الأحد , ديسمبر 22 2024
هانى شهدى

الأنبا مكاريوس…صوت صارخ في برية الصعيد

الأنبا مكاريوس الاسقف العام لمطرانية المنيا والمتحدث والمتعامل باسم الكنيسة في ازمة تعرية سيدة المنيا الاخيرة والاعتداء وحرق سبعة منازل للأقباط، رجل مفوّه ومتكلم حسن لاجهزة الاعلام ،ويدير فن المناظرات ببراعة وهدوء وظهر ذلك من خلال عدة لقاءات له مع اجهزة الدولة،وهو مؤلف للعديد من الكتب باسم “راهب من دير البراموس”
– الانبا مكاريوس اثبت للاقباط قبل المسلمين ان مقولة “لماذا تلطمني” التي قالها المسيح اثناء المحاكمة ليست بالمقولة المستحيلة كما كان يتوهم الاقباط بسبب توارثنا لعهد من الخنوع والتسليم الغير مقبول حاليا تحت مسمي الحكمة . اثبت للجميع اقباط ومسلمين انه يوجد في المسيحين شجعان ينطقون بالحق في ظل ظروف محتقنة، عــرّي اجهزة الدولة الكاذبة امام جمهور المصريين بسبب تواطؤهم في تعرية سيدة المنيا.
– تجاوب الكثير من الاخوة المسلمين العقلاء المعتدلين مع حديثه عندما كانت كلمة “لا” في محلها،لانها اول خطوة في طريق اصلاح الدولة للجميع مسلمين واقباط من قوي الشر المتأمرة عليها، كلمة “نعـم” للجلسات العرفية هي استمرارية لمسلسل الخراب وغياب القانون.انها ليست دعوة للتمرد ضد الدولة لكنها دعوة لافاقة الدولة من غفوتها المتعمدة بان العلاج القديم فاشل للجميع ويشــوه صورة الدولة في الداخل والخارج.هو لم يهاجم بالحق بل مدافع عنه، هو يقف ينصب ظهره حتي لا يعتليه احد بالباطل بعد سنوات من الانحناء.
– الانبا مكاريوس اثبت للرعية انه يوجد راعي علي الارض مندوب عن الراعي الذي في السماء يهتّــم ويدافــع عن الجوعان والعريان والعطشان في زمن افتقد الكثير من الاساقفة فيه وبصراحة لابسط درجات الرعاية.اثبت ان الاسقف المسئول عن مدينة وخصوصا في الصعيد المحتقن بالطائفية مختلف عن اساقفة المهرجانات والمؤتمرات والتكريمات والاحتفالات والادلاء باحاديث داخل استديوهات القاهرة وهم كُثر.
– رد الفعل الشجاع للانبا مكاريوس هو دعوة صريحة للقيادة البابوية وللشعب لإعادة تنــقيح قـواعد اخـتيار الاساقفة الجدد،او لنقل اعادة تقييم لقدامي الاساقفة reevaluation. اعتقد المتحدث باسم الكاتدرائية هو واحد ممن يحتاجون لاعادة التقييم بعد ان اثبت اخفاقه وضحالة معلوماته في اكثر من حديث،تعيينات ” الواسطة” لا تستمر.
مواهب الانبا مكاريوس كشفت كتير من الاساقفة منعدمي المواهب والمهارات الروحية والخدمية امام الشعب.وكشفت تقصير الكاتدرائية في اختيار الراعي المناسب وخصوصاً لبعض مدن الصعيد.ان الاوان لاعلان قواعد واضحة للجميع في كيفية اختيار الاساقفة .شفافية الاختيار مطلوبة.
ـ انها ليست دعوة للتمرد علي الحق لكنها دعوة لإعلان الحق للجميع،فقد يكون افضل ما تفعله للظالم هو رده عن ظلمه.انه صوت صارخ شجاع للجميع يستحق ان ندعمه في وسط برية مليئة بالوحوش والشــر.

الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.