بقلم : ريهام العابد
يدخل في مفهوم الإنسانية العديد من الاعتبارات الفلسفية ؛ فالإنسانية بشكلٍ مُجرَّد تدلّ على نوع الإنسان واختلافه عن بقية الكائنات الحية، أما إن كان القصد جوهر الإنسان فهذا يعني أننا نقف أمام تعريف شائك ومُحيَّر فهل الإنسانية تشمل كل ما هو إيجابي أم أنّها تشمل جوهر الإنسان الإيجابي والسلبي…!!
فما نسمعه من وسائل الإعلام وغيرها من المواقع والكتب والمجلات تَعتبر أنّ الإنسانية هي مجموعة من الجوانب الإيجابية والأخلاقية للإنسان ولهذا فسوف نوضّح مفهوم الإنسانية ومراحل تطوره عبر الزمن. الإنسانية في العصور الوسطى ;يتضح مما سبق أنّ تعريف الإنسانية هو وجهة نظر العديد من الفلاسفة والأدباء وحتى الأشخاص العاديين فكلٌ منهم يرى الإنسانية من منظورٍ مختلف، وهو ما جعل تعريفها محطّ خلاف على مر العصور فقبل الميلاد وفي عصر كان يَعبُد فيه الناس التماثيل رأى بعض الفلاسفة اليونانيين أن في عبادة هذه التماثيل انتقاصاً للإنسانية، أي أنّهم نظروا للإنسانية من منظور العقل البشري الذي لا يجب أن يُؤمن بأن هذه الصخور هي آلهة لهم، ومع تطور الوقت بدأ بعض المُفكرين الإنجليز بتعريف الإنسانية على أنّها مدى محبة الناس لبعضهم بغض النظر عن مستوى تفكيرهم وعقليتهم، وفي أوروبا مع بداية القرن الثامن عشر ظهرت أفكار جديدة للإنسانية تُمجِّد الجنس البشري وتعتبره أفضل مخلوق على الأرض بسبب امتلاكه العقل الذي يجعله قادراً على التفكير والتغيير في مجتمعه كيفما شاء، وقد وصل بعضٌ من أصحاب هذه الفكرة إلى اعتبار الإنسانية ديناّ بديلاً للبشرية وأنّ الإنسان من حقه أن يثور على الحُكّام والكنائس ليحصل على حق التعليم، والانتخاب وتغيير سياسات بلاده وهذا لأنه أفضل المخلوقات على الأرض حسب وجهة نظرهم. اما الإنسانية في الإسلام لكن لو عدنا قليلاً للوراء وبحثنا في الكتب الإسلامية سنجد أنّ الإسلام لم يترك أمراً إلا وقد وضحه بالقول أو الفعل؛ فقد خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم وعلَّمه أسماء الملائكة والشجر وكلّ مخلوقات الله واستخلفه فيها وهذا أكبر تكريم للإنسان، وجاء من بعده الرسل الذين جاؤا بدعوة الناس لتوحيد الله عز وجل بطريقةٍ فيها الرفق واللين في التعامل حتى مع من كان يعترض هذه الدعوة، وكان لسيِّد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأثر الأكبر في توضيح مفهوم الإنسانية من خلال دين الإسلام الذي جاء به، وحتى العلماء غير المسلمين يشهدون له بذلك فالتسامح ، وحُب السلام، والكرم، والرفق بالتعامل مع غير المسلمين كُلها صفات تدل على الإنسانية وتشمل الجانبين العقلي والروحي،حتى الديمقراطية التي أوجدتها أوروبا كان الإسلام قد سبقها عندما ألغى مفهوم العبودية وحرَّمه. لذا و اخيرا و ليس أخرا يُمكن أن نُلخص تعريف الإنسانية بأنّها مجموعة من الأفكار والتصرفات الحميدة الصادرة عن الفرد والتي تدمج ما بين العقل والروح لتُبين أهمية وجود الإنسان وقيمته في المجتمع
شاهد أيضاً
قومى استنيرى
كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …