الإثنين , ديسمبر 23 2024

نانا جاورجيوس تكتب : لماذا سجنت زّخّات الغَيم (7)

تلك اللحظة؛ خيط جنون المشتهى… 

تُرى هل غيرتنا الصدمة الأولى لنستفيق من غفوة جنون أحلت بنا وإنهارت لها جدراننا.أم نحتاج لعمر فوق عمرنا لنشفي جرحاً مستعصي ستبقى علاماته و آلامه ترسم مساءات بآلام صامتة تتنفسها صدورنا كل ليلة وتغفو فيها ما بين حزن وفرح، ما بين يأس و أمل.أهذا هو مشتهي العذاب الذي أحتجنا إليه و رسمناه لنتعذب به؟

هربنا من ظلالنا، هربتُ لأحضرك من منفاك لألملم تفاصيلك وحبك وأعيد نبضك من جديد بمقاس دنيتنا الصغيرة ، رفعت عيني في تلك اللحظة التي كانت تخاطبك فيها أعماقي فوجدتك تنصت لي وإليها، نظرتُ داخل عينيك اللتين أخترقتاني بسهم من لهيب ذابت فيه أعماقي العارية.

كان هناك شيئ غامض يحضنني فيك بلا إرادة وبأمان ودفء السكينة التي إشتهيناها. كان جسدي و روحي بقربك مشطورين، أرى نصفي المعذب بأعماقي وقلبي يفيض دمعه ليصعد مع كل نفس يشق الصدر،مددتُ يدي لا أدري كيف لأضم نصفي الذي فيك لأشفي جرعة كأس الألم الأولى. لماذا سلبوها منا، و لم يتركوا لنا تلك اللحظة الأبدية التي كانت تتوغل بصمتها في دمانا، وكان يمكنها أن تتوغل أكثر و تفتح الدنيا أبوابها الأوسع لحياة لامستنا فإنتفض لها القلب من مكانه وخفقت دقاته الحقيقية التي خُلق لأجلها ولكنه حرم منها.

حياة ينفذ ضوء لهيبها للأعماق. تلك اللحظة؛ أحببتُ نفسي التي فيك وضممتها لصدري وذاب العالم من حولنا وأصبح أخف من ريشة فلم أرى سوانا في دنيا تمنيت أن تدوم لنا بتلك اللحظة الأبدية التي إشتهيت فيها أن ألملم محتويات أناي التي فيك ومنك وصارت حرارة دفئها إليك. تلك اللحظة التي كانت الروح متعانقة في سكينتها وعالمها الذي لم يراه إلانا، ولم تفيض في سوانا،تلك الروح التي كانت تضخ خفقاتها في قلبين وتسري رجفاتها في حواس جسدين،كلما إنصهرت وتوغلت تداعى جدار الألم الباكي سنوات عمرنا.

أيمكن للحب أن يدوم بلا يأس وسط بحر العواصف و زحمة الطريق، وحرمان يكبر كل يوم ويتغذى على دمانا حتى أنه لم يتبقى فينا إلا رماد يومي نستيقظ كل يوم لننفضه وفي الليل نتغطى به. كم من العمر نحتاجه يا قلبي ليمنحنا الصبر فننتظره، وكم من ألم وغربة سنتحمل لنعوض كل هالحرمان المعلق على خيط جنونه ؟

ஜ۩۞۩ஜ

إليك حنيني …

وتدري كيف يبكي الحنين وكيف تنساب نبضاته بين حنايا الصدر. وكيف بصمتنا إستعذبنا حروف الألم وذاكرة أرهقتها غربة السنين، حروف كم بكت لأجلها دموعنا وسط أفراحنا . فتنتشينا أحزان الحنين و تلذذ لها سراً جراحاتنا، وعرفت كيف يقتل حباً عشاقه كل ليلة، ليستردهم بعد موتٍ مع بزوغ فجره وإشراقة شمسه، فيعاودون موتهم بفتنة جديدة تائهين في عواصف أمواجه، معلقين كريشة معذبة بنسمات هواه بلا سماء ولا أرض.

أشتاق لأن أتخلص من منفى الألم وذاكرة كم تعب منها القلم، حين تردني رياحك إلى الغيب كل يوم، وذاك الكمان الحزين. أي تربة ستخصب بعدك إن جفت أوراق تشرين. وكيف يلحق اليباس بجذوع شجرة كم عمرتها أناملنا لتعشش فيها طيورنا وتزرعنا فيها ربيع من ياسمين، كم ذقنا حلاوة شهدها حين دقت جذورها في أعماق فإمتلأت دمائنا لتغدق حواسنا بعطر الرياحين.

كم أفاض عرق أشيائنا فغطى أحلام طفولتنا. حين كان يشتهينا ندى فجرنا. إحساس واحد كل مرة لم يتغير ولم تنل منه كل تلك السنين، يبدأ بين شُطآنك، حين يشتهي بحرنا دفقات موجاتنا، تمنحني الأوجاع كلما عاودتني أجمل عطاياك. و ليبقى صمتنا جداراً عازلاً لا يمل من إنتظار عبورك بين صدى صوتك حتى تصلني لتعبر أنفاس حيرتي، وهذا الإحساس الغامض. توغلت عميقاً في في هذا السر وأنصت لصوت هديره فوجدت جرحه مازال عاري كلما حاولت أن تغطيه الأيام بأغلفة النسيان كلما سقطت مني أنفاسني، لتنهض من جديد تلك الأنّات العذراء.

صمتي يشتاقك، ولا أعرف الكثير مما يصلني سوى حيرتي وتدفق نبضات طفولتك التي تنسكب بصدري، و هذا الصمت كلما أختنقت أنفاسه. متى تنتهي هذه الغربة لأرتاح عمري! .

لا أخشى الموت بل خوفي من الفقدان كي لا أفقد حنيني إليك، فهو حبلنا السًري والشعرة الخفية التي تربط القلب بنبضه وسر كم فاض في دمانا.

__ من وحيّ ذاكرة حيّة

شاهد أيضاً

المصريون يعتقدون بأن “الأكل مع الميت” فى المنام يعني قرب الموت .. وعالم يؤكد بأنه خير

يستيقظ جزء كبير من المصريين باحثين عن تفسير ما كانوا يحلمون به بالليل بل ويقضون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.