فليس له أين يسند رأسه ” ماسح الاحذية “
24 مايو، 2016 مقالات واراء
بقلم : ماجدة سيدهم
الممر ضيق .. ملطخ بلزوجة البقايا الرمادية ، تمر أحيانا الثعالب المحشوة بالمساومة صوب طاولات التبادل المتنكر بالولاء ، وبعيدا عن حطام التسول يعلنون تصريحا فاضحا مذيلا بالسخف “عاشت أوكارنا حرة ..” ، بينما في الزوايا المجهدة ينتصب الجسد النحيل متكئا بين براعة الصقيع ونزيف العزلة و.. ..ينام ،
يصافح خديه الجميلين مسيرة الغبار المتكسر عبر ذات الحيز المتكرر للنزال فوق عزلة تنتمي لبقاياه ، حيث تجاهد تلك المعاول الحقيرة والعبوات المجعدة لحظات ارتباك اليقظة ، يغالب النعاس و….. ينام ..
يعلم أنهم سيأتون بالضرورة ،يجددون عصر أحلامه بأكفان متآكلة وصك من أوهام ، لذا يسخر من جميعهم حين يوبخ خشونة نعال لا تناسب الطموحات الحافية ، حين يجادلونه المعونة الضئيلة بما لا يكفي لاختزال التعب وبقايا لإحتمال ، يمدون أحذيتهم فيمشط بدوره ملامح الوجهاء بالبيانات المشوهة ،يسكب صبغاته بين ممرات المعابد القاتلة ويكشف عورات قناديل المهانة فوق المنابر وغزو الأبخرة …
القوادون ورجال الدين يصلّون معا ، ملثمون بالصلاح لذا لا يصلون للرواق المبتور من التنفس وندوب المحاولات المحتملة ،يسكبون الخطايا المعتمدة في حصيلته اليومية .. وعلى اللباس الوحيد يجرون البطولات الملتوية ، يعلم أنهم يعرضون عنه ،رقم هو في دولة الاتساخ حيث الجسد رهن رصاصة أو انتهاك و يضحك للعابسين مرورا بالبلاد التعبى وما عرف خبزه مذاق الإشتهاء .. .
رغم ضجة فراغ الزحام يستند التضور على كتفيه النحيلين و….يغفل سهوا ، فما عاد يحلم بالجوع أو الإنتعال ، لكنه ..وحده ..يمتلك حل شفرة المضي هكذا ، يصنع طعنا في عنق المواجهة ، وقبل أن يضيء دكنة الأحذية يرفع الغبارعن ضمير الحكام ثم…. يعود إلى زاويته ليموت مجددا ..!
تعليق واحد
تعقيبات: سقوط عصابة لتجارة الأعضاء البشرية بالقاهرة يتزعمهم”ماسح الأحذية” – جريدة الأهرام الجديد الكندية