بقلم سوزى يسى
منذ إن بدأ شهر رمضان ونحن متابعين فواصل الإعلانات بإهتمام مثلما نتابع دراما رمضان بالضبط نظراً لأننا نشاهد دراما رمضان بشكل أكثر اهتماما ووقت أطول ونظرا لاننا ارتبطنا بكليهما ارتباط وجدانى ولنا معهم فى الماضى و إلى الآن ذكريات لا تنسى تغير شكل الإعلان وفقد كثير من أسسه ومما تعلمناه فى دراسه فن الإعلان
الذى كان من أهم شروطه أن لا يكون مستفز لبعض طبقات الشعب وألا يثير غيره طبقه على أخرى أعلى منها اقتصاديا فهذا الشرط يكاد يكون إنعدم الآن
مقارنه بما نراه من إعلانات الوحدات السكنيه الفائقه الرفاهية وأرقامها الفلكية بل والقينا باللوم على الفنانين الذين اشتركوا فى مثل هذه الاعلانات و ساهموا فى الترويج لمثل هذه الوحدات وغيرها وربما كنا محقين فى أكثر نقاط الانتقاد
أما أن يأتى إعلان كبقعة ضوء كبيره تبدد لنا بعض من هذا الظلام وهذه الرؤيه السوداوية
إعلان إرسم قلب
الذى جاء ليعلن عن عمل خير يفعله شخص خير جميل أجمل ما فيه قلبه الذى يحتمل الكل و لا يحتمل أن يرى فى قلب البعض وجعاً و ألماً يؤلمه لا يهتم لراحته بل يجوب العالم ويعمل ليل نهار ليشارك بمعونه الله فى إحياء قلوب كانت تنبض ألماً
ذلك القلب الذى لوجهه تكسوه سمره الشمس الخفيفه لتعلن أنا مصرى وجهه الذى لا تفارقه الإبتسامه وعيناه التى تخجل جدا كرد فعل سريع عند سماع أى شكر أو إطراء هذا الخجل الذى يخجلنا نحن من انفسنا
كيف لكل هذه العظمة علماً و خلقاً أن تخجل رغم روعة ما تفعله
هذا الطبيب العظيم الذى ترك مصر منذ سنوات إتهمه فيها أساتذته أثناء الدراسه بأنه محدود الذكاء و فاشل و لا يصلح لهذه المهنة هذه الجمل المأساوية التى كانت كفيلة أن تجعله يضن بخبرته على هذا المجتمع
و لكن لأنه شخص محب يحب الله أولاً ومن منطلق أن الله محبه فأحب كل من حوله أفاض من نعم الله عليه خيراً على من حوله
أحب مصر حبا مفعولاً وليس منطوقأ أو كان يوماً متشدقاً بالشعارات ترك كل العالم الذى يقدره كثيرأ وحط على أرض وطنه لينفعه بعلمه ووقته و خبرته
إعلان إرسم قلب بما فيه من جمال و إيحابيات
أولها هو حس الناس على عمل الخير
وثانيها هو تبرع كل هؤلاء النجوم بوقتهم و أجرهم و حماسهم و إبتسامتهم هؤلاء النجوم من نجوم الفن والكرة الذين كم انتقدناهم سلبا تاره لإختلافنا على السلعه التى يعلنون عنها و تاره آخرى منتقدين إرتفاع قدر ما يحصلوا عليه من آجر حقهم علينا ان نكون موضوعيين وأن نفخر بيهم ونشكرهم و نشجعهم وليس مثلما حدث على مواقع التواصل الاجتماعى من انتقاد للفنان هشام جمال وكأننا اصبحنا دائما ما نرتدى نظاره سوداء معتمه لا ينفذ اليها ضوء الإيجابية
يكفى ان نعرف عنه انه هو اصغر منتج فى العالم حيث انه يملك شركه انتاج موسيقيه اسمها روزنامه ريكوردز
وقت كان عمره آنذاك 16 عشر عاما وأنه لحن لكبار النجوم رغم حداثة سنه أى أننا أمام عبقرى من نوع أخر يجب علينا ان نفخر به و بموهبته وهو منتج وصاحب فكرة اعلان إرسم قلب
تركنا كل هذه الإيجابيات و تفرغنا للنقاش فى موضوع أحقية الدكتور مجدى يعقوب من دخول الجنه من عدمه رغم كل ما يفعله من خير وذلك لأنه شخص غير مسلم … طبعا ليس كل العقول على هذا القدر من الفراغ ولكنهم عدد ليس بقليل وان كان البعض منهم يصرح برأيه فالأكثر منهم لا يصرح به ولكنه معتقد دفين داخلهم
متى سنلتفت الى أمور أكبر من هذه الآمور التى يتبناها فقط وطننا العربي ؟ متى يصبح اهتمامنا بما يفعل الانسان وبما يتعامل به فى كل محيط يوجد فيه؟ متى ستعامل فقط كبشر ننمى إنسانيتنا التى خصنا بها الله ؟
متى سنحترم الإنسان لأنه فقط إنسان ولأنه صنيعه الله و نمجد الله فيه ؟
كلنا خليقه الله صنعها بحب وجعلها بإختلاف ليختبر قدر الحب فينا ليختبر قدر الاستيعاب فينا
كن فقط إنسان وكفى
دع أخلاقك هى التى تتحدث عن جمال معتقدك
إن كنت مسلماً محباً فقد أزدت الإسلام قدرأ وإن كنت مسيحيا محبا قابل للكل فقد أزدت المسيحيه قدرأ رغم أن قدر الأديان و قدسيتها يكمن فى قيمه و سمو مبادئها وليس فى سلوك متبعيها
كن إنساناً و كفى, واترك عمل الله لله وحده لأننا أقل من أن نصنف البشر أو نجزم بمكانتهم ففى اليوم الآخير معايير أخرى لا ندركها دعنا لا نعتلى عما خصنا به الله و نكون جميعا إنسان وكفى
حب الجميع,ساعد الجميع,صادق من يشبهوك فحبك للكل هو حبك لله اللذى خصك بتاج الإنسانيه فكون له مستحق و لا تخلعه عنك ببعض من الحماقه المقصوده تاره و الغير مقصوده تاره آخرى