أكدت أسر 4 شباب من قرية المقاطعة التابعة لمركز السنبلاوين، أن الثلاثة أسابيع الماضية مرت بصعوبة عليهم بسبب تغيب الشباب الـ4 الذين خرجوا فى رحلة هجرة غير شرعية عن طريق البحر باتجاه إيطاليا يوم 7 إبريل الجارى، واختفوا من وقتها فى ظروف غامضة.
«مانعرفش حاجة عنهم غير شائعات بأنه مقبوض عليهم فى اليونان، وأخرى بأنهم غرقوا بعرض البحر وإحنا مش قادرين نعيش من وقتها وقلبنا واكلنا عليهم وبنموت فى اليوم ألف مرة».. بهذه الكلمات عبر أحمد عبدالعزيز سالم، والد أحد الشباب المختفين عن حالة القلق والحزن التى يعيشون فيها.
وأضاف: «اتفق ابنى أحمد، 18 سنة، وثلاثة من شباب القرية هم: أمير محمد أحمد المنجى، 19 سنة، ورضا محمد محمد بركات، 19 سنة، والسيد محمود السيد محمد على، 16 سنة، مع أحد السماسرة من مدينة رشيد يدعى (أحمد) على السفر إلى إيطاليا عن طريق البحر، وكان يقابلهم فى الموقف الجديد بطلخا، ولا يعرفون عنه أى شىء آخر وأخذ من كل واحد فيهم 30 ألف جنيه، وشيكا على بياض منى ومن كل أب بالمبلغ المتبقى وهو 10 آلاف جنيه، وسافروا يوم 7 إبريل الجارى، وتوجهوا إلى الإسكندرية، وهناك كان ينتظرهم أتوبيس لنقلهم إلى نقطة التلاقى مع الزوارق على البحر، وبالفعل كان آخر اتصال بهم أنهم وصلوا للبحر وهيركبوا القوارب لنقلهم لمركب كبير بعرض البحر للسفر إلى إيطاليا».
وبكى الأب وهو يواصل حديثه: «نفسى أعرف هم عايشين ننتظرهم يرجعوا لنا أو نطمن عليهم.. ولّا ماتوا فنترحم عليهم وننتظر جثثهم، البيت كله فى حزن وأمل، وأمه تبكى طول الليل والنهار، والحياة ملهاش طعم، إحنا محتارين وعايزين نطمن على ابننا وزمايله».
وواصل: «إحنا بنتعلق فى قشة، وبنجرى ورا أى خيط، ورحنا وسألنا فى وزارة الداخلية، فقالوا لنا إنهم مش موجودين عندهم، وأقصى شيء فى القضايا دى إنه يتم حبسهم 4 أيام ويخرجوا بعدها، ولما سمعنا إنهم محبوسين فى اليونان، سألنا فى وزارة الخارجية ولم يدلنا أحد على شىء، وأخيرا سمعنا إنهم كانوا على مركب عليه 350 شخصا ومعهم أفارقة، وغرقوا فى عرض البحر، ولا نجد دليلا على الكلام ده، ومن يومين أكد أحد السماسرة أنهم وصلوا إيطاليا، لكن لم يتصلوا بنا حتى الآن، وشباب البلد اللى فى إيطاليا بياكدوا عدم وصولهم».
وأضاف الأستاذ علاء الجندى، والمحاسب علاء الشافعي من أهالى القرية: «البلد كلها حزينة، وتعيش فى قلق بسبب اختفاء هؤلاء الشباب، فكل آمالهم كانت تنحصر فى أن يعيشوا حياة كريمة وما فيش أمامهم غير السفر أسوة بغيرهم من الشباب الذين سبقوهم، لكن للأسف اختفوا، ولا يوجد دليل واحد نسير خلفه، فالسمسار مجهول ولا نعرف عنه شيئا، حتى تليفونه مغلق من وقت سفرهم».
وقال: «هناك شباب من القرية سافروا بعدهم بأسبوع ووصلوا فعلا إلى إيطاليا، وأحد الشباب اسمه محمد أحمد إسماعيل سافر قبلهم ووصل إلى إيطاليا لكن تم القبض عليه هناك، وعاد إلى مصر، بينما السمسار أخذ عليه إيصال أمانة على بياض بباقى المبلغ الذى اتفق معه عليه للسفر».
وناشدت أسر الشباب الأربعة الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل وإعادة أبنائهم إليهم أو تحديد مصيرهم إن كانوا أحياء أو أمواتا، خاصة مع الإعلان كل يوم عن غرق مراكب هجرة غير شرعية.