بقلم : ريهام العابد
نظراً لما نراه كل يوم من كوارث و مشاكل تحدث في مجتمعنا سببها هو عدم فهم الانسان لحقيقته و ماذا يريد بالضبط و سيطرة النرجسية سيطره تامه على تصرفات الكثيرين لذا خطر ببالي ان اكتب مقاله مختصره عن الكيان النفسي للانسان و الذي هو ضمير (الأنا) …… قد يجد الكثيرون سؤالي هذا تافهاً أو أحمق فالإنسان يحس و يرى نفسه فيقول أنا عشرات المرات في اليوم دون ان يعرف ما يقصده بكلمة انا و كثيراً ما يعاني في سبيل تأكيد هذه ( الأنا) و تنميتها و التباهي بها
فإذا وجّه له السؤال ما هي الأنا؟
حك رأسه حائراً مبتسم او مستهزيء و ساخر منك لسؤالك هذا! و لا يعلم ان فلاسفة علم النفس و الأجتماع ظلوا قرون يبحثون في هذه الأنا ما هي و كيف تنشأ في الأنسان؟
الأنا او الكيان النفسي قسمها العلماء لثلاثة اقسام :.
١.الذات الدنيا: و هي الجانب الشهواني من الكيان النفسي للانسان و يضم الاحاسيس و الغرائز و النزعات الفطرية الموروثة كالأعتداء و الانتقام و الافعال الجنسيه المحرمه و هي قابعه في اعماق النفس الانسانيه و تظهر كلما تهيئت الظروف.
٢.الذات أو النفس: هي الجانب الواعي من الكيان النفسي و الذي ينسجم مع الواقع و يُعد الجانب العاقل للشخصية الانسانيه و واجبه تحقيق التكيّف مع المجتمع و مراقبة الميول من جهه و القيم و المباديء من جهة اخرى.
٣.الذات العليا: هي الذات المثاليه او الضمير و الذي يمكن في المباديء الساميه و القيم الدينيه و الاخلاقيه و الاجتماعيه و هو مصدر القوه الرادعه لشهوات الذات الدنيا و يستمد منها العقل القوه لضبط النزعات و الغرائز الدنيوية.
بعد ان عرفنا اقسام الكيان النفسي او الأنا لذا قد نجد البعض تجاوز حدود الأنا لذا نجده انانياً قد يصل به الامر الى تأليه نفسه و تعظيمها شيئاً فشيئاً حتى تجرد من انسانيته.
و هذا ما يعاني منه مجتمعنا الحاضر ختاماً لهذا المقال الشيق اذكر لكم قصة حدثت قبل زمن طويل لأحد الحمقى و كانوا يسمونه حينها كبير فلاسفة الحماقه و يُدعى (هنبقه) كان هنبقه يظن انه لا وجود له لذا عليه أن يضع شيئاً كي يستدل عليه الناس من خلاله.
قام هنبقه بصنع قلاده من الخزف و العظام فسأله الناس لما صنعتها؟
فأجابهم كي أُعّرف الناس بها عن نفسي و كي لا آتيه بين بني البشر.
نام ذات ليله فأخذ اخوه منه قلادته و لبسها فلما أصبح عليه الصباح استيقظ هنبقه فوجد القلاده في رقبة اخيه فقال له :
يا أخي أنت أنا و أنا أنت!
لذا نجد الكثيرون مثل صاحبنا هنبقه يظنون ان شخصية الانسان فيما يرتديه و لكن الحقيقه تقول ان شخصية الانسان هي جوهرية منبثقة من داخله و من خلال تصرفاته…..
** كاتبة عراقية
الوسومريهام العابد
شاهد أيضاً
المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى
كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …