مهما كان ذكاؤنا ومكانتنا وقوة إرادتنا نضطر أحيانا لأن نواجه تيارا ً اقوى منا
إن الإنسان له قدرات محدوده وكثير من التيارات الإجتماعية التي نعيشها خاصة في مجتمعنا الشرقي تيارات قويه يصعب تحطيمها ولا بد من التفكير الواقعي بما هو ممكن .. وبما هو غير ممكن .
أحيانا نسير مع التيار في لحظه سريعة ودون أن نفكر وأحيانا أخرى نسير مع التيار لفترة طويله ومع عناء التفكير في أن ما نقوم به ليس ما يجب لكن ليست دائما البطوله في معاندة التيار والغرق .
الكثيرون منا يتحلى بتفكير حر وبالشجاعة وحب التميز وعدم رغبتهم في أن يكونوا «جزءا من القطيع»، والبعض يأخذ «السباحة ضد التيار» نهجا في حياته، وغالبا ما يحصل على إهتمام الناس، ولكن عادة التيار يكون أقوى من رغبتهم الجامحة بالتميز، وفيما يحاول كلاً منا إستثمار كل قوته لإحراز تقدم ما يجد نفسه ينجرف للخلف ولو ببطء إلى أن تأتي تلك اللحظة التي يشهر فيها إستسلامه وتنفض الناس من حوله.
هناك الكثير مما يمكن قوله عن إستراتيجية السباحة مع التيار، من ذلك أنه من الغباء أن تسبح عكس التيار عندما يكون أمامك خيارات أفضل
السباحة مع التيار يجب أن تكون إحدى الخيارات بل الخيار الأول، وليس العكس، كما ان المعارضة لمجرد المعارضة تصرف أحمق، وفي كثير من الأحيان تقف الناس ضد النظام لأنهم ببساطة يعتقدون أنهم بتصرفهم هذا سيحصول على ما يريدون؟ وهل يجدي تصرفهم هذا نفعا؟
عندما تساير في سباحتك حركات المد والجزر، فإن جسمك يؤثر على تيارات المياه من حولك، وهذا عمليا يعني أن السباحة مع التيار لا تعني عدم التأثير في مجريات الأحداث من حولك، فنحن نطور بيئتنا عندما نملك مهارات تعديل الأشياء من حولنا، وعندما نشجِّع المسؤولين ليكونوا أكثر إستجابة، ونعمل مع الجوار لتطوير البيئة المحلية، وبناء بيئة ودية وأكثر إجتماعية في مكان العمل.
وعندما تسبح مع التيار تتعلم فهم التيارات المحيطة بك، ويصبح بإمكانك السعي إلى تحويل أو توجيه هذه التيارات على أساس معرفتك السليمة بها، وربما تبدو محاولاتك الأولى بائسة، وصوتك بدون قيمة، لكن رويدا رويدا ستشعر أن النقد البناء الذي تقوم به يحظى باهتمام وتقدير أصحاب القرار الذين تسبح جنبا إلى جنب معهم، خاصة وأن هذا النقد يقوم على فرضية أن الجميع جزء من نفس التيار، ويسبحون في ذات الاتجاه، ويتقاسمون نفس الأهداف.
السباحة مع التيار تبدأ مع إفتراض أن معظم الناس في المجتمع من حولنا هم بشر عاديون يريدون نفس الأشياء التي نريدها، إنهم يريدون مستقبلا أفضل لعائلاتهم، ومستوى معيشي لائق، إنهم يريدون السلام والاستقرار وفرص العمل والصحة الجيدة. ونحن لا نحرز تقدما إلا عندما نعترف أننا جميعا جزء من المجتمع نفسه تجمعنا مصالح وأهداف مشتركة
أن النهج الإصلاحي في السباحة مع التيار هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تحقيق التقدم لمجتمعنا وتجنب الهزات العنيفة والمخاطر..
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء .
الوسومخالد المزلقانى
شاهد أيضاً
لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟
جوزيف شهدي في الايمان الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها …