الأقباط، هم أصحاب فردوس الأرض!
لكن ما أكثر الذين أنكروا عليهم أصالتهم هذه، وأظهروا تحدياً سافراً لشعورهم، وقد ظنوا ـ ظناً آثماً ـ، أن ليس للأقباط رباً يحميهم؛ فسعوا بإخلاص شرير على مدى التاريخ؛ لأفقادهم هويّتهم، وإنسانيتهم، وإلقائهم في أتون الظلم، والألم، والعذاب القاسي، ولا يكفّون عن عصر المر في فمهم!
لم يلتفتوا، رغم هدير الغضب الساطع في النفس الإنسانية، إلى جرائمية ما يقترفون!
ولم يقرأوا ما خطه المؤرخون الثقات عن لعنة الأقباط !
فلا عندهم الوقت، ولا عندهم الصبر، ولا لهم المحبة، ولا الرغبة في استخلاص العبر من التاريخ، الذي يؤكد دائماً:
أن كل لسان يتطاول عليهم بالأفك؛ يُخرس!
وكل أنف يتدخل في شئونهم؛ يسقط!
وكل يد تمسسهم بالأذى؛ تُقطع!
وكل عين تراهم بالسوء؛ تنطفيء!
وتظل العدالة الإلهية، تطاردهم، وتدحرجهم إلى نهايتهم المحتومة، حيث يدفعون عن أنفسهم استحقاقات ما صنعوا!
أقرّ بهذه الحقيقة، أحد المتورطين، العائدين إلى أحضان الإنسانية، في كتابه: “اعترافات الشيطان”، خاطاً هذه الكلمات: “معجزة الأقباط، أنهم في بؤرة حماية لا توصف، وكل من تمكن من الاساءة إليهم، أصابتهم اللعنة؛ فتلاشوا إلى لا شيء”!
ولا أنسى ما قام به المؤرخ: “مسعد صادق”، الذي كان يتتبع مصير كل من آذى قبطياً، ودوّن نهاية سيرتهم الشريرة، مُذيّلة بالعقاب الأرضي، تمهيداً للعقاب الإلهي المنتظر!
هل تريدون أن تروا نهاية للدول التي تطوّقنا بالإرهاب؟
هل تريدون أن تعاينوا دحراً للظلاميين، والتكفيريين، والسفاحين؟
هل تريدون أن تجنوا من خيرات الوطن، حصادات كثيرة، ملبّدة ومهزوزة؟
هل تريدون لمصر أن تكون أم كل الدنيا، وتاج العلاء في مفرق العالم؟
أوصيكم بأقباط مصر خيراً!
أوصيكم بأقباط مصر خيراً!
أوصيكم بأقباط مصر خيراً!
لأنه بينما تعرّونهم من حقوقهم، وبشريّتهم، وأجسادهم، وفيما هم يلبّون نداء ربهم إلى ملكوت السماء، فانهم يُنصفون حالاً من مأساتهم، وينتصرون على كل شيء، تاركين لكم: عاركم، وخزيكم، ومصيركم الذي لا يُحتمل. وهذه هي لعنة الأقباط!…