الأربعاء , ديسمبر 25 2024

أزمة الدولار تشتعل والوديعة الإماراتية لم تصل .

كسر الدولار حاجز الـ11 جنيها في السوق الموازية، للمرة الثانية في أقل 3 أسابيع، فيما أفاد خبراء مصرفيون، بأن السوق الموازية امتصت خبر الوديعة الإماراتية التي أعلنت عنها البنك المركزي، بمبلغ 2 مليار دولار، والتي لم تصل مصر حتى الآن، وعاود الطلب يتزايد على السوق بعد موسم الأجارات.

وقال متعاملون بالسوق الموازية إن سعر الدولار وصل اليوم الأربعاء إلى 11.10 للشراء و11.20 للبيع، فيما ثبت البنك المركزي سعر بيعه للدولار في عطائه الدوري الثلاثاء الماضي الذي باع فيه 120 مليون دولار لتمويل واردات السلع الغذائية والسلع الوسيطة الخاصة بها، عند سعر 8.78 جنيه.
وتخطى الدولار حاجز الـ11 جنيها، لأول مرة في تاريخها بالسوق الموازي في 19 إبريل الماضي، ليسجل 11.60 جنيها، وتحرك البنك المركزي بعدها بحملة كبيرة على شركات الصرافة، وقرر شطب تراخيص 9 شركات صرافة شطبًا نهائيًا من السوق المصرية، بسبب ثبوت تلاعبها بسوق الصرف والمضاربة على الدولار بالسوق الموازية.

وتراجع الدولار بعد حملات الشطب، ثم أعلنت الإمارات يوم 22 إبريل الماضي عن تقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعما لمصر، منها ملياران توجه للاستثمار في عدد من المجالات التنموية في مصر، وملياران وديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي المصري، ليتراجع الدولار مرة أخرى في السوق الموازية ويصل إلى 10.25.

من جانبه، قال أحمد آدم الخبير المصرفي، إن الدولار عاود مرة أخرى ليتخطى حاجز الـ11 جنيها، لأن السوق الموازية امتصت خبر الوديعة الإماراتية، التي لم تصل البنك المركزي بعد، ولعلم تجار السوق الموازية، بتحركات البنك المركزي، وحجم السيولة المتاحة لديه.

وفيما يتعلق بتوازن السوق، أضاف آدم، أن عطاءات البنك المركزي الدورية لم ولن تستطيع حتى الآن تلبية طلبات المستوردين، الذي يلجأون إلى السوق الموازية للحصول على الدولار بأي ثمن.

وأشار إلى أنه بعد انتهاء موسم أجازات شم النسيم وعيد العمال مطلع الأسبوع الجاري، عاود الدولار للارتفاع نظرًا لكثرة الطلب عليه.

كما توقع أن ينخفض الدولار مجددًا عند حصول البنك المركزي على وديعة الإمارات، لكنها تظل مجرد فترة قصيرة، ويعود بعدها للارتفاع مرة أخرى، لأن الطلب على الدولار أكبر من المعروض.

وفي سياق متصل، اتفق د. مختار الشريف، الخبير المصرفي، مع حديث أحمد آدم، مشيرا إلى أن السوق الموازية تتعامل مع البنك المركزي بسياسة الملاكمة وامتصاص الصدمات، فتنكمش في حال علمها بوجود سيولة في البنوك، وتعاود بعد ذلك إلى الاتفاع.

وأضاف أن وديعة الإمارات، حتى بعدما تدخل حساب البنك المركزي، هي مجرد مسكن للسوق فقط، وانتظر الناس حين الإعلان عنها أن الأموال ستصل للبنك المركزي في اليوم التالي، لكنهم لا يعلمون أن هذا الأمر يستغرق وقتا ليس بالقليل في التفاوض على أسعار الفائدة، وطرق السداد وغيرها.

وأشار الشريف إلى أن موسم شراء سلع رمضان هو ما أدى لزيادة الطلب على الدولار حاليا، لافتا إلى أن مصر تستورد معظمها من الخارج، حيث يزيد استهلاك المصريين في هذا الشهر بنسبة 33%.

فيما قال مدير مكرم الدسوقي، المسؤول بإحدى شركات الصرافة، إن الطلب تزايد من الشركات بصورة كبيرة منذ الأمس، بعد انتهاء موسم الأجازات، وأدى ذلك لرفع سعر الدةلار وتخطيه حاجز الـ11 جنيها.

وأضاف ، أن خوف عدد كبير من أصحاب شركات الصرافة من قرارات الشطب، وتعاملهم بحذر من طالبي الدولار، شكل ضغطا كبيرا على السوق، وجعل الجميع يتعامل بحذر في حركة البيع والشراء، وادى لتراكم الطلب أيضا.

ويصل العجز في ميزان المدفوعات في مصر، بحسب د. عمرو الجارحي وزير المالية، من 45 إلى 50 مليار دولار سنويًا، في ظل تراجع إيرادات مصر من العملات الأجنبية.

وخفّض البنك المركزي يوم 14 مارس الماضي سعر صرف الجنيه، ليصل الدولار إلى 8.85 جنيه، لكنه عاد ورفع قيمة الجنيه 7 قروش في عطاء استثنائي يوم 16 مارس، ليستقر سعره الرسمي عند 8.78 جنيه.

وتعاني مصر نقصًا حادًا في الدولار نتيجة تراجع إيرادات السياحة والصادرات والاستثمار الأجنبي، وانخفض الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي إلى 16.5 مليار دولار في نهاية مارس الماضي، مقابل نحو 36 مليار دولار قبل يناير 2011، الأمر الذي قفز بالدولار في السوق السوداء فوق 11 جنيهًا ليواصل الجنيه هبوطه الحاد أمام العملة الأمريكية.

شاهد أيضاً

تبرعات الفقراء تباع بمعارض الكنائس

كتبت / ساميه نجيب “مجانا أخذتم مجانا أعطوا ” ابدأ حديثي هذا عن ظاهرة منتشرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.