الكاتب الصحفى محمد المغربى
تحدثت فى مقالى السابق (الجزء الثالث) من السلسلة التاريخية عن الجزية , واثبتنا أنها لم تكن ظالمة أو مهينة للأقباط , وذلك بطريقة موضوعية وبشواهد من مؤرخين نصارى تدعم صحة كلامى وتدحض إفتراءات كل من أشاع أنها كانت ظالمة ومهينة للأقباط
وفى هذا الجزء نتناول وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم فى القتال , و سنرد على من قال بظلم ولاة مصر وجورهم على الأقباط بطريقة موضوعية وبشهادة مؤرخين نصارى أيضا
أما وصايا الرسول فى القتال فقد جاءت تطبيقا للمبادئ القرآنية الربانية , وفيها وصايا تحث على البعد عن القتال والعنف قدر المستطاع , إلا إذا أجبر المسلمون على ذلك ,بالاضافة لعدم الغلو فى القتل ومنع قتل النساء والصبيان بل وحتى الحيوان لم يخرج من دائرة رحمة المسلمين ورفقهم ومن هذه الوصايا :
عدم تمنى لقاء العدو , والصبر إذا لقوه , فقد قال صلى الله عليه وسلم ” يأيها الناس لا تتمنوا بقاء العدو واسألوا الله العافية , فإذا لقيتموه فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف “
أمر صلى الله عليه وسلم بعدم الغلو أو الغدر أو التمثيل بالجثث , فقد كان الرسول إذا أمرَ أميراً على جيش أوصاه بقوله “اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا …إلخ “
كذلك نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان والعسيف “الأجير” فقد وجدت امرأة مقتولة فى إحدى الغزوات فأنكر الرسول هذا الفعل .
حتى الحيوان كان محل عناية من رحمة النبى صلى الله عليه وسلم فقال ” أما بلغكم أنى قد لعنت من وسم البهيمة فى وجهها , أو ضربها فى وجهها “
وهناك شهادات من غير المسلمين , من مؤرخين وكتاب مسيحيين تؤكد صدق ما سبق وتدحض الافتراءات :
“سعيد بن بطريق “
يقول المؤرخ المسيحى سعيد بن بطريق إن أبا بكر عندما وجًه جيوشه إلى الشام , وكان الأمير عمروبن العاص , أمرهم أن لا يقتلوا شيخا ولا طفلا و لا صغيرا ولا امرأة ولا يقطعوا شجرة مثمرة ولا يخربوا عامرا و لا يحرقوا نخلا ولا يعرقبوه ولا يقتلوا شاة ولا بقرة ولا جديا “التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق “
ويقول” برنارد لويس ” :
ولأن الحرب المقدسة واجب تفرضه العقيدة فقد نظمتها الشريعة تنظيما مفصلا , فقدأمر المقاتلون فى الجهاد بعدم قتل النساء والأطفال والشيوخ ما لم يهاجموهم أولا , وبعدم تعذيب الأسرى أو التمثيل بهم , والإنذار باستئناف القتال بعد الهدنة , والوفاء بما يتفق عليه ….”الاسلام وأزمة العصر ص(79ـ80)
ويقول” الكونت هنرى دى كاسترى”
“إن مبالغة المسلمين فى الإحسان إلى خصومهم هى التى مهدت للثورة عليهم ,إذا أتاحت للمتعصبين أن يجمعوا أمرهم على العصيان , وأن يستغلوا الفرص للقضاء على الدولة التى منحتهم حق الحياة , وحرية التدين , ولو أن المسلمين عاملوا الأسبان مثل ما عامل المسيحيون الأمم الساكسونية لأخلدوا إلى الإسلام واستقروا عليه ” ثم قال ” إن الإسلام لم ينتشر بالعنف والقوة كما يزعم المغرضون , بل الأقرب إلى الصواب أن يقال :إن مسالمة المسلمين ولين جانبهم كان السبب فى سقوط دولتهم ” ( نقلا عن الشيخ محمد الغزالى : التعصب والتسامح بين الإسلام والمسيحية دار نهضة مصر ـ ط6/2005ص19)
ما جاء فى حديث مؤرخين مسيحيين “والواقع أن العرب لم يجيئوا طغاة ” (فيليب فارج ـ يوسف كرباج :المسيحيون واليهود فى التاريخ الإسلامى العربى والتركى ص33)
ومن ضمن الافتراءات على أتباع النبى صلى الله عليه وسلم بأن طبائعهم قاسية يوافقها القتل والذبح …ألخ فإن شهادة الله سبحانه وتعالى تنفى ذلك , وتؤكد أن هؤلاء الأتباع فرض عليهم القتال فرضا وهم له كارهون , وعندما خرجوا لأول معركة مع العدو الذى أتى من مكة إلى بلدهم الجديد “المدينة ” ليقتلهم ويستأصل شأفتهم كما كان يأمل , خرجوا إليه مجبرين للدفاع عن أنفسهم وأهليهم , وهم لا يريدون القتال .
لقد كان نتاج عدل ولاة المسلمين للأقباط وإظهار التسامح الدينى قبلهم هو إعتناقهم الاسلام , فلقد تغلغل الدين الجديد بعقيدته السهلة البسيطة , وتعاليمه السمحة الواضحة , وتكليفاته التى خلت من العنت بل من الحرج , وصاغ حياة من اعتنقه , لأنهم أحبوه ووأخلصوا له, على اختلاف عقائدهم السابقة وتباين جنسياتهم وأوطانهم .
الوسوممحمد المغربى
شاهد أيضاً
جورج البهجوري بنكهة وطن !!
بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي فنان تشكيلي كبير عاصر كل نجوم الثقافة العربية محيطا وخليجا …
بأمارة ان الأقباط كانوا يبيعون أولادهم لدفع الجزية … ياكداااااب
الرومان قبل الفتح الاسلامي كانوا بيعملوا ايه في الاقباط و المصريين ؟ الاسلام اعاد للمسيحيين كرامتهم و امنهم و اللي مش عارف الكلام دا يبقي يقرا رواية عزازيل للكاتب يوسف زيدان المنقولة عن مخطوطات وجدت في شمال سوريا في القرن الخامس الميلادي ….اقرأوا تاريخكم