الأحد , ديسمبر 22 2024
مدحت عويضة

مدحت عويضة يكتب : من أزمة الطائرة لأزمة تعرية سيدة المنيا… مصر علي فين؟؟

أجمل ما كتب بالنسبة لي شخصيا عن حادث الطائرة.

هو ما كتبة الصديق الرائع المصري المهاجر لكندا خالد سلامة عل صفحته علي الفيس بوك قائلا.

أحترم المحن كثيرا لأنها تفعل في البشر ما تفعله النار في المعادن،

فالمحنة الشديدة التي تصهر الحديد فتفصل النقي وتلقي الخبث في المكبات.

نحن الآن في زمن المحن والمكبات في انتظار بعض البشر العديد من البشر. عاشت المحن لكي تنقي الوطن.

*وأنا أتابع حادث الطائرة من الوهلة الاولي أدركت حجم المؤامرة علي مصر،

فعند سقوط الطائرة الروسية في سيناء ومن الوهلة الأولي كان هناك

هجوم من الإعلام العالمي علي إجراءات الأمن ف مطارات مصر كلها.

ساعتها لم نتكلم كثيرا ولم نرد فنحن ندرك أن هناك خطأ ما تم من جانبنا.

*وعند سقوط الطائرة المصرية التي اقلعت من مطار شارل ديجول ترك

الإعلام العالمي الحديث عن إجراءات الامن في فرنسا وتفرغ للهجوم علي

شركتنا الوطنية مصر للطيران.

*بالرغم أنه من المعروف عالميا مثلا ان لو الطائرة غير صالحة للطيران

فالمسئولية تقع علي المطار التي أقلعت منه، كذلك لو كان هناك أي عطل

فهو مسئولية المطار أيضا، أما في حالة وجود قنبلة سببت الانفجار

فالمسئولية تقع ايضا علي المطار. الغريب أن الإعلام الغربي ترك الحادث

وتكلم عن رحيل السيسي، وكأن المصريين غنم تحدد لهم سي إن إن من

يرحل عن حكمهم ومن يأتي ليحكمهم.

*مع إدراكي لحجم المؤامرة نذف قلبي وأنا اتابع ردود فعل بعض المصريين

والمعارضة المصرية وبعض الشباب للأسف الذين يقفون موقف المعارضة

من السيسي، ومع أنني لا أحسب نفسي من المطبلاتية ولا الهتيفة فهناك

امور كثيرة اعترض عليها واختلف معها في ظل حكم السيسي ودائما أعلن

رايي بصراحة ومنها ازمة نقابة الصحفيين مثلا. إلا انني حزنت وبكيت وانا

اتابع ردود بعض المصريين فمحنة الطائرة هي كارثة قومية والمؤامرة علي

بلدنا من أعداء كثيرون فكيف سمح ضمير شخص مصري ليتحذ الحادث

وسيلة للهجوم علي السيسي وتصفية حسابات معه والشعب كله حزين

علي ضحاياه، هلي هكذا صارت أخلاق المصريين كيف أصاب المصريين هذا

التغير، في نكسة 67 لم يكن كل الشعب مع عبدالناصر ولكن ما أن اعلن

الرجل التنحي حتي نزل المصريون للشارع هاتفين “هنحارب” واجبروه علي

التراجع بالرغم من اخطاءه الكبيرة، لكن هكذا كانت مصر وهكذا اصبحت الأن

واصبح لها أبناء مستعدين لاستغلال جرح الوطن من اجل تحقيق مكاسب

سياسية. أنها المحن التي أظهرت للمصريين كم الخسة التي تعيش بيننا

ولهؤلاء أهديهم أغنية العملاق لطفي بوشناق خدوا المناصب والكراسي

بس خلولي الوطن. ونحن نعيش أجواء الحزن علي الطائرة ونحاول تضميد

جراحنا ومساندة شركتنا الوطنية

*تجلب لنا الأخبار خبرا حزينا حيث أنه في أحد القري في المنيا تجمع شباب

القرية أمام منزل سيدة عجوز يقال أن عمرها 70 سنة، اتهم أبنها بأنه علي

علاقة عاطفية أو جنسية بسيدة أخري، قاموا بإخراج السيدة العجوز من

منزلها وتجريدها من ملابسها ثم زفها في البلدة عارية تماما أمام أعين الكل،

يا الله هل هذه هي مصر. أتذكر ونحن في مرحلة الثانوي كما قامت بيننا

معارك بين شباب من قري أخري لأن أحد شباب تلك القري قام بمعاكسة

واحدة من بنات بلدنا،

لم نسأل يوما من هي التي تم معاكستها هل هي فاطمة ولا ماري. ونحن

نسافر يوما للمدرسة كنا نوفر الراحة لبنات بلدنا أولا يركبن الأول حتي لو

انتظرنا نحن السيارة القادمة ولو ركبنا معا يجسلن هن الأول ونحن نقف.

اتذكر أيضا أن في أيام الخريف حيث تنمو نباتات الذرة ونسميها في الصعيد

الجبل الاخضر، فيكون موسما لعادة رديئة في الصعيد وهي الثأر أن أحد

الرجال أرسل ابنه لإحضار زي الخروج لزوجته والتي كانت تسمي “الشقة”

وهو زي ترتديه السيدات ليغضيها من شعر رأسها لقدميها، وبعد أن أرتدي

الرجل ملابس زوجته وهو في طريقة لمنزلة كان أعداءه في انتظاره

وامسكوا به واكتشفوا انه من يبحثون عنه متنكر في زي سيدة، فما كان

منهم أن قالوا له لن نقتلك وانت ترتدي ملابس النساء أذهب لبيتك. وفي

الصراعات في الصعيد كانت السيدات والأطفال لا يعتدي عليهم أبدا فحتي

في ظل أسوء العادات القبيحة كانت هناك مبادئ وقيم يتمسك بها الرجال

ولا يتركونها أبدا. أما في حادث سيدة المنية فرأينا صورة قبيحة لمصر لم

نعرفها من قبل ولم نتعود عليها ولم نري أي نخوة ولا رجولة من شباب

الصعيد، فإن كانت الرجولة والنخوة قد اختفت من جنوب مصر فعليك العوض يارب.

لقد حان الأوان لنتعامل الدولة بكل قوة ضد هذا التسيب والانفلات الأخلاقي بالقانون

والتوقف عن قعدات المصاطب

وأن يختفي رجال الدين من مثل هذه المشاهد وليظهر رجال القانون فقط.

وليس هذا فحسب بل يجب

إقالة محافظ المنيا

ومدير أمنها

والتحقيق مع القيادات الامنية في منطقة الحدث،

ليس مهما من أعتدي وديانته ولا من المعتدي عليه وديانته وتعمدت أن لا أذكر ذلك في مقالي

ولكن المهم سيدة تم تجريدها من ملابسها وزفها في الشوارع عارية.

أن من فعل ذلك قام بتعرية مصر بالكامل وكل أمهات وبنات مصر. ولابد ان

يكون لنا وقفة قبل أن نصل لمرحلة الندم ومرحلة اللاعودة.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.