الإثنين , ديسمبر 23 2024

*** الخطيـــــــــــة ***

أتعلم ما هي حقاً ؟؟؟ انها العصيان والتمرد ضد الحق المطلق . ويبدو من أول وهلة انها أمر بسيط وتقويمه أيضاً بسيط كما يدَّعي قوم التبسيط . ولكن نتيجة هذا العصيان تُقدم صورة واضحة لهول الخطية وتظهرها في حجمها الحقيقي. فالنتيجة كانت فساد الطبيعة البشرية ولكي نُدرك حقاً مدي هذا الفساد علينا ان نلقي نظرة علي التاريخ ثم ننظر حولنا ثم نظرة فاحصة في أعماقنا حينها سندرك حقاً المعني الحقيقي لتلك الكلمة // الخطية // .
منذ أن فسدت طبيعتنا النقية بالخطية استطاع قايين أن يقتل هابيل أخيه ، ولك ان تتخيل الموقف . وصارت كل شهوة ردية تدب في كياننا ، وسيطر الحقد والكراهية علي القلوب فظهر النزاع وإشتدت الحروب . ولن أطيل عليك يكفي ان تتتبع تاريخ البشرية وصراعها وكم حرب قامت وكم من الأنفس حصدت . وإلي يومنا هذا ولأخر لحظة في الحياة الحاضرة ستري بعينيك الانسان بصورته الوحشية يغتصب ويقتل وقد رأينا علي شاشات التلفزيون إنسان يأكل كبد وقلب أخيه الإنسان بعد ذبحه . صورة أبشع من البشاعة ولا اجد كلمات لتفي الوصف . انظر الي الأمراض والأوبئة والمجاعات والزلازل والبراكين والعواصف كلها من ثمار الخطية ، فقد لُعنَتْ الأرض بسببها ، فقد قال الله لأدم : ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكاً وحسكاً تنبت لك حتي تعود إليها، والأن أنظر الي داخلك ستجد نفسك _ رغم إستياءك مما اسلفتُ _ في صراع لا ينتهي ضد شهواتك الردية وقلما تنتصر عليها . وكل هذا بفعل الخطية وتأثيرها . عذراً كل ما سبق هو نتيجة الخطية في حياتنا الارضية فقط وبالتتابع سيكون الموت الجسدي ( انفصال الروح عن الجسد ) هو التالي ثم الموت الأبدي وهو موت الروح لأنفصالها عن الله في أبدية تعيسة (جهنم ) . فهل وصلك معني الخطية الحقيقي ؟؟؟ نعم وما اصعبه معنيَ فأجرة الخطية هي الموت كما قال الكتاب الموت بمعناه الشامل : الادبي والجسدي والأبدي . أي الهلاك ، ولابد من الخلاص لننجو ولكن كيف وقد صدر الحكم من الإله العادل بالهلاك ولا رجعة في حكمه ؟؟؟ نعم صديقي ولكنه أيضاً الإله المحب الرحيم ، فعدله في القصاص ورحمته في الخلاص . ولكن كيف سيتم القصاص والخلاص في نفس الوقت ؟؟ ومن هنا كان لا بُد من ذبيحة الفداء فلابد من إنسان بريء خالي من الذنوب وطبيعته البشرية غير فاسدة ولابد أن يكون غير محدود فالخطية كانت موجهة لله الغير المحدود . لذا وجب علي الله أن يتحد بلاهوته ( الغير مادي ) بجسد إنساني طاهر من الذنوب ليصير هذا الإنسان الذبح العظيم الذي سيفدي البشرية . ومن هنا كان السيد المسيح فادي نفوسنا ومخلصنا العظيم إنسان كامل مُتحد فيه كلمة الله وروحه . إتحاد بلا إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير .
************
ميلاد ثابت إسكندر
فنان تشكيلي

شاهد أيضاً

تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”

أمل فرج  أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.