصا وما عهدتك إلا ساعيا لصالح مصر وشعبها ، وما نسينا ولن ننسى لكم موقفكم البطولي وأنتم تقفون في وجه عصابة الإخوان المجرمون الباغون الظالمون الخائنون في 30/6/2013 والمسماه كذبا بـ “الإخوان المسلمين” .
لقد كنت ممثلا لجيشنا الوطني وصوتا له وتعبيرا عنه في رفض المخطط الغربي الذي أراد الهوان لمصر وأراد تفتيت وتقسيم مصر هذا المخطط الذي تضمن تنازل مصر عن جزء من سيناء لصالح اسرائيل التي أرادت موت القضية الفلسطينية بإقامة فلسطين جديدة على أرض مصرية تضاف لقطاع غزة ، سيادة الرئيس: لم يكن للسعوديين أي تواجد على الجزيرتين يوماً ما ولم يخض السعوديين حربا للدفاع عنهما يوما ما ولم تسقط قطرة دم سعودية عليهما يوما ما ، ولم يكن للسعوديين اتفاقات ولا فرمانات عثمانية أيام كانت مصر والجزيرة العربية تخضعان للعثمانيين ، ولم يكن هناك اتفاقات ثنائية بين البلدين تعطي السعودية حق في الجزيرتين ، العكس هو الصحيح سيادة الرئيس ، نحن من كانت لنا الحقوق والهيمنة والسيطرة على خليج العقبة بكاملة ولنا السيطرة على الجزر التي فيه ، بل وكانت لنا السيطرة على جزء من الساحل السعودي ، وكان لنا التواجد والكلمة والقرار في عمق الجزيرة العربية واسألوا ابراهيم باشا بن محمد علي وحكموا اتفاقية 1840 واتفاقية 1906 والتي هي مرجع لنا في التاريخ الحديث .
سيادة الرئيس: لنا حقوق تاريخية في تيران وصنافير ولنا الهيمنة والسيطرة والتواجد الدائم والمستمر عليهما منذ أكثر من 65 عام و تذكروا سيادة الرئيس حرب الفوكلاند أو حرب الأسابيع العشرة التي قامت بين بريطانيا والأرجنتين سنة 1982 وانظروا أين تقع جزر الفوكلاند وكم تبعد عن بريطانيا وماذا فعلت من أجلها بريطانيا؟
سيادة الرئيس الجزيرتين حيويتين واستراتيجيتين لمصر فهما سدادة فم خليج العقبة الذي تقبع في نهايته اسرائيل .
سيادة الرئيس: صديق اليوم هو عدو الغد ، وعدو اليوم هو صديق الغد ، وقد تأتي الأيام والرياح بما لا تشتهي السفن وبما لا يتفق مع نوايانا الحسنة ، خاصة أن السياسة لا تعترف بحسن النوايا ولا الدول القوية ترتكن الى هذا المبدأ المدمر ، فمن يضمن لنا ألا تكون الجزيرتان في يوما ما قاعدة عسكرية لأحد القوى المناوئة والمعادية لنا ؟
سيادة الرئيس: مصر ليست مدينة لأحد ، وحفنة المليارات النقدية والعينية التي حصلت عليها مصر من أشقائها في دول الخليج لا تساوي قطرة دم مصرية واحدة ، الدماء المصرية التي كانت سببا في ارتفاع سعر النفط وتضخم عوائده بشكل جنوني ، ولا تساوي شيئا مقابل الأمن والحماية المصرية التي تبسطها وتمدها وتوفرها مصر لأشقائها في الخليج ، فإعلان مصر وقوفها صراحة ضد أي عدوان وضد أي دولة تفكر في النيل من اشقائها في الخليج أبعد قوى الشر عن الأشقاء في الخليج .
الوسومحامد الأطير
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …