الأربعاء , نوفمبر 20 2024

نادية خلوف تكتب : خذ راحتك فأنت في أحضان الطبيعة

من الثقافات الأخرى صعوبة في إدراكه وفهمه.

في عيد منتصف الصيف تنظم البلديات الاحتفالات وتحدد مكانها، وربما تقوم بعض

الجهات الاجتماعية بدعم الاحتفال. هو احتفال بالهواء الطلق بعد نصب قضيب يرتفع

على طرفيه في الأعلى أكليلان من الزّهور.

أعيش في منطقة ريفيّة في السّويد، الشّعب السّويدي هادئ وخلوق يحترم شخص

الآخر، ولا يجوز أن يسألك عن دينك مثلاً. نادراً ما ترى في السويد مظاهر جنسية

فيتحتفل السويد في يوم الجمعة بعيد منتصف الصيف، أو ربما التسمية الأصح هي

عزّ الصيف، ويمتد في جذوره إلى العصور الوثنية، وهو احتفال بالانقلاب الصيفي،

اليوم الأطول في العام. وهو تقليد يجد الأشخاص الشّارع أو محطات القطار، وربما لا

تتجاوز القبلة بينما رأيت إيطاليا مظاهر ربما مرعبة في بعض أوجهها ، وأيضاً في

تركيا رأيت مشاهد أكثر إثارة. كنت أذهب إلى شاطئ بحر مرمرة لأتناول كأس شاي

بالعطرية في أحد المقاهي، فأرى مظاهر الجنس تحت نخيل الشّاطئ .

ذهبت إلى بحيرة في المدينة التي أعيش فيها في السويد . كان الوقت صيفاً، و

البعض يسبح في البحيرة ، البعض يجلس على شاطئها. وكنت أجلس على

الشّاطئ.

كان بعضهم يخرج من البحيرة عارياً ، ويجفف جسده بهدوء وتأنّ ثم يذهب في حال

سبيله. طبعاً لا فرق بين رجل وامرأة . الأمر بالنسبة لهم عادي ، كنت أسترق النّظر

بدافع الفضول وكي أتأكّد أنّني أمام حقيقة .

ا تأمّلت لحظة في المكان. رأيته يشبه الجنّة. قلت: لا بأس. في الجنّة مسموح أن

يتعرّى المرء. في تلك اللحظة خطر لي منظر ذلك الجهادي الذي يفجر نفسه ليفوز

بحورية. هنا أيضاً يوجد حوريات يرافقهنّ زوج أو صديق يكملون حديثهم وهم يرتدون

ثيابهم بهدوء شديد، وجمال شديد، بعضهنّ في السّتين ولا زال الحبّ في أوجه، حيث

يمسك الرّجل بيد المرأة وهو يحضنها. هو رجل حقيقي، وهي امرأة حقيقيّة.

وبينما كان زوجان يلبسان ثيابهما قربي خطر لي أن أتحدّث بالعربية . قلت لاشكّ أنّك

تمتّعت في البحيرة. أنت في أحضان الطبيعة. عش على راحتك.

تذكّرت أمّي عندما كانت تنصحني بالاحتشام، وعدم الذهاب وراء الموضة.

كم أحنّ لك أيتها الأمّ الرائعة، وكم أعتب عليك. زرعت في قلبي الخوف من جميع

الأشياء التي أحبّها، وبخاصة من الرّجل. ملأتِني عقداً لم أستطع حلّها على مدار

حياتي.

تذكرت كيف كنّا نمشي أنا وزوجي وبيننا مسافة مترين حتى لا يوجه النّاس انتقادهم

لنا. تذّكرت كلّ الكوابيس والعقد.

ليس بالضّرورة أن أسبح عارية من ثيابي، لكنها عقدة الخوف التي تحكمني من أخذ

راحتي في أيّ موضوع.

أقول لأصدقائي السويديين: خذوا راحتكم بين أحضان الطبيعة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.